30 - 06 - 2024

هنا مدرسة الصيام

هنا مدرسة الصيام

تطرق كبار العلماء والأدباء والكتاب، إلى فلسفة الصيام، تأصيلا وتحفيزا وتوضيحا، لتصحيح مفهوم الصيام الرمضاني التقليدي، انطلاقا إلى معنى اجتماعي شامل ، يساهم في بناء الفرد وتعزيز قوة الأسرة، وتقوية بنيان المجتمعات والأوطان.

يوضح الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، أن الصوم ينبع من فلسفة الترك والترفع والاستغناء، فيما يشير الشيخ الراحل محمد الغزالي إلى معنى عميق آخر، وهو الحرمان الإيجابي، حيث يقول :" لعلَّ أهم ثمرات الصوم إيتاء القدرة على الحياة مع الحرمان في صورة ما،..، إنه حرمان الواجد، ابتغاء ما عند الله!".

ويصف الأديب الراحل مصطفى صادق الرافعي الصوم بأنه "شريعة اجتماعية إنسانية عامة"، يتقي بها الإنسان شرور نفسه، مؤكدا أنه لن يتهذب العالم إلا إذا كان له مع القوانين النافذة هذا القانون العام الذي اسمه الصوم، ومعناه "قانون البطن" الذي يحذف من الإنسانية كلها تاريخ البطن ثلاثين يوما في كل سنة، ليحل في محله تاريخ النفس.

ويربط الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ بين الصوم والحب، فيؤكد أن "المؤمن يقبل على الصيام، طاعة لله ومحبة فيه، وهو يجد في هذا السعادة دون تعليل أو تأويل"، وهو نفس ما شعر به الكاتب  الراحل أحمد بهجت، حين قال: " يذكرني الصوم بالحب، ويقودني الحب إلى التفكير في الله".

ويرى الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيجوفيتش في الصيام أنه "أعلى تعبير عن الإرادة والحرية"، ولعل هذا ما دفع العالم الراحل د. مصطفي محمود لوصف الصوم بأنه "رياضة روحية وكبح  للعنصر غير الإنساني في الإنسان".

ألا ما أعظمك أيها الصيام ، هدية من رب جليل، لتربية كل معنى نبيل، ومدرسة إصلاحية تصحيحية كبرى، للإصلاح الأسري والتغيير الاجتماعي.
--------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان