29 - 06 - 2024

ويزدحم الأفق بالأنبياء

ويزدحم الأفق بالأنبياء

(أرشيف المشهد)

27-10-2014 | 14:24


عَلَى قُـَّـبةِ الأَرضِ يَعلُــو نِدَاءْ

فَيهتزُّ بالــرُّوحِ غـُصنُ الرَّجَـاءْ

وَتحنُو سَمَــائِى وَيدنُو فَضَـائِى

و يَزدَحِـمُ الأُفــقُ بالأنبيــــــاءْ

وَتَسعَى إِلى العَينِ أَسْرابُ دَمــعٍ

فـَتُمسكُها عِصـمَةُ الكِــبريَاءْ

هِىَ الأَرضُ أَرضِى سَتبقَى سَلامَاً

سَمَاحَاً يُدَاعِبُ وَجهَ السَّـــمَاءْ

هِىَ الأَرضُ قَمحٌ ، نَخِيلٌ، وَكَـرمٌ

وَزيتُـونُ خَــيرٍ ، وَخـبزٌ ومَاءْ.

نعم أشعر بأنا فضاءنا العربى يزدحم بالأنبياء الذين لا يرضون بما صرنا إليه، أمن حق العالمين شرقاً وغرباً أن يسعوا إلى حرياتهم وكرامتهم ودولهم الفتية العصرية العفية، وحرام علينا نحن أن نفعل ذلك؟!

أمن حق شعوب الأرض جميعاً أن يكلل سعيهم إلى حريتهم وكرامتهم وصون مستقبل أبنائهم بالنجاح، فإذا ما حاولنا نحن أن نصل إلى هذه الغايات التى هى حقوق أصيلة صرنا إلى ما صار إليه الوطن العربى اليوم؟!

هل قدر لنا أو علينا ألا نتنسم أنفاس الربيع أبدا، فإذا ما جاءنا ربيعنا يسعى، انقض عليه الخفافيش ليمزقوه إربا، وليمزقوا معه إيمان الملايين بالربيع، وثقتهم فيه، ليصير ربيعهم الواعد أو الموعود خريفا مفزعاً؟!

ما الذى يجرى فى دمشق وما حولها؟ ما الذى يجرى فى صنعاء وما يحيط بها، ما الذى يجرى فى طرابلس أو بنغازى وأخواتهما؟ ثم ما الذى يجرى فى بغداد وما حولها من مدن ؟

وما الذى يجرى فى مصر؟ 

مصر التى ظلت طوال تاريخها رمزاً للسماحة الإنسانية المتحضرة، حتى إن بعض الجاهلين الذين لا يدركون فقه السماحة ظنوا سماحتها خنوعاً أو استسلاما.

كيف أصبح الجهل يملأ أفئدة البعض ليحيلوا سماحتها غلظة وضيق أفق وإجراما حقيقياً؟!

كيف هانت حرمة الدم المصرى الذى ظل طوال تاريخه ثميناً غالياً مقدساً لا يمس؟!

لقد كانت شعوب الأرض جميعاً تتندر  بتقديس المصريين لمشاعر البنوة، والأخوة، فكيف هان علينا أبناؤنا هكذا؟! وكيف سولت للبعض أنفسهم قتل إخوتهم وإراقة دمائهم هكذا دون ثمن حقيقى ودون غاية ترتجى؟ وأى ثمن وأى غاية يمكن أن تساوى دم ابنى أو أخى؟!

مازال فى العين كبرياء تمنع الدمع من أن يسيل، ومازال فى القلب أمل يمنع الروح من أن تيأس، ومازال فى النفس إيمان بأن سماحتنا ستنتصر وأننا سنبلغ غايتنا رغم كيد الجاهلين.

مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة





اعلان