21 - 06 - 2024

إذا زُلزلت البيوت

إذا زُلزلت البيوت

إن كل هدم في مؤسسة الأسرة هو زلزال في بنيان أي مجتمع، وإن كل زلزال في أي مكان هو مجموعة من الرسائل لكل أسرة تعاني من هزات لا تتوقف وشقاق مدمر. 

أولى الرسائل بأن (الأعمار) بيد الخالق، أعمار أي إنسان أو بيت أو علاقة، وإن (الإعمار) كل إعمار واجب المخلوق، إعمارا في العلاقات والأرواح قبل الحجر والجماد ، وإن الحقوق المترتبة على ذلك لا تسقط بالتقادم أو تدفن تحت توابع الزلازل. 

إن الزلزال أمر جلل يصدم كل أصحاب القلوب ، وفي القلب منهم أرباب الأسر المأزومة ، كي يستفيق كل من غاب في سكرات المناكفات، وأضاع حقوق بيته وأهله في دروب الخلافات والتصدع، وأذاقهم لباس الجوع والقلق والمهانة، ليبادر إلى التصحيح الفوري ورد الحقوق وجبر الضرر وفتح صفحة جديدة تحت إشراف الحكماء أو إلى افتراق حضاري يصون الحقوق، ويؤسس لمرحلة الاحترام المتبادل، ولا يجعل الأهل رهائن الذل والإنكسار. 

وكما يحتاج كل بيت من البيوت المنكوبة في شمال سوريا وجنوب تركيا، إلى كل دعاء وغوث وتضافر جهود في تلك الأوقات الصعبة، فإن من حق البيوت المأزومة كذلك بعد أي زلزال يضرب استقرارها ، الدعاء والدعم لا (التخبيب). 

إن إيجاد حل في كل بيت مأزوم، في عام التكاتف الأسري هو واجب حكماء العائلات والعلاقات، فلا أحد يعلم ماذا قد يحدث غدا، والزلزال المدمر الذي وقع فيه عبرة لكل بيت خطفه ضجيج الشقاق ، وذكرى تنادى كل أرباب بيت على مشارف الانهيار: بادروا بالعلاج والتصحيح والإنصاف ، إذا زُلزلت البيوت زلزالها ، وأخرجت القلوب سوادها، فاضطربت العلاقات والمعاملات، ولا تنسوا أبدا الفضل بينكم.
---------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان