30 - 06 - 2024

تباريح | تداعيات "النزيف الرئاسي"

تباريح | تداعيات

(أرشيف المشهد)

  • 18-5-2015 | 20:48

أثار مقال "النزيف الرئاسي" الذي نشرته صحيفة المشهد في عددها الموجود بالأسواق الآن جدلا كبيرا وهجوما حادا ليس فقط من مؤيدي الرئيس السيسي وإنما أيضا من أعدائه ، الذين ترسخت لديهم صورة نمطية بأني مؤيد للرجل مهما فعل ، وكأني أفطر معه صباح كل يوم !!
أقدر أن الشكوك وربما الهجوم الحاد مرده حال الاستقطاب الشديدة التي تشهدها مصر ، وعدم تصور أن هناك صاحب رأي خالص لله والوطن يمكن أن يجهر بآرائه دون خوف ولا وجل من سلطة ولا من معارضة .
أيدت 30 يونيو باعتبارها استكمالا لمسيرة الثورة وتحريرها من يد تيار أراد السطو عليها ، وهذا التيار لاعلاقة له بمفاهيم الثورة ، بل استغلها للقفز على السلطة وتحقيق مآربه منها .. وفي لحظة ما تم استخدامه لضرب الثورة فتواطأ على كشوف العذرية وعلى محمد محمود ومجلس الوزراء ، وشارك في التشهير بالثوار ، وكان على استعداد أن يفعل كل شيء من أجل أن يبقى في السلطة ، بل انه ساوم على الثورة ذاتها في اجتماعاته الأولى مع عمر سليمان .
كان جميع المشاركين في 30 يونيو يأملون الانتقال إلى دولة مدنية (لادينية ولا عسكرية) تتحقق فيها مطالب الثورة الأربعة (حرية -عيش - عدالة اجتماعية - كرامة انسانية) لكن منذ الايام الأولى بدا أن العنف والإرهاب يحولان دون ذلك .. وعلت نبرات التفويض ثم الترشيح ثم الانتخاب ، وجاء السيسي ليخيب الآمال.
لم أكن ضمن سفينة لأقفز منها ، ولم تطأ قدمي منذ 30 يونيو 2013 قصر الرئاسة ولا مجلس الوزراء ، وانتقادي للسيسي منذ البداية .. عليكم ان تراجعوا على سبيل المثال مقالات (العائدون بخفي حنين من 30 يونيو - مالهذا فوضناك - 10 نصائح للسيسي قبل أن يدخل القصر - سنسجنك - كهنة معبد السيسي - مامصير تفويض السيسي - ليست لعبة - ورد الجناين في الزنازين- الظالم والمظلوم - خطاب مفتوح إلى الفريق السيسي) وغيرها من عشرات المقالات التي تحذر وتنبه من القفز على الثورة واستنساخ دولة مبارك والاستبداد والفساد . كثيرون حسبوا وقفتي في مواجهة دعاية الإخوان وقوفا مع النظام .. لكن خندقي الوحيد هو الثورة وأحلام الناس .
أظن ان أغلب الانطباعات مصدرها وصف قنوات الإخوان لي بأني مؤيد للسيسي .. وهذا الوصف لاستنكاف فكرة ان يكون هناك كاتب حر وموضوعي .. وليس مع الإخوان !! لأنه لو وصفني بالاستقلالية يكون قد اعترف بأن خطابه الدعائي مبني على أوهام ومغالطات.
اتحمل انتقاداتكم وتشكيكم وكذلك تشكيك الإخوان وأنصارها وتهديداتهم .. وأدفع الثمن غاليا .. يعرف ذلك المقربون .
لست في وضع من يرد على تهم ، فلا أحد يستطيع المزايدة على وطنيتي ودفاعي عن الحرية وأحلام الناس .. وكل من يمتهن الكتابة يعرف بعضهم بعضا جيدا ، والتاريخ في النهاية سيفرز الغث من السمين.

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!





اعلان