30 - 06 - 2024

أبو الغيط: القدس تئن تحت وطأة ثقيلة لاحتلال غاشم لا يكتفي بالاستيلاء على الأرض

أبو الغيط: القدس تئن تحت وطأة ثقيلة لاحتلال غاشم لا يكتفي بالاستيلاء على الأرض

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن القدس تئن تحت وطأة ثقيلة لاحتلال غاشم لا يكتفي بالاستيلاء على الأرض، وإنما يسعى أيضًا لتبديل الهوية وسرقة الذاكرة، وطمس التاريخ.

جاء ذلك فى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، خلال المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس، الذي حمل اسم "القدس.. صمود وتنمية"، وانعقد بمقر جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، وشارك فيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وممثلين رفيعي المستوى عن ملوك ورؤساء وقادة الدول الأعضاء في الجامعة العربية.

وأضاف خلال كلمته اليوم فى مؤتمر القدس صمود وتنمية بجامعة الدول العربية في القاهرة، إن قضية فلسطين والقدس تجمع العرب، مشيرا الى أن القدس حاضرة في الوجدان العربي والإسلامي، حتى وهي تحت الاحتلال فقد شهد التاريخ احتلالها من قبل، ثم ما لبث وجهها التعددي الحضاري المتسامح أن عاد مُجددًا، ناصعًا جليًا، وشاهدًا على ما تمثله هذه البوابة بين الأرض والسماء من مكانة خاصة لدى أتباع الديانات السماوية جميعًا.

وتابع: إن مؤتمرنا هذا يُعقد تنفيذا لقرار اتخذته القمة العربية في الجزائر في نوفمبر الماضي، بدعم صمود أهل المدينة المقدسة، أهلنا المرابطين في القدس، والصامدين بكرامة في مواجهة سياسات وإجراءات إسرائيلية بالغة التطرف تهدف إلى القضاء على الهوية الفلسطينية، وطمس الوجه التعددي للمدينة، وتهويدها، بشرًا وحجرًا وإفراغها من سكانها الفلسطينيين، عبر القمع وتضييق الخناق وهدم المنازل وغير ذلك من الإجراءات المنافية للقانون الدولي الإنساني.

وأضاف أن الهدف هو تعزيز صمود المقدسيين على أرضهم لأنهم أصحاب هذه الأرض وتلك بيوتهم التي يُراد إخراجهم منها على مرأى من العالم كله وهذا هو تاريخهم الذي يُراد محوه تاريخهم وتاريخنا جميعًا، ونحن العرب، مسلمين ومسيحيين، الذين نتطلع إلى المدينة المقدسة بخشوع بالغ ومحبة راسخة في القلوب لأنها جزء من ذاتنا وهويتنا الدينية والحضارية والقومية.

وأضاف: أننا، ومن خلال هذا المؤتمر، نخاطب العالم كله ونسمعه صوتنا: القدس مدينة تحت الاحتلال بواقع القانون الدولي ولا مجال للجدل في هذا ولا يُمكن تغيير وضعها التاريخي أو مركزها القانوني بإجراءات أحادية أو باستعراضات سياسية لا هدف لها سوى مكاسب داخلية يسعى لها أعضاء في حكومة يمينية متطرفة يهدفون لتسجيل النقاط مع ناخبيهم.

وركز على أن العرب يريد من العالم أن يرى الواقع على حقيقته، المخجلة والمُفزعة، وأن يُدرك خطورة ما يسعى الاحتلال إلى تكريسه في القدس الشرقية، وفي البلدة القديمة، وفي الأقصى المبارك وهنا أقول إن التطرف لا يولِد إلا تطرفًا مضادًا، والسعي إلى "تقسيم" الأقصى وطمس وجهه الإسلامي والعربي لن يقود سوى إلى إذكاء الاضطرابات والعنف بلا نهاية.

وأستطرد: إننا نخاطب العالم كله من خلال هذا المؤتمر بمحاوره الثلاث، السياسي والقانوني والتنموي لكي نسمعه صوت الفلسطينيين الخاضعين للاحتلال والعرب الذين يدعمون صمودهم النبيل ونقول إن تعزيز هذا الصمود هو واجب ومسئولية على كل العرب، بل هو واجب على محبي السلام وداعمي التسامح والانفتاح في العالم على اتساعه فالقدس جزء عزيز من تراث الإنسانية وإرثها الحضاري، وضمان استمرار الوضع التاريخي والقانوني فيها دون تغيير لحين التوصل الي سلام دائم ونهائي هو صمام أمن للاستقرار الإقليمي والعالمي.

ولفت إلى أن هذا الحضور الكثيف، وتلك المشاركة على أعلى مستوى من القيادات العربية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية لابد أن توصل رسالة للعالم أجمع بأن القدس، بأهلها وتراثها ومقدساتها، تتعرض للخطر وأن استمرار الأوضاع الحالية، واستمرار السياسات القمعية التي يتبعها الاحتلال، سيفضي إلى مزيد من التوتر والعنف والكراهية.

وشدد على أن حل الدولتين، وهو البديل العقلاني الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يتعرض لتقويض ممنهج ومستمر على يد الاحتلال الإسرائيلي، ومن دون أفق لإنهاء الصراع وتحقيق السلام الدائم والشامل في منطقتنا، فإننا لا نترك للفلسطينيين سوى الإحباط واليأس، وعلى محبي السلام في العالم السعي والعمل بجدية من أجل إنقاذ حل الدولتين من أيدي المتطرفين.






اعلان