يقوم ملتقى الشربيني الثقافي بفرعه في مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، بأول نشاط رمضاني له منذ تأسس في أكتوبر 2020 كمنبر ثقافي وطني مصري شعاره "شمعة تقاوم العتمة".
يستهل الملتقى هذا النشاط، يوم الخميس المقبل 6 إبريل، باستضافة شخصية مصرية وطنية بامتياز بإستضافة الكاتب والسياسي جمال أسعد ليكشف أسرار أيام نضاله على مدى خمسة عقود، ومن خلال كتابه الأشهر "أيامي – شاهد على خمسة عقود"
وجمال أسعد حسب تعبير الكاتب الصحفي أحمد الجمال هو "العاشق للوطنية وللحرية وللعدل بكل صوره ودرجاته"، وبتعبير نبيل عبد الفتاح مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام "جمال أسعد حالة استثنائية "للسياسيين"، لأنه لم يعتمد في حضوره السياسي أو البرلماني على السلطة -الا مرة واحدة- أو على موافقة ومباركة رأس الكنيسة الأرثوذكسية البابا شنودة الثالث.
وجمال أسعد "لم يكن من هؤلاء الذين يمالئون السلطة الدينية ويخضعون لها ، دائما كان رجل ذو موقف واصلاحي ، مع ايمانه الارثوذكسي المستقيم ، وفي نفس الوقت موقفه صارم ضد الطائفية ، ومع المواطنة الكاملة وضد نزعة الانقسام الديني الرأسي بين المواطنين الذي دعت اليه الجماعات الاسلامية السياسية والسلفية المتشددة، وهو ايضا احد أبناء الحركة القومية المصرية وتاريخها و فرائضها الهامة ومن ثم هو أحد ابناء الامة المصرية الواحدة الموحدة والقومية المصرية ذات الوجه العروبي .
وبتعبير آخر للكاتب والروائي د.عمار على حسن فإن جمال اسعد "كلما تكلم بان من عباراته انه صاحب رؤية سواء كانت في الفكر الديني إو المسار السياسي الذي بدا فيه وقتها ولايزال ، منحازا إلى العدل الاجتماعي والحرية واستقلال القرار الوطني".
أيامي وشهادته على خمسة عقود
ويتفق الجميع على أن جمال اسعد .. عنوان المواطنه الحقيقي للمصري كما ينبغي ان يكون ، ويتجلى هذا فى كتابه المهم أيامي : شاهد على خمسة عصور. يطل بنا فيها على الاحداث والذكريات المهمة التى عشناها متفرجين ، وكان هو لاعبا اساسيا فيها ، فرغم البيئة الشعبية الفقيرة التي نشأ فيها في منطقة فقيرة اقرب للعشوائية تسمى "عزبة القرود" التابعة للقوصية إحدي مراكز محافظة أسيوط، لأب-وخال- بقال ، وخال ثان يعمل مكوجيًا ، الا أن تكوينه الشخصي كان ابن عوامل كثيرة و "فرص خاصة حباه بها الله كانت خارج الاطار المجتمعي الأسري سواء في القوصية أو خارجها" على حد تعبيره .
وتحدث جمال اسعد في كتابة عن تعرفه على الحياة الكنسية ، وعن مدارس الأحد والتي تخرج منها الانبا شنودة الثالث بطريرك الاقباط السابق .وتحدث عن مواهبه التي تجلت في الستينات اثناء فترة الدراسة (فضل الالتحاق بالثانوية التجارية ).. ولكنه لم يمارس أي نشاط ديني في مدارس الأحد ، والحقيقة ان هذا جعله يتعامل مع الجميع بلا حساسية ، رغم أن مجرد ذكر مدارس الاحد يستدعي الى الذاكرة فورا حديث الدكتور محمد سليم العوا ، وان الدارسين في هذه المدارس كانوا يتدربون على السلاح داخل الكنيسة، وهو ما أثار ضجة في حينه قبل ثورة ٢٥يناير ولم يثبت صحته.
والكتاب حافل بالافكار والذكريات ، ومن اهمها ماهو فني وماهو اقتصادي وماهو سياسي وماهو ديني ، علي سبيل المثال يروي جمال اسعد في الكتاب أن الفنانة نادية لطفي كانت تتعمد معاقبة الفنان عبد الحليم حافظ اثناء تمثيلهما معا في فيلم ابي فوق الشجرة ، وذلك بأكل البصل الكثير لافساد قبلاته لها.
وروي واقعة عن الموسيقار كمال الطويل وياسين سراج الدين ، ففي احد المرات ذهب الطويل وجمال اسعد لحزب الوفد وهناك التقيا بياسين سراج الدين وهو شقيق لرئيس حزب الوفد فؤاد باشا سراج الدين واذا به يقول لجمال : انت صعيدي سياسي مثقف ولست مثل العمال والفلاحين الحمير فشكره جمال وقال له هؤلاء الحمير أنا منهم مما اخجل الطويل فقال له "ايه يا ياسين اللي بتهببه ده"!
أما الجانب الاقتصادي فروي جمال اسعد أن وزير المالية محمد الرزاز قدم موازنة الدولة العامة للمجلس وهي غير صحيحة، فقد كانت تتجنب ذكر ديون الحكومة فما كان من جمال الا أن احرجه وقال له : كيف تكون الحكومة مدينة بستة مليارات جنيه فقط وهى اساسا مدينة لبنك التنمية بمليار جنية لم توردها أنت في الميزانية ، فآسقط في يد الرزاز وتفوه بعبارات لايليق به توجيهها للنواب واشتعل الغضب في المعارضة!.
ومن بين ماكشفه جمال أسعد ان كمال الشاذلي غول الحزب الوطني كان يعمل الف حساب للكاتب الكبير سعد الدين وهبة، وكان من اشرس المعارضين من داخل الحزب الوطني ، وروي واقعتين الاولى تتعلق بمحافظ جنوب سيناء الذي قام جهازه الاداري بوضع شخصيات مرموقة في فندق ليبيت كل شخصين على سرير واحد ووصف سعد الدين وهبه هذا بالتهريج وغضب من المحافظ وترك مجلسه ، والثاني يتعلق بنعي نشرته امانة المجلس لاحد الاعضاء عندما قرأه سعد وهبه انفجر غاضبا في مكتب المحجوب بحضور كمال الشاذلي وآخرين قائلا :كيف يسمح الامين العام لنفسه وهو موظف نقوم بتعيينه بأن يضع اسمه في نعي للمجلس قبل اسماء الأعضاء! وقذف بالجريدة في وجوههم وخرج ولم يجرؤ أحدعلى الرد.
أما الواقعه الاخري فهي ان علاقة فاروق حسني وزير الثقافة ظلت علاقة التلميذ باستاذه سعد الدين وهبه ، لانه من رشحه لموقع ثقافي في ايطاليا ، ولذا كما يقول جمال "كان فاروق يحضر الاحذية لزوجته الفنانه سميحة ايوب من ايطاليا ..بسبب مكانته الخاصة عنده".
