30 - 06 - 2024

حواراتُ العبث

حواراتُ العبث

(أرشيف المشهد)

  • 4-5-2015 | 15:48

- ما الأسوأ من النكتة البايخة؟ أن تجدَ من يضحك لها... من أغبى من كاذبٍ ينسى كذبه فيقول الشىء وضده بنفس الحماس؟ من يصدقه فى الحالين... من الأحطُ من القواد؟ من يُقبّلُ يده... من أكبر ذنباً من اللص؟ من ينصره... ما الأبشع من الجريمة؟ الطربُ لها... ما نهايةُ العالم؟ أن يجمع كلَ هؤلاء مكانٌ واحد.

-حرقُ الكتب لا يقتلُ الأفكار، والأشعار لا تصنعُ الأبطال، والرشوة لا تشترى الحضارة، لكنهم مازالوا يحرقون ويُشعِرون ويرشون!

- طبقاً لإحصاءات منظمة العفو الدولية؛ بلغ عدد أحكام الإعدام عام 2013 فى العالم كله (بدون الصين) 1925 حالة، وأتت أفغانستان فى المرتبة الأولى بحوالى 220 حالة... أخيرا سوف يكون لنا مكانٌ فى صدارة الأمم... ما عدمت مصرُ الرجالَ، ولكن أعدمتهم!

- كانت المذيعة تتحدث بإيمان شديد عن أن العدل فى مصر صار ناجزاً، حتى وإن كان موجزا فى سماع الدفاع وفحص الدفوع، وأيدّت أحكام الإعدام القياسية مستدلة بالآية "ولكم فى الحياة قصاص"... هكذا قالتها ربما من فرط حماسها، أو لضعف حفظها... لو عُرض الأمر على "فرويد" لأفتى أن زلات اللسان تكشف عن مكنون العقول والضمائر.

- عشنا العمر نعرف أن العدالة عمياء لأنها لا تنظر إلى الفاعل ولكن إلى الفعل، العدالة موضوعية لا ترى إلا الأدلة... كنا نؤمن أن العدالة لا تبصر لأن العدل أعماها... ما أجمل الحق المبصر والعدالة العمياء، وما أبشع العكس.

- قال لى: لا يمكن أن يبدأ البناء قبل أن يتوقف الهدم... قلت: ومتى يتوقف الهدم؟ قال: عندما نهدمهم ونهزمهم... قلت: فلا أمل فى البناء! قال: ولِمَ؟ قلت: لأنك وأنت تهدمهم صرت هدّاما، ومن هدام لهدام عمرنا ما ها نطلع قدام!

- فرقٌ كبير بين أن تفكر ماذا ستفعل غدا، وأن يكون كل همك هو مجرد أن تبلغ الغد. فرقٌ بين أن تحيا من أجل أن تكون، وبين أن تحيا لأنك مجرد كائن.

- ما الأفضل للشعوب: أن تسيئ الاختيار؟ أم أن تُحرمه؟

- أن تتعثر وأنت تقوم، خيرٌ من أن تُمضى العمرَ قعيدا.

- ماذا إن قتلتنى العثرة؟

- لحظةُ حرية خيرٌ من دهر فى عبودية

- لماذا يعتبروننا أغبياء؟

- لأننا أوهمناهم أنهم عباقرة

- وكيف توهمنا أنهم عباقرة؟

-لأننا أغبياء

- سألنى: ما السبب فى كل هذا الظلم؟ أجبت: انقطاع التيار! قال: سألتك عن الظلم لا الظلام يا خفيف... قلت: وهل يظلم مثلُ من عاش حياته فى ظلام؟ عقولنا ظلام، وروحنا ظلام، وتعليمنا ظلام، فأنىّ لنا بنور الحق؟ أتظنُها صدفة أن الظلامَ ظلمٌ زاد حرفا؟

- سألته: أى الرجلين أشد حمقا: من يصر على الكلام وهو يعلم أن لا أحد يسمع؟ أمّن يمضى فى طريق وهو يدرك أنها مسدودة؟ قال: أكثرُ حمقا من الاثنين من يرى الطعام مسموما والقتلى حوله ومع ذلك يتناوله ليتأكّد أنه سيموت... قد يكون فردا، وقد يكون شعبا!

- كنت أعجب ممن يشاهد الفيلم نفسه مرات عديدة، وفى كل مرة ينتظر النهاية بشوق! زالت الدهشة وأنا أرى شعوبا عاشت الفيلم مرات عديدة، وخبرت نهايته المريرة، لكنها تندفع لإعادة الشريط من جديد، فى انتظار النهاية السعيدة! مجردُ عبثٍ على عبث... 

مقالات اخرى للكاتب






اعلان