18 - 07 - 2024

ليلة رمضانية في حب "جمال أسعد" وكتابه "أيامي" بمنتدى الشربيني الثقافي

ليلة رمضانية في حب

نظم ملتقى الشربيني الثقافي بفرعه بشبين القناطر ندوة لمناقشة المفكر والسياسي جمال أسعد ومذكراته الصادرة بعنوان "أيامي ..شاهد على خمسة عصور" وسط حضور عدد كبير من المثقفين ومحبي السياسي المصري القبطي، في أول أمسية رمضانية للملتقى منذ تأسيسه قبل عامين.

و قال الشربيني: انظروا هاهو شعار الملتقى يتجسد أمام أعيننا اليوم ..في يوم رمضاني مبارك "الهلال يعانق الصليب" هو الشعار المعبر عن الملتقى ، وهو الشعار أو التاريخ الذي يحمله رجل الليلة على ظهره ، ليس وحده الذي يزهو به ، وانما في واقع الأمر كل محب للهوية المصرية والمواطنة المصرية وللتسامح الثقافي والديني يباهي به ، فجمال أسعد عبد الملاك رجل من طراز خاص.

وأضاف: نحن امام رجل يعرف كيف يفرق بين الأمور .. الديني والسياسي .. الروحي والعقلي .. بين الكذب والتجمل .. بين الدور الذي يلعبه رجل الدين ورجل السياسة .. بين الدولة والكنيسة .. بين الارهاب والتطرف .. وبين الاعتدال والتسامح"

وتحدث جمال أسعد عن تجربته والتي رصدها في مذكراته "أيامي"، موضحا أن "أيامي" هي كلمتي للشباب والاجيال القادمة، وأقول لهم من يريد يستطيع فأنا لم يكن لدي شيء وحققت ما أردت، مضيفا لقد أحببت البابا شنودة ولازمته طويلا ولكن تحوله الى زعيم للأقباط جعلني أختلف معه وأكتب منتقدا زعامته السياسية.

وحول تجربته مع اليسار المصري، قال "أقدر خالد محيي الدين وإختلف مع رفعت السعيد، فقد كنت عضوا بحزب التجمع "اليساري"، ثم انضممت للعمل الاشتراكي ولكني الوحيد الذي  لم يسأل عنه أحد عندما سجنت في أحداث سبتمبر الشهيرة.

 وأضاف، أن حزب العمل الاسلامي تعامل معي بعنصرية شديدة ، بل أن أركان حزب العمل الاسلامي ورموزه رفضوا أن أعتلى القائمة الانتخابية بحجة ان المسيحي لا ولاية له على المسلم!.

واستعرض جمال أسعد بداية تعرفه على الحياة  الكنسية، وعن مدارس الأحد والتي تخرج منها الانبا شنودة الثالث بطريرك الاقباط السابق .وتحدث عن مواهبه (كالتمثيل والاخراج المسرحي) التي تجلت في الستينات اثناء فترة الدراسة (فضل الالتحاق بالثانوية التجارية ).. ولكنه اشار إلى أنه لم يقم بأي  نشاط ديني في مدارس الأحد .

شهادات عن جمال أسعد

وقال محمود الشربيني: جمال أسعد .. عنوان المواطنة الحقيقي للمصري كما ينبغي ان يكون، وقد خاطب أركان الملتقى ورموزه البيئة الشعبية الفقيرة التي نشأ فيها في منطقة فقيرة اقرب للعشوائية تسمى "عزبة القرود" التابعة للقوصية  أحدي بلدان محافظة أسيوط، لأب- وخال - بقال ، وخال ثان يعمل مكوجيًا ، الا أن تكوينه الشخصي كان ابن عوامل كثيرة "وفرص خاصة حباه بها الله كانت خارج الاطار المجتمعي الأسري سواء في القوصية أو خارجها"على حد تعبيره .

