وجه وزراء خارجية دول مجموعة السبع، اليوم الثلاثاء، نقدا لاذعا للصين في بيانهم الختامي عقب اجتماعهم باليابان، في حين اتهمتهم بكين بـ الافتراء وتشويه سمعتها  والتدخل في شؤونها الداخلية، وذلك وسط مخاوف من الانزلاق لأزمة جديدة في تايوان ربما ستصبح أكثر تعقيدا من الأزمة الأوكرانية الروسية في حالة من توتر العلاقات بين الجانبين.

وقال وزراء خارجية دول المجموعة (أمريكا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة) في بيان صدر بعد انتهاء اجتماعهم الذي استمر 3 أيام في منتجع كارويزاوا بشمال غرب العاصمة اليابانية طوكيو، والذي تصدرت التوترات مع بكين جدول أعماله، إن من المهم التحدث «بصراحة» عن نهج الصين تجاه القضايا الساخنة، من تايوان إلى بحر جنوب الصين.

واعتبر البيان الصادر عن اجتماع الوزراء، أنه لا يوجد أساس قانوني لمطالبات الصين البحرية الواسعة في بحر جنوب الصين ونحن نعارض أنشطة العسكرة التي تقوم بها الصين في المنطقة.

وذكر وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعة السبعة ، أن سلام واستقرار تايوان "عنصر لا غنى عنه" للأمن العالمي، بينما حثوا الصين على التصرف بمسؤولية كعضو في المجتمع الدولي.

كما التزم وزراء من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، بتكثيف العقوبات المفروضة على روسيا بعد الهجوم على أوكرانيا، مع دعم دولة أوروبا الشرقية.

وتماشيا مع البيانات السابقة لمجموعة الدول السبع، أكد البيان الأخير على "أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان" مع الإعراب عن القلق الشديد بشأن الوضع في بحار الصين الشرقية والجنوبية.

وفي الوقت نفسه، سلط وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الضوء على ضرورة العمل مع بكين بشأن التحديات العالمية بما في ذلك تغير المناخ.

وقال وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي، الذي ترأس المحادثات، في مؤتمر صحفي "سوف ندعو الصين إلى العمل كعضو مسؤول في المجتمع الدولي، مع الاستعداد لبناء علاقات بناءة ومستقرة مع الصين من خلال الحوار".

وبينما أدانت مجموعة الدول السبع تهديد روسيا بنشر أسلحة نووية في حليفتها بيلاروسيا ووصفته بأنه "غير مقبول"، فإنها التزمت أيضًا "بالهدف النهائي" المتمثل في عالم خالٍ من الأسلحة النووية، والذي تحقق من خلال ما وصفوه بأسلوب واقعي وعملي.

وستنعكس نتائج هذه المناقشات في قمة مجموعة الدول السبع التي ستعقد في الفترة من 19 إلى 21 مايو في مدينة هيروشيما بغرب اليابان حيث يأمل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، في طرح رؤيته لعالم خالٍ من الأسلحة النووية في القمة.

من جانبها، ردت الصين بقوة على بيان دول مجموعة السبع، واتهمتها بـ«الافتراء وبتشويه سمعتها»، وانتقد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج ونبين، في تصريحات صحفية، ما اعتبره تجاهلا من جانب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع لموقف الصين الرسمي وللحقائق الموضوعية، مؤكدا أنهم «تدخلوا بشكل فاضح في الشؤون الداخلية للصين وافتروا وشوهوا سمعتها».

وأكدت وزارة الخارجية الصينية، أنه في الوقت الذي تقوم فيه مجموعة السبع بانتقاد السياسة النووية للدول الأخرى، إذا بها تعطل نظام نزع السلاح النووي العالمي، وأضاف «ونين»: «مجموعة الدول السبع، التي تعتبر نفسها قاضية، تقوم بشكل تعسفي بتقييم سياسة الدول الأخرى للأمن الاستراتيجي وتحديد الأسلحة، وفي الوقت نفسه تقوض باستمرار النظام الدولي لنزع السلاح النووي وعدم انتشار الأسلحة النووية، لذا فهي تفعل ذلك»، مشددا على أنهم لا يستحقون ثقة المجتمع الدولي.