21 - 06 - 2024

محمد الجارحي لـ"المشهد": إحياء دور النقابة واستعادة كرامة المهنة أهم أولوياتي وأراهن علي وعي الصحفيين

محمد الجارحي لـ

قال الكاتب الصحفي محمد الجارحي المرشح لعضوية مجلس نقابة الصحفيين "تحت السن" في انتخابات التجديد النصفي، التي تجري في مارس المقبل، أن مهنة الصحافة تمر بأسوا فتراتها علي مدار التاريخ ، وهناك تراجع كبير جدا في مستوى المهنة بسبب القيود المفروضة عليها، معتبرا حريه الصحافة أساس المهنة ، واستقلالية النقابة التي كان يطلق عليها في الماضي قلعه الحريات، أساس الحرية.

 وأضاف الجارحي في تصريحات خاصة "للمشهد" أن صاحبة الجلالة لم يعد يطلق الآن عليها السلطة الرابعة، بل أصبح وضع الصحفيين سيئا جدآ بخلاف ما كان في الماضي، وتحول كل صحفي حر إما لموظف بفعل فاعل لا يقوم بدوره وعمله الطبيعي والاعتيادي، أو أصبح بلا عمل يجلس في منزله أو يمارس عملا آخر غير مهنة الصحافة ليستطيع الإنفاق على أسرته ، وهذا يعتبر وضع كارثيا ينذر بشؤم.

وأوضح الجارحي، أن النقابة خلال السنوات الماضية أصبحت ضعيفة لا دور لها علي المستوي المهني ولا دور لها تجاه أعضائها الذين أهينت أوضاعهم، ضاربا المثل بملف حبس الصحفيين الذين لم يستطع أحد فعل شيء لهم.

ويقول الجارحي : لدينا وضع اقتصادي كارثي، إذا نظرنا للأجر الذي يتقاضاه الصحفي في ظل ارتفاع الأسعار، بجانب ان هناك صحفيين لم يطبق عليهم الحد الأدنى للأجور التي قامت الدولة بتحديده وهو 2700 جنيه وفي القطاع الحكومي 3000 جنيه، دون تحرك من النقابة، بجانب وجود مؤسسات صحفية تقوم بإجبار الصحفي علي دفع تأميناته دون إعطاء راتب شهري له، هذا الواقع الذي يعيشه الصحفيون في الوقت الراهن.

وأكد الجارحي أن مجلس نقابة الصحفيين في اخر دوراته اجتمع ست مرات فقط ، في حين أن اللائحة تفرض الاجتماع شهرياً، وهذا يجعلنا نضع علامات استفهام كثيرة ، لأن النقابة أصبحت لا تدار من خلال مجلسها أو جمعيتها العموميه.

وبسؤاله عن هيبة كارنيه الصحفيين و امتيازاتهم التي تبددت قال الجارحي: بالفعل قمت بتحديد مجموعة من الملفات لدى ترشحي لعضوية مجلس نقابه الصحفيين، تتمثل في " الكرامة، الأجور ، الخدمات، التطوير".

واستطرد قائلاً: كرامة الصحفيين هي ما دفعتني للترشح، لأن المهنة التي كان يعمل الجميع لها ألف حساب ، أصبح أقل المسؤولين درجة لا يعبأ بها، بجانب ان المواطن العادي فقد الثقة في الصحفيين والصحف لأن المهنة لم تعد تمثله، وأكبر دليل علي ذلك أن التقرير الأخير الصادر عن جهاز التعبئة العامة والاحصاء أكد أن إجمالي توزيع الصحف اليومية في مصر لا يتجاوز 350 ألف نسخة وهذا وضع كارثي، ففي وقت من الأوقات كانت صحيفة واحدة توزع مليون نسخه، والملف الآخر ملف الأجور فهناك خلل واضح في أجور الصحفيين، وهذا الخلل يتسبب في وضع الصحفيين تحت خط الفقر ولا يعينهم على أداء مهمتهم السامية، فالصحفي ليس أقل من القاضي الذي يحصل علي العديد من الامتيازات ويتقاضى أجرا عادلا.

وتطرق الجارحي إلى الموقع الجغرافي لنقابة الصحفيين حيث تقع بين نادي القضاة ونقابة المحامين، بينما أصبح الصحفيون يتحسرون علي نقابتهم بعدما شاهدوه من إراده قوية لدي المحامين الذين استطاعت نقابتهم أن تعبر أكثر من أزمة، في حين أن نقابة الصحفيين موقفها ضعيف للغاية في الأزمات على عكس الماضي. 

ويخوض الجارحي الانتخابات ببرنامج لا يغفل التدريب والخدمات، خاصة وأن دور النقابة في تدريب الصحفيين ضعيف جدا ، كما يقول ، ويجب أن ينتبه الصحفيون والنقابة إلى أن قواعد المهنة أصبحت تتغير كل لحظة ، والذكاء الاصطناعي لم يترك شيئا ، فالآن يستطيع كتابة مقال صحفي بمفرده دون اللجوء للصحفي، لذلك يجب أن ننتبه كثيرا، فبسبب ذلك من الممكن أن يخسر العديد من الصحفيين وظائفهم، ويجب البحث عن أفكار جديدة ترفع من موارد النقابة. 

وعن واجهة النقابة واستمرار وضع السقالات أمام بوابتها لأكثر من عامين قال الجارحي: هذا الملف فيه فساد شديد جدا والفساد ليس في تكلفه الوجهة الذي يقدر بـ ٨ ملايين جنيه ،لكن في وجود السقالات هذه المدة الطويلة ، وشهدنا زميلة تستغيث أمام نقابة الصحفيين خلال اجتماع المجلس الاخير وتؤكد أنها لا تستطيع أن تنفق علي طفلتها وإيجار هذه السقالات لأسبوع يكفي نفقاتها لمدة عام علي الأقل!

وقال الجارحي : من أحلامي أن يكون لدي النقابة موقع الكتروني عليه جميع خدمات الصحفيين سواء في الدفع الالكتروني أو خلافه لتسهيل المهمة علي الصحفي، ويجب العمل أيضا علي رفع بدل الصحفيين ، فنقابتنا عددها قليل جدا، كذلك يجب السعي لإقامة مستشفي لجموع الصحفيين.

وحول اقتناص مرشح الحكومة بشكل متكرر لمقعد النقيب قال: الدولة حريصة أن يكون ولاء صاحب مقعد النقيب لها ، لأهمية وحساسية هذا المنصب وبالتالي ترهن انتخاب النقيب ببعض المزايا التي تقدمها للصحفيين، وأصبحنا نتعرف علي تلك الميزة بسهولة والتي تتمثل في زيادة البدل، حتي تشجع الصحفيين على انتخابه، وفي أحيان كانت الدولة تطرح مرشحا وتزيد البدل عبره ، وكان الصحفيون يحصلون علي البدل ويختارون مرشحا آخر غيره ، حدث ذلك في تاريخ النقابة أكثر من مرة.

وأوضح الجارحي ، أن الصحفيين لديهم حالة غضب أتمني أن تتفهمها الدولة وتعلم أن التغيير مطلوب ، وأن ما حدث في الدورة السابقة لن يتكرر مرة اخري، إضافة إلي ذلك أراهن علي وعي الصحفيين لأنهم سيحكمون المصلحة العامة وصوت العقل في هذه الدورة، خاصة أنه كان هناك أعضاء مجلس لم يكونوا متفرغين لهموم الصحفيين أو لمشاكل النقابة فلهم مصالح أخرى.






اعلان