27 - 08 - 2024

صناعة الأيام المفترجة

صناعة الأيام المفترجة

نمر بأيام طيبة في المفهوم الديني، ما بين ترقب لشهر رمضان المعظم، والتنعم بفضائل شهر شعبان المبارك، فيما بدأ أصدقاؤنا المسيحيون "الصوم الكبير" لمدة 55 يوما طبقا لمعتقداتهم، ما يتطلب منا، حسن استغلال هذه الأجواء ذات الصدى الروحاني في تجويد العلاقات والمعاملات، وإصلاح ذات البين بين الأشخاص وفي البيوت والعائلات.

تأتي هذه الأيام "المفترجة" - بالتعبير الدراج - في ظل تعقيدات اقتصادية ، تلقى بظلالها الاجتماعية على المجتمع المصري ، ما يجدد أهمية الدعوة التي أطلقتها مع بداية العام الحالي تحت عنوان "عام التكاتف الأسري"، تحت شعار :" تسامح .. تعاون .. تكافل" ، ويدفعني إلى دعوة جميع البيوت المتوترة مع بدء العد التنازلي للشهر الكريم إلى التصالح والتسامح وإزالة أسباب الشقاق وتقويض مسببات الطلاق وتوطين الوفاق والأمان والإطمئنان.

إن من صنع الأزمة في أي بيت مشتعل، أو علاقة تسممت، عليه، حتما وعلما ، تصحيح المسار وتناول الدواء الموصوف من الحكماء لعلاج الداء ، والبحث عن صلح ينقذ به بيته أو دائرة علاقاته ، وإما تحمل مسئولية الفراق الحضاري، دون توسيع هوة الشقاق أو لجوء إلى سلبية عدوانية.

إن لكل بيت كبير، ولكل عائلة حكيم، ولكل داء دواء، ولكل مشكلة باذن الله حل، وعلى الجميع التحرك ، بمساعدة المختصين والمستشارين ، نحو تصفير المشكلات وإقرار الوفاق ولم الشمل، وعودة المياه لمجاريها قبل الشهر الكريم.

إن الصناعة الرابحة ، الآن، هي صناعة الوفاق، وبذر بذور الأمل في حياة أسرية واجتماعية آمنة مطمئنة، يسودها حُسن الأفكار والمشاعر والسلوك، ويضبطها حُسن الأخلاق ويقظة الضمير ونقاء القلوب، فإذا استقرت الأسرة استقر المجتمع وارتقى الوطن.
-------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي