29 - 06 - 2024

حُسن الاختيار أو دفع الثمن

حُسن الاختيار أو دفع الثمن

إن حُسن الإختيار، من أساسيات النجاح في الحياة ، وركيزة أساسية من ركائز تجويد العلاقات والمعاملات، وعماد لا غني عنه لمواجهة التحديات والأزمات، ورحمة من معاناة توابع سُوء الاختيار، أو دفع عظيم الضرائب والأثمان. 

حُسن الاختيار، يبدأ بحُسن اختيار القول، وقديما قالوا :" اختيار الكلام أشد من نحت السهام"، وحُسن اختيار العمل المناسب في الوقت المناسب، والشخص الأجدر في المكان المناسب، والقرار الصائب في وقته، ولذلك فإن السعادة تمكن ضمن ما تمكن في حُسن اختيار الزوج/الزوجة، والشريك في العمل، والرفيق في الطريق، والصاحب في السفر، والمسئول في أي موقع قرار، والقرار ذاته في أي درب من دروب الحياة.

ولذلك كان نصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم :"تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"، مختصرة لكل المعاني، وإن كانت تنطلق من بناء الأسرة، الركن الأهم في منظومة العلاقات والمعاملات، ولكنها يمكن البناء عليها في كل مجالات الحياة، إحسانا في الاختيار، ودراسة لما نقبل عليه، ومشاورة واستخارة، حتى نصل إلى الأصوب.

من هنا، يقول العالم الراحل د.مصطفى محمود معنى عظيم :" كل لحظة تطرح على الإنسان موقفا و تطلب منه اختيارا بين بدائل ، فهو في كل اختيار يكشف عن نوعية نفسه و عن مرتبته و منزلته دون أن يدري"، ولذلك حذر الأديب الراحل أحمد خالد توفيق من عاقبة عدم دقة الاختيار قائلا :" أي اختيار مهما صغر يمكن أن يضعنا في كون آخر مختلف تمامًا".

إن كل اختيار ناجح يضعنا في مسار مميز وسلام ، وكل اختيار فاشل يضعنا في أزمات لا تتوقف وقلق، فتخيروا لكل محطات حياتكم فإن العمر ثمين والرب رقيب.
--------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان