إن للجار حقوقا وعليه واجبات، وحُسن الجوار من أهم مسارات تجويد العلاقات والمعاملات، والارتقاء بالبيوت والعائلات، وجار الشارع كجار العمل، كجار الوطن، سواء بسواء، له الإحسان ودوام الدعم والعون والنصرة والتكافل والمواساة والستر والذوق.
إن حُسن اختيار الجار، كحسن اختيار الأصدقاء وشركاء العمر (زوجا أو زوجة) ، والعرب قالوا قديما :"الجار قبل الدار"، ففي حُسن أخلاقه راحة بال وحال، وفي شره وبال يستلزم تصحيح مساره أو الانتقال بعيدا عنه، وفق مقتضى الحال.
وإن حسن التعامل مع الجار واجب ديني واجتماعي، بصرف النظر عن هويته الدينية، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجارِ حتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سيُوَرِّثُهُ"، وقال كذلك (ص):" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"، وبالغ بعضهم فقال : لقد وصى النبي على سابع جار.
ومن حُسن الجوار، حُسن تعاون الأوطان مع جيرانها ، وحُسن تعامل المقيمين مع الوافدين، خاصة إن كانوا من الجيران، ولعل ترحاب المصريين الدائم بجيرانهم من أخوة النيل في السودان المبتلى ، وغيرهم من السوريين واليمنيين والعراقيين والفلسطينيين، خير تطبيق لحُسن الجوار الذي يجب أن يستقر في قلوب أبناء الأمة العربية والإسلامية.
إن قيمة حُسن الجوار، من الأهمية بمكان غرسها في قيم البيوت والعائلات، حتى تمتد في ثمارهم على مدار العمر، ما يجنب المجتمعات توابع التطفيف الإجتماعي ، وتواجد تلك الشخصيات السامة التي تؤذي دوائرها وجيرانها بالقول والفعل.
*على الهامش :
بمناسبة عيد العمال، أرى في هذه الأوقات أن دعم بيوت العمال من خير الأعمال، وأدعو الله عز وجل بمدد وستر وجبر خاطر لا ينقطع للعمال الكادحين والعاملات الكادحات.
-------------------------------
بقلم : حسن القباني