26 - 06 - 2024

الربيع والخريف والتخريف

الربيع والخريف والتخريف

(أرشيف المشهد)

27-3-2014 | 20:26

يا طَيرِىَ العَرَبِىَ رِفْقَاً بالذِينَ تَعَشَّقُوكَ، وَ بالذِينَ يُشَايِعُونَكَ فِى الصَّبَاحِ وَفِى المَسَاءِ، وَ بالذِينَ يُقَايضُونَكَ أُغْنِياتِكَ بِالحَيَاةْ، هُمْ شِيعَتُكْ، هُمْ دَرْبُكَ المَوصُولُ مِنْ زَمَنِ الغِنَاءِ إِلى ضَيَاعَاتِ الشَقَاءْ، هُمْ شِيعَتُكْ، هُمْ رَكْبُكَ المَقضيُ أنْ يَرقَى إليكَ حنينُهمْ و أَنينُهُمْ، أَكْتَافُهُمْ لكَ إنْ حَطَطْتَ، عُيونُهمْ لكَ إنْ عَلَوتَ، قُلُوبهُمْ لكَ إنْ شَدوتَ، دِماؤهُمْ لكَ إن حَننْتَ إلى البُكاءْ.

يَا طَيريَ العَربيَ لا تَقنطْ، فَلسْنَا كَائناتٍ مِنْ زُجاجْ، يَا طَيريَ العَربىَ لا تَشْتَطَ، لسْنَا كَائناتٍ مِنْ حَجَرْ، يَا طَيريَ العَربيَ لَمْلِمْ دَمعَكَ المَسْكُوبَ أُغنيةً، فَمَا زِلنَا بَشَرْ.

لا أحد يستطيع ان يتجاهل موجات الإحباط التى تجتاح الشارع المصرى بكل قوه، بحيث إنك تسمع في كل مكان عبارات"لا فائده" "لا جدوى" "لا أمل"، هناك حالة فادحة من حالات الكفران بقيم الثورية و الحرية و القدرة على التقدم و إمكانية التخلص من آفاتنا الإجتماعية التى خلفتها السنون الشوهاء، ومما يزيد الألم أن الشارع المصرى ليس استثناء في ذلك، فالحالة ذاتها تجتاح جميع الشوارع العربية مع اختلاف فى الدرجة أو فى التجليات.

لقد أصبح من المألوف جداً أن تسمع عبارة "الخريف العربى"التى تتحول احياناً الى "التخريف العربى" فى معرض وصف ما مرت به الأمه خلال السنوات الثلاث الماضيه ، وذلك بالطبع ضمن منظومة السخريه من"الربيع العربى" .

جميل ان نضحك من ألامنا و أن نسخر من همومنا بشرط ألاتتحول هذه السخريه الى بديل للمواجهه و فرار من الإنجاز.

نعترف بأطائنا نعم، نصف أوجه قصورنا أو تقصيرنا نعم،نتعرف على حجم تحدياتنا نعم، لكننا ينبغى ان نفل هذا كله لنزداد قدره على المواجه و الإنجاز، لا لنسقط فى فخ الإحباط أو هوة الكفران بالذات.

أعرف أن برج الطموحات الذى بناه الربيع العربى كان شاهق الإرتفاع، و أفهم أنه كلما كان المكان الذى تسقط منه أعلى كان السقوط مدوياً اكثر لكننى أثق أن تعبير السقوط لا يليق بنا هنا و لا فى اى موضع اخر .

لذلك اسمحوا لى ان اعترف بأنى لست محبطاًً و لم اسقط فى فخ الكفران.

اعترف بهذا وانا فى كامل قوايا العقليه، بل و ادعوكم معى لأن تؤمنوا بأن هناك فائده وبأن هنك جدوى وبأن الأمل لايمكن ان يموت.  

مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة





اعلان