30 - 06 - 2024

الجروان يؤكد أهمية مناقشة التشريعات الوطنية لمعرفة مدى قدرتها على معالجة القضايا الأسرية

الجروان يؤكد أهمية مناقشة التشريعات الوطنية لمعرفة مدى قدرتها على معالجة القضايا الأسرية

أكد رئيس الاتحاد العام للخبراء العرب ورئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، أحمد بن محمد الجروان، أهمية تعزيز دور الأسرة العربية في تحقيق التنمية من خلال إلقاء الضوء على تشريعاتنا الوطنية للوقوف على مدى قدرتها على معالجة القضايا الأسرية.

وقال الجروان،  في كلمته خلال منتدى استدامة دور الأسرة في تنمية المجتمع المنعقد برعاية جامعة الدول العربية في ١٥،١٦ مايو ٢٠٢٣ والذي ينظمه الاتحاد العام للخبراء العرب بالتعاون مع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة والذي ينعقد تحت رعاية جامعة الدول العربية: يجمعنا الرصد لقضايانا المشتركة وتحليلها، وبحث سبل مواجهتها وتنسيق جهودنا المشتركة لمعالجتها.

وأضاف أنه لابد من الحفاظ على استدامة دور الاسرة في تنمية مجتمعنا العربي، وذلك من خلال ترسيخ دور المنظمات الدولية في تعزيز دور الأسرة في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز المرجعية الدينية لهذا الدور، فضلاً عن تعزيز دور الأسرة في ترسيخ قيم التسامح في مجتمعاتنا العربية وإرساء ثقافة السلام في دول ما بعد الصراع.

كما أكد أهمية رصد وتحليل أثر وسائل الاتصالات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات على العلاقات الأسرية، وكذلك أثر وسائل الإعلام المختلفة التقليدي منها ،والحديثة، فمما لا شك فيه أن الواقع الذي نعيشه بمفرداته المتعددة شكلت منظومة حياة مختلفة كلياً عن تلك التي عاشتها الأجيال السابقة.

وتابع الجروان: لعلنا نتفق على أن الأسرة العربية لعبت دوراً بالغ الأهمية في فترات سابقة من الزمن في تربية الأطفال وتنشئة الشباب وإشرابهم القيم والمثل الراسخة في تراسنا ودياناتنا، وهو ما ساهم بشكل حقيقي في تماسك نسيج المجتمع العربي لفترة طويلة، وعزز قدرتنا على التصدي.

وأشار الجروان، إلى أن كل محاولات طمس الهوية العربية التي تعرضنا لها في تاريخنا، فتماسك النسيج الأسري كان أحد السمات المميزة لمجتمعاتنا العربية، فتماسك النسيج الأسري هو الدعامة الحقيقية لتماسك نسيج مجتمع أي دولة.

واستطرد قائلا: إن كنا نتفق على ذلك، فيجب أن نتفق أيضاً على أن هذا الدور تراجع خلال الفترة الماضية بفعل العديد من العوامل أهمها الانفتاح على الخارج ودخولنا عصر السماوات المفتوحة وما تبعه من إطلاق الأقمار الصناعية التي تبث مئات القنوات، وايضاً الإنترنت وما تبعه من انتشار منصات التواصل الاجتماعي المختلفة التي يصعب التحكم في محتواها. وإذا كان لهذا الانفتاح مزاياه التي نسعى إلى تعظيمها، فله أيضاً عيوبه ومخاطرة، حيث ساهم بأشكال مختلفة في تراجع دور الأسرة العربية في التصدي لقضايا المجتمع.

كما أكد الجروان، الحقيقة إن الواقع العربي الذي نعيشه اليوم والذي تشهده الكثير من الدول العربية التي مرت بانقسامات ونزاعات داخلية يثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأننا في حاجة ماسة إلى استعادة دور الأسرة العربية، ذلك الدور الراسخ في موروثنا الثقافي والمستمد على أسس صلبه في دياناتنا.

وقال : لعلنا نجد فيما يحدث في السودان اليوم شاهداً على خطورة الصراع والانقسام والفتنه التي تشتعل نيرانها بين ليله وضحاها في أي دولة ، فاشتعال نيران الصراع الداخلي في أي مجتمع يفتح أبواب التدخل الخارجي الذي يستتبع تصاعد الأزمة وزيادة التحديات أمام تسويتها. والمؤسف أن الصراع الذي يهدد بقاء الدولة ووحدتها وسيادتها يمثل من جانب أخر تهديداً جسيماً للأمن القومي العربي ككل.

وتابع: ورغم إدراك صعوبة الملابسات والتحديات السياسية الداخلية التي تحيط بالمشهد في السودان، إلا أنني أتصور أن تعزيز دور الأسرة السودانية في التصدي لتلك الأزمة التي تعصف بهذا البلد الشقيق يمثل أحد أهم أدوات التهدئة إلى جانب الجهود الدبلوماسية التي تبذل في هذا الإطار.






اعلان