ظهر الشاعر المصري حاتم الأطير في مشاهد قليلة من مسلسل الإمام الشافعي الذي عرض في شهر رمضان الماضي وكان دخوله مجال التمثيل بالصدفة، فقد كان يعمل مدققا لغويا للمسلسل وتم اختياره لأداء بعض المشاهد  للمسلسل والتي برع في أدائها

ولعب "الأطير" عبر مشاركته الأولى فى الدراما التليفزيونية دور أحد طلاب العلم من التابعين لمذهب الإمام مالك، والرافضين لاختلاف الإمام محمد بن إدريس الشافعى معه، حيث ظهر الأطير ضمن مجموعة من الطلاب دخلوا نقاشا محتدما بسبب اختلاف آراء الإمام الشافعى الفقهية مع آراء أستاذه الإمام مالك، وكادت أن تحدث فتنة... وكان دوره في المسلسل في عداء مع الإمام...

أجرت المشهد معه هذا الحوار الذي يفاجيء الأوساط الأدبية والشعراء بما ورد فيه:

* الشاعر القدير والممثل الواعد حاتم الأطير.. هل تجربتك الجديدة في التمثيل التي فاجأتنا بها في مسلسل الإمام الشافعي سوف تؤثر على تجربتك الشعرية أو مزاحمة الاهتمام بمشروعك الشعري .. هل يؤثر التمثيل على شعرك؟

- لا يمكن للتمثيل أن يأخذني من الشعر، ولا يستقيم مثل هذا الظن مع إنسان ارتجل حياته وعاش شعرا! بل أعتبر تجربة التمثيل شكلا من أشكال ارتجال الحياة بحثًا وتنقيبًا عن أبعادها وفلسفتها.

* لكن الفن والنجومية يتمناها الكثيرون

- كذلك المال والسلطة ، وقد حملني الشعر على أن أترك كثيرًا من أبواب المال المفتوحة خيفة أن أورط قصائدي في التكلف والتلفيق وهبوط المستوى ، فأنا شاعر عربي حر لا يرتزق من شعره بل يموّله ما استطاع ليبقيه حرًّا منزّهًا عن موائد عفنة ومؤسسات محدودة الذوق والجمال

* لو عرضت عليك بطولة وفي نفس التوقيت كنت تعيش تجربة شعرية لا بد من كتابتها قبل إفلاتها، هل ترفض الدور البطولي وتتفرغ للقصيدة؟

- لا أعرف إحساس أن تعرّض عليَّ دور بطولة، وبالتالي لا أستطيع أن أحدد وقع هذا على تفكيري حينها، لكني أؤكد لك أنني إنسان مجرّب ولدي عديد التجارب في حياتي القصيرة مثل السفر والتجارة والإعلام والتأريخ وغيره، ولم يحدث أبدًا أن طغى شيءٌ على علاقتي الاستثنائية بالشعر

* هل تعتقد أن التمثيل أتاح لك فرصة في زيادة معرفة الناس بك وإلقاء الضوء على تجربتك الشاعرية وشهرتك أكثر؟ 

- نعم، مجال التمثيل أكثر ضوءًا وأسرع في الوصول إلى الناس، فالشعر كما تعرف محتوى فني نخبوي لايستطيع الجميع التماهي معه، وربما كان هذا سببًا باطنيًا في لاوعيي، دفعني للتجربة من باب خدمة الشعر عن طريق ضوء آخر!

