19 - 10 - 2024

لكل قلب ليلة قدر

لكل قلب ليلة قدر

لكل قلب ليلة قدر، ولكل بيت ليلة جبر، ولكل علاقة ليلة سلام ، ولكل معاملة ليلة يسر ، وما ليلة القدر التي يبحث عنها المسلمون إلا في قلوبهم، عندما تسمو لتفوز بالاختيار العلوي ، وتكون منارة تحفيز على نقل السلام من الذات إلى العلاقات والمعاملات ، لتكون ليالي قدر لا تنقطع على مدار العام.

لكل قلب ليلة اصطفاء عندما يقرر السمو، ولكل بيت ليلة جبر ورفعة عندما يلتزم سبل الوفاء والوئام، ولكل علاقة ليلة سلام عندما ينتصر الوفاق على الشقاق، ولكل معاملة ليلة يسر ونجاح عندما تلتزم العدل والإحسان.

لقد حجب موعد ليلة القدر، ليس فحسب ، ليدوم الاجتهاد، بل حجب كذلك، كما قال العلماء، بسبب أزمة اجتماعية، بين اثنين من الصحابة تشاجرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى (تشاجر) فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم"، لتكون الرسالة واضحة : الوفاق خير من الشقاق.

السبل كثيرة ومنها قول أستاذ الحديث بجامعة الأزهر الدكتور أحمد المعصراوي في تدوينة له :" لا تبحثوا عن ليلة القدر بين أعمدة المساجد فحسب ، بل ابحثوا عنها في رضا أب وأُم وأخ وأخت، في صلة رحم وإطعام مسكين وكسوة عارٍ، وتأمين خائف ورفع مظلمة، وكفالة يتيم ومساعدة مريض، ابحثوا عنها في رضا الله والإقلاع عن الذنب، ابحثوا في ضمائركم قبل مساجدكم، فصنائع المعروف تقي مصارع السوء"!.

إنها سلام حتى مطلع الفجر، وإن حياتنا تحتاج إلى السلام حتى انتقال الروح ، وإنها ليلة عفو، وإن بيوتنا وعلاقاتنا ومعاملاتنا، تستلزم التمسك بدرب السمو والعفو، لتكون ليالي قدر متتابعة مدى الحياة.
---------------------------------
بقلم: حسن القباني


مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي