26 - 06 - 2024

رسالة لم تصل ، وتحول غربي تكتيكي تجاه مصر

رسالة لم تصل ، وتحول غربي تكتيكي تجاه مصر

(أرشيف المشهد)

29-1-2014 | 14:31


رغم أن الإستفتاء علي الدستور وما قبله وبعده كان يراد منه توجيه رسالة للداخل ولخارج معا "بدعم مطلق" للسيسي، لم تتحقق لتراجع مستوي المشاركة وبالذات من الشباب، إلا أن  هناك من يرون أن أي سلطة لن تتمكن من قيادة مصر في الطريق الصحيح ، إلا بتنفيذ أهداف ثورة 25 يناير، وهو ما لن يحدث إلا بإسقاط نظام مبارك علي الأقل "بالتذويب التدريجي" بعد أن فشل إسقاطه بالكسر.

والتدقيق في موقف قوتين هما الولايات المتحدة وألمانيا قائدة أوروبا مؤخرا،  يمكن فهم كيفية تغير نظر الغرب لما يحدث في مصر، مع العلم أن أهم أهدافه الثابتة هو الحفاظ علي السلام مع إسرائيل، والبقاء في المعسكر الرأسمالي الغربي.

الولايات المتحدة إنطلقت منها رسائل متناقضة ، الأولي أعربت عنها بعض الصحف الأمريكية ومنها الواشنطن بوست التي إعتبرت الاستفتاء خطوة جديدة لتكريس إستبداد أكثر قمعا، وطالبت بقطع المعونة وعدم تأييد دولة إستبدادية، بينما الثانية عكسها إعلان مناقض لوفد غير رسمي للكونجرس أن الإخوان جماعة إرهابية وهم "عدونا المشترك" ، وأن 30 يونيو ثورة  ودعم إستمرار المساعدات العسكرية لمصر، وأن السيسي "جورج واشنطن" مصر، في إشارة ضمنية لقبول أمريكي لتوليه الرئاسة، هذا في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري :"أن التجربة المصرية المضطربة في الديمقراطية خلال السنوات الثلاث الماضية، أكدت للجميع أن التصويت في الإنتخابات ليس المحدد الوحيد للديمقراطية" !

أما ألمانيا فبدت أنها غيرت سياستها بعد أن أدركت حقائق الأوضاع علي الأرض ، وأبرزها تعليق "راينر زوليش" علي موقع الدويتشه فيله ، تعجب فيه مما أسماه بالشكل الغريب "لعبادة الشخص"في مصر والتي وصلت لتزيين الشوكولاته بل وملابس النساء الداخلية بصورة "السيسي" الرجل القوي طلبا للأمان والاستقرار ، إلا أنه رأي أن الاستفتاء فشل في إيصال الرسالة بالدعم المطلق له، لوجود معارضين مثل الإخوان وكذلك القوي المدنية المعادية للإخوان، مما أدي لمعادلة "الأغلبية الضئيلة المؤيدة لتولي الجيش السلطة ، مقابل باقي المجتمع"

وخلص إلي أن ذلك لا يعني أن الطريق إلي الديمقراطية أغلق إلي الأبد، ولكنه سيصبح أكثر وعورة، بعد عودة القمع والإستقطاب الأيديلوجي كأيام مبارك ، إنتظارا لشحنة عنف قد يجري تفريغها في أي وقت، وأنه لا حل حتي مع رجل قوي سوي بالتوافق.(1)

وهو ما أشار له وزير الخارجية الجديد "فرانك فالتر شتاينماير" منتقدا لمواقف سلفه، ملمحا لرؤية سياسته تجاه مصر إنعسكت في رؤية لحزبه الإشتراكي الديمقراطي وكذلك "برنامج الحكومة" الإئتلافية الجديدة بالتركيز علي الدعم الإقتصادي الواسع المرتبط بالمصالحة المجتمعية والسير في طريق الديمقراطية وحقوق الإنسان، دون فرض بل بالتحفيز ، "حتي لا ترتبط الديمقراطية في ذهن المواطن المصري البسيط بطعم الفوضي والجوع" علي حد قوله. (2)

ومع إدانة الإرهاب بكافة أشكاله، حذر من أن تصنيف جماع الإخوان المسلمين بأكملها كمنظمة إرهابية وتجريم جميع أعضائها لن يحقق الهدوء والسلام الداخلي المنشود لمصر، وأن الشرعية الدستورية الديمقراطية تتحقق بفتح الباب لجميع الفئات للمشاركة السياسية.

هناك من يسعي للعمل علي تكرار إيصال الرسالة ، سواء بالحشد بوسائل معروفة ، أو بحديث "الببلاوي" المضحك في "دافوس" عن شعبية خاصة للسيسي من قبل النساء .. لوسامته ، إلا أن قيام السيسي نفسه بإعلان رفض قاطع ونهائي لترشحه، ودعم الجيش لحكم مدني وتقديم كل مساعدة له للنجاح ، هو وحده ما يمكن أن يمثل "سكة سلامة" أخيرة لمصر، ويجعله بطلا شعبيا في عيون كثير من المصريين .

مقالات اخرى للكاتب

سكة ..





اعلان