27 - 09 - 2024

مناقشات فكرية وثقافية في ملتقى الشربيني حول كتاب "امرؤ القيس" للدكتور محمد عبد الباسط عيد

مناقشات فكرية وثقافية في ملتقى الشربيني حول كتاب

شهدت ندوة ملتقى الشربيني الثقافي مناقشات واسعة وآراء متنوعة خلال حوار ثقافي ونقدي حول كتاب الدكتور محمد عبد الباسط عيد الجديد "خباء النقد والشعر معلقة امرؤ القيس ..الشروح ..البلاغة ..الحجاج" .. وهو الكتاب السادس في مسيرته الاكاديمية والفكرية.

كثير من النقاد والشعراء والاكاديميين والكتاب الصحفيين  حرصوا على المشاركة في هذه الأمسية، وقطعوا مسافات طويلة للحضور إلي شبين القناطر ، ولمصادفة إجراء انتخابات نادي أدب شبين القناطر في نفس التوقيت تأخر انطلاق الأمسية لبعض الوقت، لكنها امتدت إلى مابعد الثانية عشرة بعد منتصف الليل.  

وأثري النقاش حول الكتاب الدكتور سعيد شوقي، وسيرته الذاتية كما وصفها مؤسس الملتقى الكاتب الصحفي محمود الشربيني - مهمة وملهمة في آن واحد لكل من يحاول أن يجعل الإبداع والنقد تاجًا على رأسه وقلادة في صدرة وجوهرة في عقله ، فهو  أستاذ الأدب والنقد الحديث والادب المقارن ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها بآداب المنوفية.

كما أن الدكتور شوقي أجري  دراسة لمعلقة امرؤ القيس قراءة تفكيكية تأويلية ، وكما كان متوقعا دار خلال جلسة  المناقشة سجال  علمي ونقاش فكري حول وجهتي النظر اللتين انطلقت منهما الدراستان اللتان أعدهما الدكتور سعيد شوقى والناقد والشاعر د.محمد السيد اسماعيل الملقب بناقد الشعب. 

ماوراء امرؤ القيس 

فى تقديمه للأمسية استهل محمود الشربيني بقوله : امرؤ القيس يحمل اسما عجيبًا، بمجرد سماعهيوحي لي بأن عالما من الاساطير يبدأ بذكر اسمه. والحقيقة إنه قاسم مشترك عظيم في كثير من النقاشات التي تتناول الشعر العربي الفصيح .. وبصفة خاصة شعر المعلقات.

وأشار الشربيني إلى أن الكتاب يقع في ٢٦٢صفحة بينها ٦ صفحات خصصها لثبت المصادر والمراجع باللغتين العربية والانجليزية.

وهو عبارة عن ثلاثة فصول أولها بعنوان العقل النقدي حول المعلقة وهو يضم مبحثين، ومن بين مايتضمنه هذا المبحث حديث عن تعدد روايات المعلقة وحكايتيها الاولى وهي مقتل جُحْر الملك والثانية دارة جُلجُل والثاني وهو يتضمن سؤال المنهج في قراءات المحدثين وينتهي بخلاصات الكاتب. 

والفصل الثاني وعنوانه البلاغة والحجاج، والثالث وهو بعنوان المعلقة .. قراءة في استراتيجيات الحجاج  وفيه مبحثان اولهما جدارية امرؤ القيس  وبها ستة لوحات أولها الأطلال وآخرها السَّيل والمبحث الثاني عن ظاهر النص وعالمه.

رؤية محمد اسماعيل

"خباء النقد والشعر" هو الإصدار الجديد للناقد اللامع د. محمد عبد الباسط عيد وهو عبارة عن قراءة حجاجية تأويلية لمعلقة امرؤ القيس التى تعد من عيون الشعر الجاهلى والعربى عموما، وقد تناول الباحث هذه المعلقة من خلال الشروح القديمة مثل شرح الباقلانى على سبيل المثال الذى تناولها فى إطار بحثه فى قضية إعجاز القرآن ولكى يثبت ذلك فقد حاول – بنية مسبقة – أن يوضح عيوب هذه المعلقة فمثلا يأخذ عليها التكرار فى قوله "ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة / فقالت لك الويلات إنك فاضحى" فتكرار كلمة خدر يعيبه الباقلانى على أساس أنه لم يضف إلى المعنى .

عن عبد الباسط ومعلقة امريء القيس

في مقدمته البديعة يكشف الدكتور محمد عبد الباسط اسباب ولعه بالمُعَلّقة وهدفه من هذه القراءة الجديدة، فيشير إلى أن العرب لم يعرفوا من الشعر ماهو أشهر من المعلقات، ولا يقدمون على امرؤ القيس ومعلقته  شاعرا اخر ، ويقول نصا:"هو عند القدماء الشاعر الذي عبّد طريق الشعر، فحدد سبله واشعل خياله وأنار درب السالكين فيه، وهو عند المحدثين الشاعر الذي منح عالم الصحراء طاقة الترميز الفنية الهائلة ، فانتقل بها من نثرية العدم إلى خلود الشعر وحيويته ، فلم تعد الأطلال بقايا أماكن غادرها أصحابها، ولم يعد رحيل الأحبّة حدثا عاديًا تطويه الرمال ، ولم يعد الفرس مجرد مجرد حيوان ينتقل به الانسان من مكان إلى مكان آخر في الصحراء.

رؤية د . سعيد شوقى

من جهته قال الدكتور سعيد شوقى: أبدا لم يكن فتحي لغلاف كتاب خباء النقد والشعر للدكتور محمد عبد الباسط عيد فتحا لغلاف كتاب حقيقي وإنما كان فضا سحريا لستر وبر خباء بيضة خدر امرؤ القيس ، في داخل الخباء لم أجد بيضة الخدر ومعها امرؤ القيس وحدهما، ولكني تباغتت بحضور د. محمد عبد الباسط عيد وأساتذته من التراث كالقاضي أبي بكر الباقلاني وابن الانباري ومن المعاصرة كطه حسين ومصطفى ناصف ودهشت أيضا من وجود صديقة له تدعى سهام نور. 

رؤية مجدي صالح

في مداخلته عن الكاتب وكتابه قال الشاعر والكاتب الصحفي مجدي صالح: يجب أن أشيد بالكتاب للناقد المتميز محمد عبد الباسط عيد.. لأنه دائما ما يكون تناوله مختلفا مدفوعا بحماسه للموضوع الذي يتناوله. 

ورغم تحسسي من الشعر الجاهلي وتشككي في وجوده من الأصل الا أنني أعتبر أمرؤ القيس واحدا من أهم شعراء الجاهلية، لكن الأسئلة التي طرحها عميد الأدب العربي طه حسين في كتابه الشهير "في الشعر الجاهلي" لا زالت مطروحة، وكنت أتمنى من الباحثين والنقد الإجابة عن هذه الأسئلة بشكل قاطع.