* من كلامك أنت شاعر له رسالة لا تستهويه سلطة أو مال، لكنك دخلت التمثيل بالصدفة وكنت تعمل مدققا لغويا، فهل ما كنت تحصل عليه من أجر كمدقق أعلى من أجر دورك كممثل؟

- أجر المراجعة والتدريب اللغوي طبعا، لأنها المهمة الأساسية التي أسندت إليَّ، أما التمثيل فقد ظهرت في مشاهد قليلة جدا، كما أنني وفق الاعتبارات الإنتاجية والتسويقية لست اسمًا معروفًا لأحصل على أجر مرتفع، لكن على النقيض في مجال الأدب واللغة فلي اسم أحمد الله على موقعه المرموق، وهو ما رشّحني للعمل اللغوي في مسلسل ضخم كهذا

* هل تقصد أن المشاهد كانت تطوعية أم  تقصد أجرها ضئيل؟

- لا، حصلت على أجر نظير أدائي هذا الدور، ولا أعتبره أجرًا ضيئلًا لإنسان أدى ثلاثة مشاهد لأول مرة في حياته

* ما هو الدور الذي تتمنى أن تؤدية ليعزز من تجربتك الشعرية كشاعر؟

- أميل أكثر إلى الأدوار التاريخية، دراستي هي التاريخ وعملت فيه كثيرّا، كذلك تعزز اللغة العربية في حياتنا اليومية وذوقنا الفني، والرقي بالفن واللغة أمر يهم الشعر والشاعر بالتأكيد.

* هل هناك عرض جديد للتمثيل بعد أدائك في المسلسل؟

- نعم .. جاءني عرض لمشهد لم أحبه في مسلسل من 7 حلقات سوف يعرض على منصة شهيرة ، لكن لم أر في المشهد أي دافع لأدائه ولا جديد يقدم في هذا النوع من الأعمال ، فرفضت بهدوء.

* هل كان لا يوافق توجهاتك؟

- بعيد عن توجهاتي نعم، لأنه يشبه "خناقة حواري" وأنا ضد تسليط الضوء المبالغ فيه على هذه المنطقة من حوادث وحكايات مجتمعنا ولا جديد يقدم في هذا النوع من الأعمال

* كيف رأيت الوسط الفني عن قرب؟

- علاقة الوسط التمثيلي ببعضه أكثر إنسانية من علاقة الوسط الشعري ببعضه! وهو أمر فاجأني، إذ أهل الشعر هم أكثر الناس دعوةً للإنسانية

* من وجهة نظرك لماذا؟!

- أظن لأن الشعر لا جمهور له الآن تقريبًا إلا الشعراء وهو ما خلق نوعًا من الاضطراب في علاقة الشاعر بالشاعر فهو من جهة يراه رفيقًا ومن جهة أخرى يراه قارئًا له ، وأصبحت أتساءل: ما لهم يأكلون بعضهم بعضًا؟

* دائما نرى صراعات قد تصل إلى الحقد بين الشعراء. فلماذا؟

- نعم ومنشأ هذه الأحقاد هو أن الشعر فن نرجسي بطبعه، نرجسية المتوحد مع ذاته، من هنا يشعر كثيرون أنهم وحدهم شعراء هذه الأرض ويستكثرون على الآخر إبداعه وإعجاب القراء به. وأقول للجميع تكاتفوا وخففوا إيقاع الصراع حتى لا يضيع هذا الفن الأصيل فلسنا سوى أسرة واحدة وهمنا واحد وعليه يجب أن نحترم ونحب بعضنا بعضًا أكثر من ذلك

---------
 حاتم الأطير، شاعر مصرى، من مدينة بيلا، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، ولد في الكويت قبل غزو صدام بشهر يعمل باحثا فى التاريخ الإسلامى، حصل على جائزة "شخصية مصر" فى عام 2014 من وزارة الشباب والرياضة والمجلس الأعلى للثقافة، كما حصل على جائزة "المركزية" عام 2015 من وزارة الثقافة، وحصل على جائزة "الشعر العربى بباريس" عام 2016 من المكتب الثقافي وحصل على جائزة الدولة التشجيعية عام2020 ، عمل مدققا لغويا لمسلسل الشافعي وتم اختياره للتمثيل في المسلسل مع فريق العمل معارضا للإمام الشافعي في مذهبه.

حاتم بجوار خالد النبوي في الأستوديو

حاتم في المسلسل

حاتم