السياسي العاشق لوطنه 

وقال الكاتب نبيل عمر: تجربته جمال أسعد ليست مجرد مذكرات فى زمن فات، وإنما خريطة من التجارب والأحداث والمواقف والرؤى يمكن أن تصل بنا إلى أسباب عرقلت خروجنا من دوائر التخلف والمشكلات المزمنة، ولو أحسننا فهمها قد نعثر منها على مفاتيح الأبواب المغلقة.

وأضاف: ديانة جمال أسعد المسيحية درس لكل مواطنيه، وأن الدين لله والوطن للجميع، فكلنا مصريون، لا أقلية ولا أغلبية، لسنا شركاء فى «المصرية» بالمناصفة، لكننا جميعا نملك الوطن، جمال أسعد وأمثاله شقوا طريقهم بين الصخور والأشواك، ليثبتوا أن «روح الوطن» لن تقتلها سهام الطائفية.

وقال نبيل عمر: كتاب "أيامي" توثيق لجوانب مهمة ومؤثرة ليس فقط في حياة جمال أسعد بل في حياة الوطن فقد اختار بعناية مواقف فاصلة في حياة الوطن وقام بتوثيق المواقف بذكر التواريخ والمقالات التي نشرت والشخصيات التي عاصرت هذا الحدث وشهود العيان والبرامج التلفزيونية التي شارك فيها والمداخلات التليفونية.

نوع خاص من الأدب

وتحدث الناقد والقاص هاني منسي في قراءة مفصلة عن جمال ابن الطبقة المتوسطة القريبة من الفلاحين، واعتبر أن ماكتبه هو نوع خاص من الادب ، له تميزه ورآه  حكاًء بارعًا بالفطرة، تنقل بسلاسة بين السرد وعرض اليوميات، أو والاعترافات الشخصية، وأدب الرحلات، وتصوير المجتمع من أسفل، المطبخ السياسي، الصراعات الطائفية الدينية، كل هذه الأشياء كانت وراء الكتابة، كما أن دوافع وهواجس نبيلة تحرك الكاتب في المقام الأول ألا وهي المواطنة وقبول الآخر. 

أما الفنان التشكيلى نبيل ثابت ذكر أنه حاول ورفاقة بعد نجاح جمال في الانتخابات،- ولم تكن  لدية قدرة على شراء سيارة - أن يشتري له هو وأهل القوصية سيارة من الكويت، ولما عرضنا الفكرة عليه رفض .

وتحدث الشاعر فايز تكلا تحدث عن جمال أسعد وكيف كان يراه الناس ويحبونه ويعتبرونه رمزا ، وشدد على إنه عاش في قرية طحانوب طيلة حياته فلم يشعر فى أي  لحظة بان هناك اي ممارسة طائفية، كما القى قصائد محتفية برمضان، كما تحدث الشاعر شوقي نسيم في الاطار نفسه وألقى قصيدة .

أما الناقد والكاتب د. محمد عبد الباسط عيد فتحدث عن قيمة جمال أسعد في الحياة السياسية المصرية ، وقدم تجربة فريدة، واتسمت مواقفة بالمصرية واعلاء كلمة المواطنة وقيم التسامح والعدالة والحرية وسيادة القانون وهذه هي القيم التي نحتاجها لمجتمعنا ونحن ننشد التقدم.

اما الكاتب الصحفي مجدي صالح فقال "استطاع جمال أسعد أن يتحلى بفضيلة الاستغناء علي مدى مسيرته السياسية التي اقتربت من نصف قرن، وعرف عنه انه دخل البرلمان فقيرا وخرج منه أكثر فقرا.. وهو الأمر الذي أسس جسرا متينا بينه وبين المصريين على اختلاف عقائدهم". 

وأضاف: "كان لجمال أسعد مشروعه الفكري الذي ينحاز للمشروع الوطني الناضج بكل شجاعة وكل جرأة عرضته لكثير من المتاعب من جانب الكنيسة وبعض الأخوة المسيحيين رغم أن لب مشروعه كان يصب في مصلحتهم باعتباره جزء من النسيج المجتمعي الذي لا يجب فصله عن السياق الوطني العام".