18 - 10 - 2024

"هآرتس" تنتقد التوجه اليميني المتشدد لإسرائيل وتحذر من عواقبه

قالت صحيفة "هآرتس" أنه نتيجة لازدياد التوجه اليميني المتطرف العلماني والديني في اسرائيل، مع قيادة لاتحمل اي توجه فكري سياسي، وسعت الشقة بين رؤية الاسرائيليين لانفسهم وبين رؤية العالم لاسرائيل، ويفسر اليمينيون في اسرائيل ذلك بأنه "معاداة للسامية" وهو التفسير الأزلي لكل أزمة، وهو تفسير سطحي للصدام بيننا وبين العالم الكبير، فإلى أين يقودنا بنيامين نتنياهو في المدى المنظور؟، خاصة وأنه ليس لليمين اي توجه فكري سياسي ليعرضه، ولا يزال مستمرا على دعاياه القديمة التي يلهب بها شعورا وطنيا متحمسا يحظى بدعم كبير من أكثر الجمهور.

واشارت الصحيفة الى قول أحد الحكماء بـ"إما أن تنجح، وإما أن تفسر"، في تفسيرها لحالة رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو" من عملية الجرف الصامد،  وأضافت أن الجرف الصامد لم يفشل، ولكن، جهود نتنياهو الترويجية المتكلفة تبرهن مثل ألف شاهد على الفشل الذي يعتقده نتنياهو في سريرته، وعلى نتنياهو أن يعلم أن الزعيم ليس رجل للعلاقات العامة ولا وكيلا لشركة نشر، إنما الزعيم شخص قادر على قيادة مسارات نابعة من رؤيا وفكر، ولكن نتنياهو يمتنع على الدوام عن عرض رؤيا مفهومة في سؤال الى أين تتجه دولة اسرائيل تحت زعامته.

وحللت الصحيفة الوضع بان نتنياهو يتشارك مع غالبية الاسرائيليين في النظرة التشاؤمية العميقة القائمة على اساس أننا نعيش في منطقة غير مستقرة لا قيمة فيها للاتفاقات، هذا الى جانب الاعتقاد بأن العالم كله ضدنا، هما المبدآن اللذان سوغا لنا الاستمرار في سياسة "أقعد ولا تفعل".

واضافت الصحيفة أن هذه السياسة ترتكن الى ايمان غامض بأن الزمان سيُنصفنا، فنحن نحتفظ بأملاك استراتيجية ولا نقع في فخ السلام، لكن الفلسطينيين لن يقبلوا استمرار الوضع الراهن وسيبادرون الى خطوات حقيقية تُضاد سياسة اسرائيل "أقعد ولا تفعل" – وهو ما تسميه وزيرة القضاء تسيبي لفني "انتفاضة سياسية"  .

وقالت الصحيفة أنه يحسن باسرائيل تلك أن تكف عن فكرة الدولتين، لتترك المسارات الطبيعية تستنفد نفسها الى أن ينشأ واقع لا رجعة عنه لدولة واحدة من البحر الى الاردن، فهناك عناصر يمينية ويسارية متطرفة تعتقد أن هذا الحل هو الأقل ضررا، ينما يرى غالبية الشعب أن دولة واحدة تهدد الهدف الاساس لقيام دولة يهودية وديمقراطية هنا، وعلى اسرائيل الاستعداد لهذا الاصطدام الداخلي.