30 - 06 - 2024

نحو إفطار جديد

نحو إفطار جديد

إن تصحيح مفهوم الصيام، في شهر رمضان المعظم ، يستلزم تصحيح مفاهيم الإفطار والغذاء ، فالصيام الإجتماعي الشامل الممتد من الذات إلى العلاقات والمعاملات، يحتاج إلى السعي نحو إفطار جديد يعتني بالبدن ولا يمنع التغذية الايجابية للروح والقلب والعقل والنفس.

إن مساعي صوم الروح والقلب والعقل والنفس، في هذه الأيام الطيبة، عن سيء الأفكار والمشاعر والسلوكيات بجانب الصوم التقليدي ، تحتاج إلى غذاء و زاد من مدد شهر رمضان الروحاني والقلبي والنفسي والعقلي ، وفي ذلك قال الصوفي البارز جلال الدين الرومي :" رمضان ، إنَّ كل صباح مِنه عيد وكل ليلةٍ منه قدر".

إن صوم الروح ، في رأيي ، هو الاستغناء الإيجابي عن كل فان، وصوم القلب هو الامتناع عن كل ما يعكر نقاءه وبياضه، وصوم العقل هو ترك كل خبل ودجل وجهل ، وصوم النفس هو التخلي عن كل شر ويأس وتدليس .

وإن غذاء الروح، هو التعلق الكامل بالعليِّ الباقي في كل مسارات الحياة وسلك مدراج المحبين ، وغذاء الفؤاد هو الحب الإيجابي المبصر ، وغذاء النفس هو التسامي و سلك سبل المعروف والتفاؤل والمعالي ، وغذاء العقل هو المعرفة والوعي.

يقول  الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ :"تذوقي للقراءة خلال أيام رمضان كان أعمق بكثير من باقي شهور السنة".

إن إقصاء الروح والنفس والعقل والقلب عن كل ما يسمو بها والتورط في مسارات تغذية غير صحية يجعل الإنسان في نهاية المطاف ضحية ما اقترفت يداه ، وأسير جوعه أو نهمه ، وللأسف البعض ينكر ذلك ويدعي أنه ضحية الآخرين ، رغم أن نجاته في قلبه وبين يديه .   

إن كل تصحيح في شهر رمضان هو أمل جديد في زيادة التغيير الإيجابي في الواقع الاجتماعي والأسري المعاصر.
-----------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان