18 - 07 - 2024

كلمة السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الفيدرالي للنمسا

كلمة السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الفيدرالي للنمسا

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية كارل نيهامر، المستشار الفيدرالي لجمهورية النمسا.

وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد جلسة مباحثات منفردة تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث تم تناول أبرز مجالات التعاون الثنائي المشترك بين مصر والنمسا، من بينها مجالات النقل والتصنيع والطاقة المتجددة، فضلاً عن مناقشة الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، وعلى رأسها الأوضاع في السودان والقضية الفلسطينية وملف سد النهضة

وأعقب انتهاء المباحثات عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الجانبين، استهل الرئيس السيسي بالترحيب بالمستشار الفيدرالى لجمهورية النمسا، وبالوفد المرافق لكه، في زيارتهم الرسمية الأولى لمصر.

وأعرب السيسي عن خالص تقدير مصر، واعتزازها بالعلاقات الودية الطيبة، التى تجمعها بالنمسا وهى علاقات، طالما قامت على مبادئ الاحترام المتبادل، والسعى المخلص لمد جسور الصداقة، والالتزام المشترك، بتطوير روابطنا السياسية والاقتصادية والثقافية.

وأكد السيسي أنه عقد مباحثات مثمرة وبناءة، مع المستشار عكست حرص البلدين واهتمامهما، ببحث سبل تعميق الشراكة الثنائية على مسارات مختلفة والتعاون فى عدد من القطاعات المهمة، على رأسها قطاعات النقل والتصنيع والطاقة المتجددة، وتستهدف تحقيق زيادة ملموسة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين، وجذب المزيد من الاستثمارات النمساوية إلى مصر التى تعد تقليديا، أحد أهم شركاء النمسا تجاريا واستثماريا، فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وهى مكانة تعتز بها مصر، واتفقت مع دولة المستشار، على أن نعمل معا خلال الفترة القادمة، على ترسيخها وتطويرها بما يعكس العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين.

وأكد السيسي أن لقاء المستشار "نيهامر"، فرصة جيدة، للتشاور والتنسيق، بشأن عدد من القضايا الدولية والإقليمية، ذات الاهتمام المشترك بين مصر والنمسا، حيث تلاقت رؤانا، على أهمية هذا التشاور المثمر، والتنسيق المستمر بيننا كشركاء وأصدقاء، للتعامل مع التحديات العديدة وغير المسبوقة، التى تواجه المجتمع الدولى.

وأوضح السيسي، أن اللقاء تناولنا فى هذا السياق، استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية بما لها من تداعيات سلبية على السلم والأمن الدوليين، واستقرار أمن الطاقة والغذاء عالميا، وهى التداعيات التى عانت منها - ولا تزال - الدول الأقل نموا، وبما أضاف للأعباء الصعبة التى تتحملها، لتحقيق متطلبات التقدم الاقتصادى والتنمية المستدامة.

كما أوضح السيسي، للمستشار "نيهامر"، أن مصر - من منطلق تمسكها بأهمية تحقيق السلم والأمن الدوليين - تواصل الدعوة فى اتصالاتها بكافة أطراف الأزمة، إلى تغليب لغة الحوار، والتوصل إلى تسوية سلمية، لإنهاء الصراع فى أقرب فرصة.

كما استعرض السيسي، رؤية مصر، إزاء عدد من الملفات الإقليمية المهمة والجهود التى تبذلها مصر، لمعالجة أسباب عدم الاستقرار فى إقليمنا، حيث تطرقنا إلى تطورات المشهد الليبى، والقضية الفلسطينية، وقضية "سد النهضة"، فضلا عن مستجدات الأوضاع الأخيرة فى السودان، مع تأكيد حرص مصر البالغ، على استعادة الاستقرار هناك، والحفاظ على مقدرات شعبه الشقيق.

وأكد السيسي، أنه استمع باهتمام اليوم، لرؤية المستشار "نيهامر"، للتحدى المشترك الذى تمثله ظاهرة الهجرة غير الشرعية، واتفقنا معا، على تكثيف الحوار بين بلدينا، للتوصل لإطار مستقبلى للتعاون بيننا فى ملف الهجرة، من منظور شامل،
يعالج الجذور الاقتصادية والتنموية والاجتماعية لهذه الظاهرة ويسعى لتعظيم الاستفادة من مسارات الهجرة الشرعية.

وأشار السيسي، إلى المستشار فى هذا السياق، حجم الجهود المصرية فى استضافة "9" ملايين ضيف يعيشون على أرض مصر، ويتمتعون بكافة الخدمات الأساسية، المتاحة للمواطنين المصريين، دون تمييز أو تفرقة.

كما اطلع السيسي، المستشار النمساوي على الخطوات الجادة والمستمرة، التى تتخذها الدولة المصرية، فيما يتعلق بحقوق الإنسان، من منظور شامل ومقاربة متكاملة، تستهدف تمكين المواطن المصرى، من ممارسة كافة حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التى كفلها الدستور المصرى وذلك من خلال الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسـان، التى تنفذها الدولة على عدة محاور، مؤكدا استعداد مصر الدائم، للحوار والتعاون البناء مع شركائها، فيما يتعلق بهذا الملف المهم.

وأوضح للجانب النمساوى، على النجاح الكبير الذى حققته مصر - حكومة وشعبا - فى مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف خلال السنوات الماضية بتضحيات كبرى قدمها المصريون وبرؤية شاملة، تغطى كافة أبعاد وأسباب تلك الظاهرة البغيضة.

من جانيه، أكد "كارل نيهامر" مستشار النمسا، أن محادثاته مع الرئيس السيسى كانت مكثفة وثرية، مشيراً الي أن العلاقات بين مصر والنمسا وثيقة وهناك تتعاون في كافة المجالات .

وأضاف، ان زيارته لمصر تستهدف التركيز علي الجانب الاقتصادي وتوقيع المزيد من مذكرات التفاهم مع الشركات النمساوية خاصة فيما يتعلق بالبنية الأساسية للنقل والري والزراعة .

وأوضح كارل نيهامر أن مصر تعد "حجر راسخ" للاستقرار والأمن في شمال أفريقيا ولديها حالياً مشكلات متعددة بسبب تطورات الأوضاع في الحوار ومن بينها السودان.

وقال المستشار النمساوي أن زيارة السيسي المرتقبة للنمسا ستكون مهمة للغاية وفرصة جيدة للتعاون في مجال الهيدروجين الأخضر الذي نتطلع الي التوسع فيه حيث مصر دولة مهمة في انتاج الهيدروجين الأخضر وسنتوسع في التعاون في هذا المجال.