16 - 08 - 2024

في بيتنا مرتضى منصور

في بيتنا مرتضى منصور

تمر الأيام وتدور الأحداث من حولنا ويظل لكل منا معتقداته وأفكاره التى لا يحيد عنها، ولو حاول أهل الأرض إقناعه بعكسها، وقد يصل الاختلاف مداه، خاصة لو كان أحد الطرفين مدفوعا بمصالح شخصية ضيقة.

ولأنني من الطرف الأول الذى يبنى أفكاره دون مصالح، فإن أكثر ما لفت انتباهي خلال الأيام الماضية الحديث عن سجن المستشار مرتض منصور رئيس نادى الزمالك وانقسام الجميع بين مؤيد ومعارض، وشامت ومبتهج وأحيانا راقص من السعادة.

فالحق أقول أننا بحاجة إلى تعريف من هو "السليط" ومن هو "الخارج عن نسق الأخلاق والقيم" ومن هو "المزعج لكل الكائنات حتى الفضائية منها".

أعتقادي الراسخ أن السليط هو من يستولى على المال العام والخاص، ويبنى مواقفه طبقا للمنفعة الشخصية المردودة عليه، والمنتفع من مكانه وموقعه. 

 فهل مرتضى منصور سبق وأن وجهت إليه تهمة واحدة على سبيل الحصر، باستيلاء على أموال النادى أو أي مال عام فى الوطن، وهل كان قبل دخوله نادى الزمالك "نكرة مثلا" أم هو أحد أشهر القضاة وصاحب واقعة استقالة باتت معروفة للجميع، وصدامه وقتها مع نجوم بحجم عادل إمام وغيره. 

نعم تم سجن مرتضى منصور لأكثر من أربع مرات سابقة ولكن دعنى أعدد التهم "الاعتداء على موظف عمومى اعتقد أنه ظلمه كثيرا، سب وقذف، تراشق، شد وجذب مع جهات متعددة بالدولة" ولكن هل تم سجنه يوما أو حتى وجهت له النيابة العامة تهمة مخلة أو خرج من النيابة بكفالة وصلت 20 مليون جنيه كغيره. 

ما تعرض له الزمالك من أبنائه وأعضائه يفوق ما تعرض له من منافسيه، فكل "عبده مشتاق" داخل الزمالك عدو أساسي لمرتضى منصور، وهو الذى استطاع خلال العام الأخير فقط تغيير موقع النادي على خريطة الرياضة تماما.

والسؤال أيضا، هل خان مرتضى منصور وطنه يوما؟ فقط أذكر نفسى والجميع بأحداث محاكمة الجاسوس عزام عزام وما حدث بها، وكذا موقفه من جماعة الاخوان المسلمين التى حاولت مرارا وتكرارا السطو على وطن بأكمله، وظل هو أحد أهم أحجار العثرة فى طريقها وصلت إلى اتهام رئيس الجمهورية التابع لهم له على الهواء، بأنه يرفض الانصياع.

هل ظهرت تسجيلات مخجلة بحق مرتض منصور أو اعترف صراحة أنه زور انتخابات مجلس الشعب لصالحه يوما، بل على العكس هو دائم الحديث عن تزوير حدث ضده.

ويبقى بعض الزملاء الإعلاميين أصحاب "الإسكريبتات الجاهزة كل ليلة" الذين يخرجون فى محاكمة أخلاقية للرجل وهو وراء القضبان، والخجل يمنعني أن أتحدث عنهم، فى وقت يعرفهم الشعب كله ويعرف دورهم وحتى أسرارهم الخاصة.

أتمنى وللحق أن يكون هذا الرجل أخا أو أبا أو من سكان بيتي، وقل كما يحلو لك من صفات تكرهها ونكرهها في كل إنسان، ولكن أبدا لن تستطيع أن تنعته بصفة "حرامي، فاسد محتال، مستغل، منتفع" 

فى النهاية نحن بحاجة لإعادة تقييم الناس من حولنا، ولا تكون ثقافتنا "ثقافة نقالة" نسمع وننقل دون فهم، وقطعا سيرد للرجل في يوم ما، حقه إن كان حيا أو ميتا، ويعلم الجميع أنهم ظلموه كثيرا، وعند الله تجتمع الخصوم.
---------------------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ

                                                                                     

مقالات اخرى للكاتب

معالى وزيرة التنمية المحلية .. نظرة إلى الجنوب