29 - 06 - 2024

سؤال الحياة المتكرر

سؤال الحياة المتكرر

"ما البديل؟ ".. سؤال الدهر المتكرر الذي يطارد ذواتنا في جميع محطات حياتنا، ويحاصر قراراتنا واختياراتنا، فمن لم يجد بديلا للوصول كل حين إلى هدفه المطلوب أو حل مشكلته، عاش أبد الدهر بين الأزمات والكدر. 

وتعج العلاقات والمعاملات، خاصة في البيوت، بتحديات أثناء الأزمات الشخصية والاجتماعية والاقتصادية ، تتطلب تحديد البديل الأمثل، بعد دراسة متأنية، وتحديد المسارات المطروحة والحلول المناسبة والامكانيات المتاحة في حضور المعلومات، ثم التدقيق في اتخاذ القرار بناء على ما استقر من علم نافع وقراءة صحيحة للواقع. 

ويتعاظم الاهتمام بتوسيع دائرة البدائل ثم حسم الأنسب منها مع المواقف الأليمة أو القرارات المصيرية في العلاقات والمعاملات، خاصة الأزمات العائلية، والتي تحتاج إلى نفس طويل ، ومقاومة المشاعر السلبية ، وعدم النظر للأمور بنظرية (الأبيض أو الأسود) في ظل وجود احتمالات الصواب والأصوب. 

ولكن من أخطر ما يهدد اختيار البدائل، في دروب الحياة عند اختيار القرارات أو الأشخاص ، هو حسمها بناء على هوى أو غضب أو جهل أو إغراء، لأن البديل هنا إفراز غير مناسب من رحم فاسد، ما يدفع إلى نشوب أزمات أو تضخمها ، لذا لابد من إحسان التدقيق. 

وهنا وجب التنويه، أن الأصل لا بديل له، وأن الحقيقة لا تحتمل التبديل، وأن البدائل لا تحضر في القرارات المرتبطة بالضمير والحق ، التي لا تحتمل إلا مسارا واحدا، يعظم من شأن الحقيقة. إن الوقوف على مفترق طرق بلا اختيار بديل مناسب هو أزمة الأزمات، وإن الحياة بالأساس هي اختيار من بدائل ، وإن البدائل البائسة تضر ولا تنفع، رغم مغريات بعضها، وإن البدائل الحسنة هي بوابة السلام والسعادة.
-------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان