17 - 07 - 2024

الحاجة إلى النُّبْلاء

الحاجة إلى النُّبْلاء

تفتقد معظم المنازعات الأسرية، والخلافات العائلية، إلى فضيلة النُّبْل، وهو ما يفاقم تلك الأزمات ، ويعزز من فرص الظلم والتطفيف والإنفصال غير الحضاري، وتفكك البيوت، ويعرقل طرق الحل.

والنُّبْل لغةً هو : الذكاء والنجابة، ويقال نبِيل، أي: عاقل، ورفيق بإِصلاح عِظام الأمور، واصطلاحا : هو خلق حميد، يتصف صاحبه بالذكاء والفضل والرفق في تعامله مع الناس والحكمة في الرأي والسعي ، وقالوا : من إمارة النُّبْل: (أن تتواضع لمن دونك، وتنصف من هو مثلك، وتستوفي على من هو فوقك).

ولقد مرت خلافات عديدة على مسامعي ومسامع القراء، أو في محيطنا ، ولو كان فيها مثقال ذرة من النُّبْل ، ما دامت ، ولو كان فيها مثقال ذرة من رفق وحكمة وانصاف ما تفاقمت ، ولذلك إذا الأسر والعائلات في حاجة إلى النبيل الشريف الفضيل الذي ينتصف من نفسه ويقر حقوق غيره، ويقدم الفضل على العدل ، و يؤمن بأن الحق فوق القوة أي قوة (مكانة/عزوة/مال).

يقول الشيخ الكبير الراحل محمد الغزالي:" الغنى ليس دلالة الشرف إلا في مجتمعات الأكل، والقلب المليء بالنبل أشرف من نعل محشوة ذهباً"، ويعتبر صاحب القلم الرحيم الراحل عبد الوهاب مطاوع الإنصاف مقدمة النبل :" من الإنصاف أن نضع سعادة الآخرين في اعتبارنا ونحن نطلب سعادتنا وألا ننسى حقوق الآخرين علينا ونحن نطلب حقوقنا".

إن التنشئة الأسرية على النُّبْل عامل كبير، في تطوير هذه الفضيلة في نفوس الأبناء والبنات، من أجل مستقبل أفضل مليء بالنبلاء في الرضا والغضب، والوئام والخلاف، وحتى يحدث هذا فالحاضر و(عام التكاتف الأسري) في حاجة أن يقبض (أولاد الأصول) على جمر النُّبْل مهما كانت عوائق الواقع.
-----------------------------
بقلم: حسن القباني


مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي