17 - 07 - 2024

ملتقى الشربيني يناقش كتاب "طباطيب العبر" لأسامة الرحيمي .. هل ظلم الكاتب طباطيبه؟

ملتقى الشربيني يناقش كتاب

أقام ملتقى الشربيني الثقافي ليلة ثقافية بشبين القناطر قاد مناقشاتها مؤسس الملتقى ومديره الكاتب الصحفي محمود الشربيني، وعلى مدي أكثر من ثلاث ساعات ناقش المنتدى كتاب الكاتب الصحفي الكبير أسامة الرحيمي رئيس القسم الثقافي سابقا  بجريدة الأهرام، "طباطيب العبر"، والذي وصفه  الشاعر مسعود شومان بأنه ثلاثة كتب في كتاب واحد.

وقال : إن الرحيمي ظلم كتابه بضخامته تلك ، بدلا من أن يقسم كل كتاب على حده،  وكانت مفارقة مدهشة أن المؤلف كشف أنه اكتفى بهذا القدر من مادة الكتاب، وأن قصص أهل الدراكسةومعاناتهم وقهرهم وعبوديتهم وذلهم أمام الإقطاعيين  - لأن المادة التى جمعها عنهم تكتب آلاف الصفحات. 

وتحدث الكاتب الصحفي محمود الشربيني مؤسس الملتقى فقال: ليس غريبا أن يكتب الرحيمي كتابه برحمة تجلت في "طباطيب عبره"، فكتاب الرحمة يبدو لى فى طياته كمرثية للزمن الفائت ، أو كيدٍ حانيةٍ تشبه أيادي الحناه الحقيقيين عندما تربت على البسطاء ، لكنه يعتبره وثيقة ادانة لمجتمع الإقطاعيين والاستغلاليين وناهبي حقوق الناس قبل قيام ثورة ٢٣ يوليو .. وإن كان هو نفسه يشن بعد ذلك اعنف نقد لثوار يوليو ولقائد الثورة ولتجربة يوليو كلها. 

بقع الكتاب في 500 صفحة من القطع العادي ، ويتضمن مجموعة مذهلة من الحكايات التي يمكن اعتبارها قصصا قصيرة ، تربو على الخمسين قصة موجعة ومؤلمة ودامية .. تهز القلوب وتزلزل النفوس وترج العقول رجًا عنيفًا ، قسمها الكاتب اقساما الأول منها اختار له عنوانًا فرعيًا عامًا : "فيما جرى لبلدنا وقرانا" ويندرج تحته مجموعة من أوجع صور وحكايات المجتمع المصري، وتغيراته المذهلة التي واكبت اندلاع ثورة يوليو في مصر.

وفى مقدمته قال الرحيمي ان ثمة كثير من العبر يمكن أن يخرج بها أي متابع للتغيرات التى جرت في مصر من بعد ثورة يوليو إلى الآن ، وبخاصة تلك التى جرت على بعض البسطاء ، والذين اجتذبه منهم فئات ثلاث أولها "التملية"، وهم الفئة الأكثر بؤسًا في مصر (آنذاك) والذين أفنوا حياتهم في الشقاء والتعب بالمقابل ، بسبب القمع  المستمر ممن يشغِّلونهم ، فلم يحصلوا حتي على ما يسد رمقهم . 

الفئة الثانية هي فئة العصاميين من المهنيين، أو إخوة الشقاء كما يسميهم المؤلف، والذين شقوا وكدوا من اجل تربية أولادهم وترقيهم بالتعليم ، ومن المفجع أن هؤلاء الابناء تنكروا لأهاليهم، هربا من طبقتهم. 

والفئة الثالثة هي فئة النبلاء الذين صادفهم الرحيمي على قارعة الحياة وكانوا يكملونها بطيبتهم ، وهؤلاء لم يؤثروا أنفسهم يوما على أحد ولو بالخطأ، وكانوا "يطبطبون " على الجميع.

وفى حديثه أكد الشاعر والباحث مسعود شومان أن أسامة الرحيمي كاتب صحفي من طراز فريد ومثقف نوعي استطاع أن يقدم تجربة مختلفة ومتميزة في الصحافة الثقافية، ودلل علي ذلك بالصفحات التي أنشأها وأشرف عليها وقت رئاسته للقسم الثقافي بالأهرام، وهي الثقافة الشعبية، والثقافة الافريقية. وقال شومان إن جوهر الكتاب هو الصدق والتعبير عن القهر الذي شعر به الناس. 

والتقط الشاعر والناقد محمد السيد اسماعيل خيط الحديث فأثنى على الكتاب وكاتبه ، واشاد بعرضة لقصص التملية والمقهورين بصدق وسلاسة ، تعكس أنه درس قضيتهم جيدًا.

وحيا الكاتب الصحفي مجدي صالح الكاتب وكتابه وهنأه على العرض الوافي الذي قدمه، منوها بان ثمة معركة فكرية دارت حول فكرة التملية ، بين سليل عائلة الباشا الذي يرفض فكرة استعباد التملية وقهرهم، وهو ماخالفه فيه محمد اسماعيل، وبينهما لاحت بوادر سجال رأي ، اعتبره الرحيمي ثمرة جيدة من ثمار الحوار.