29 - 06 - 2024

ميلاد جديد لصبري فواز وشيرين رضا في "وبينا ميعاد"

ميلاد جديد لصبري فواز وشيرين رضا في

أتعجب من أن مسلسلا بحجم كبير يتم تجاهله من النقاد رغم المجهود الواضح فيه والمتابعة الكثيفة من الجمهور له.

مسلسل " وبينا ميعاد" من الأعمال الجيدة التي تحترم عقلية المشاهد وتراعي ان هناك أطفالا يشاهدون التليفزيون وهذا أصبح شيئا نادرا .. فكثير من المؤلفين والمخرجين يعتبرون خدش الحياء والخروج عن المألوف والمتعارف عليه في السلوك والرسائل التي تحملها المسلسلات شئ اساسي. ويجب ألا تخلو من الألفاظ البذيئة والعلاقات الشاذة والمشاهد الجريئة وكانها "توليفة" أساسية لنجاح أي عمل فني.

ولكننا في "وبينا ميعاد" نجد عذوبة في الأداء وانسيابية في تسلسل الأحداث علي الرغم من أن الفكرة الأساسية للمسلسل وهي فكرة ارتباط شخصين كل منهما لديه عدد كبير من الأبناء قد سبق طرحها في أكثر من عمل محلي واجنبي لعل ابرزها فيلم" عالم عيال عيال" والذي حرص المخرج ان يظهر جزءا منه علي الشاشة ضمن الأحداث ليشير الي تأثره به ، الا ان المعالجة في "وبينا ميعاد" تم تقديمها بشكل شيق مع إضافة الكثير من التفاصيل والمشاعر والقصص الفرعية.

اكثر من لفت نظري في المسلسل هو الفنان صبري فواز الذي ينتقل بخطوات ثابتة من عمل الي آخر تاركا بصمات واضحة في اي دور يقوم به، فهو يؤدي بعفوية وبساطة لكنه في هذا المسلسل بالذات تم إتاحة الفرصة كاملة له لابراز مواهبة مما يمثل ميلادا فنيا جديدا له هو وللفنانة شيرين رضا التي نراها في هذا المسلسل بشكل جديد تماما عن كل الأعمال التي قدمتها من قبل، وقد استطاعت من خلال خبرتها والقبول الذي تتمتع به الي النفاذ لقلوب المشاهدين وابهارهم بادائها الرفيع لدور صعب لكنها أجادت تقديمه..

كل هذه العوامل جعلت المشاهدين يرتبطون بالمسلسل ويتابعون حلقاته بشغف وفضول لمعرفة باقي الأحداث التي تتصاعد يوما بعد يوم ، علي الرغم من عرضه في وقت يخلو تماما من المنافسة ويسبق الماراثون الرمضاني الذي يزدحم بعدد كبير من المسلسلات يختلط فيها الغث بالسمين، وربما لو كان عرض في  ذلك الوقت لما لاقي هذا النجاح الذي اتضح من نسبة الاعلانات الكبيرة التي تخللته.

أما المطرب مدحت صالح فأنا اشفقت عليه بالفعل، فالدور ظلمه ولا يناسب إمكانياته الكبيرة التي شاهدناها في أعمال سابقة وكان فيها متألقا. لكنه في هذا الدور بالذات لم يضف له أي شئ ، لكنه هو نفسه اضاف للمسلسل بحضوره المتميز وروحه المرحة وساند البطل بروح معطاءة.

ونفس الحال للممثلة بسمة فأعتقد ان لديها موهبة حقيقية وطاقة كبيرة علي الأداء الجيد لكنها كانت قد وصلت الي مراحل اهم بكثير من هذا الدور قبل انقطاعها عن التمثيل سنوات طويلة لكنه عود حميد علي اي حال.

الفنانة الكبيرة نادية رشاد قدمت نموذجا رائعا للأداء الهادئ المتزن وأضافت الكثير للعمل من خلال خبرتها وادائها المبهر.

أما الممثلة وفاء صادق فعلي الرغم من صغر دورها فإننا نلحظ نضوجها الفني الذي ظهر جليا في أدائها المتزن ونجحت في إقناع المشاهد أنها تستطيع التألق في اي دور تقوم به وكلنا نذكر دورها في مسلسل "بودي جارد" الذي لمعت فيه مع الرائع كمال الشناوي وماجد المصري..

الممثل محمد سليمان أدي دوره كما كتب له ولم نر جديدا في أدائه لان الدور لم يسمح له بأكثر مما شاهدنا ولم يضف له الكثير.

أما الأبناء فلعل ابرزهم الممثل "خالد أنور" الذي يسير بخطوات ثابتة ويبشر بمستقبل جيد واتوقع ان يحصل علي أدوار أكبر اسرع بكثير من جيله.

يوسف الكدواني كان اداؤه ضعيفا في البداية، لكن مع تصاعد الأحداث اكتشفت ان لديه طاقة كوميدية كبيرة لم تكتشف بعد واتوقع له مستقبلا كبيرا في المجال الكوميدي تحديدا.

ومن الفتيات كانت الأبرز ميران عبد الوارث التي اجادت الدور وأعتقد انها ستتطور بسرعة أيضا.

باقي الأبناء تميز كل منهم في دوره وستظهر مواهبهم اكثر في أعمال قادمة بإذن الله فقد أعطاهم هذا المسلسل تذكرة الدخول لقلوب المشاهدين.

أما  المؤلف والمخرج هاني كمال فكان قد صرح بأن فكرة تقديم الأسرة المصرية وعلاقة الأبناء بالأب والأم كان أهم ما يشغله فى مسلسل (وبينا ميعاد)، إذ إن التربية فى هذا الزمن أصبحت معادلة صعبة جدًا ما بين الشدة والمرونة. وقال: «لا نحتاج إلى أن نمنع عن أولادنا، بل نحتاج أن نعطيهم أفكارا ونملأ حياتهم بالاختلاف والاختيار لهم، لذلك على الفن دور مهم جدًا، ونحتاج هنا صناعة ترسى أفكارا فى الدراما التليفزيونية والسينما».

فالمسلسل  لا يعلم أو يقول رسائل صريحة، بل يعطى رسائل غير مباشرة فى كل شىء، والناس تستشف، ولو حدث التأثير فى الناس أو الشباب يكون قد نجح فيما كان يريد إيصاله.

وقد أبدع الموسيقار خالد عز في الحان التتر والموسيقى التصويرية للمسلسل والتي كانت متوائمة تماما مع الأحداث وأضافت إليها الكثير.

الاخراج كان جيدا جدا واستطاع ان يمسك بخيوط العمل ولم يترك الملل يتسرب المشاهد.

أخيرا ، فإننا نجد في المسلسل لمسات الكاتب الصحفي صاحب القلم الرشيق يسري الفخراني رئيس المحتوي الدرامي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وهو شخصية محترمة ويسعي دائما لتقديم أعمال محترمة تحمل قيما أسرية نحتاجها كثيرا في الدراما المصرية.
--------------------------------
بقلم: مجدي بكري






اعلان