18 - 07 - 2024

حياة النوبة من مندرة البيت إلى الحلي والحنة في ندوة "طعم البيوت النوبية"

حياة النوبة من مندرة البيت إلى الحلي والحنة في ندوة

الندوة نظمتها جمعية المحافظة على التراث المصري وحاضرت فيها عزة سعيد

نظمت جمعية المحافظة علي التراث المصري ندوة تحت عنوان "طعم البيوت النوبية" تحدثت فيهاالباحثة عزة عبده سعيد بنت قرية أبو سمبل، رئيس لجنة الثقافة بنادي النوبة العام، حول حياة النوبيين وتاريخهم وثقافتهم.

وخلال الندوة التي أقيمت برعاية المهندس ماجد الراهب رئيس جمعية المحافظة علي التراث المصري، ركزت عزه سعيد على تفاصيل حياة النوبة في اٌقصى جنوب مصر، موضحة أن حياة أهل النوبة تبدأ من البيت، والذي يتكون من 6 حجرات والحوش الذي يتوسط البيت، وتشمل "المندرة" وهي غرفة لإستقبال الضيوف، و "الديواني" والتي يعيش فيها العريس بعد ليلة زفافه، وحجرة الخبيز، وأخرى للطعام وتسمى "الفرن"، وحجرة المؤن، والأخيرة للطيور، التي تربيها ربة المنزل.

ويتميز النوبيون بنوعية معينة من الأزياء، فالمرأة والفتيات يلبسن "الجرجار" وهو عبارة عن قماش أسود شفاف، أما الرجال فزيهم "العراكي" وهو من القماش الأبيض الخفيف، مثل القميص الطويل، وهو زي للصيف، وتوجد "الجلابية" البيضاء والعمامة، وتلبس في الأعياد والمناسبات والأفراح، والأعياد، وعادة ما يلبسها الرجال في البيوت عامة.

وتشير عزة سعيد إلى أن للنوبيين أطعمة خاصة، منها عيش – خبرز (الكابد)، وهو شبيه بالكريب، وسميك، ويؤكل به "الإنتر" وهو عبارة عن خضرة وبصل وشبيه بالملوخية، ويوجد عيش – خبرز (الشدي، وهو أخف من من "الكابد" ويؤكل بها البامية المطحونة، وعيش – خبر "الصلابة" وهو خفيف وبالخميرة، ويؤكل بالزبادي واللبن، وهو أساس أطعمة أهل النوبة، بخلاف الكشاد والشعرية باللبن، ونوع يسمى "كرم مريد".

وتقول عزة سعيد أن الذهب له خصوصية في حياة المرأة النوبية، ويتكون من خمسة أشكال وشبيه بالذهب الفرعوني، من حيث النقوش عليه، وهو من عيار 24، وأول الأشكال "الرصة" وتلبس على الرأس ومعها دلاية إسمها (قصة الرحمن)، ثم (الصافا) وتلبس حول الرقبة، و"جاكد" بتعطيش الجيم وكسر الكاف، ويلبس تحت الرقبة، و(شاف)، ويلبس تحت الجاكد فوق الصدر، وأخيرا "البيه" ويلبس تحت الشاف ليصل  الجزء الأخير من الصدر.

وتشير إلى أن الأنواع الخمسة من الذهب وتلبس جميعها معا من النساء والفتيات، وخصوصا المتزوجات، ليغطي الصدر، ويصل البطن.

وتنتقل الباحثة إلى الحديث عن الحنة في حياة النوبيين، والتي تتزين بها العروس النوبية في ليلة زفافها، وتختلف بها باقي الفتيات، وتكون على اليدين وحتى الكوع، وعلى الرجلين حتى الركبتين، أما الفتاة غير المتزوجة، لا ترسم الحنة على رجليها، وتكتفي باليدين، وهي عادات وتقاليد مازال يتمسك بها أهل النوبة.

واستعرضت الباحثة الألعاب الشعبية عند النوبيين، منها الحندكية، وجسر كدية، وشبر شبرين، وكونكالية، والطاب، وهي عبارة عن ألعاب مهارات، وسرعة في الإختيار. 

وتشير عزة سعيد إلى الخوص في حياة النوبيين، حيث يتم صناعة الأطباق المصنوعة من التيل، وهو من أهم أشهر الأدوات المنزلية في البيت النوبي، ويوجد (الشاور) وهو طبق كبير من الخوص وبالألوان، ويتم تغطية صينية الطعام به عند تقديمها للأكل.، ومنها نوعية صغيرة، لتقديم البلح والتمر والفشار عليها، كما يتم إستخدام الاثنين كديكور على الحوائط.

وفي حياة أهل النوبة هناك العلاج بالأعشاب ووفق التقاليد الموروثة، فعندما يمرض الرجل أو المرأة، والأولاد، يتم عمل "الورطاب" هو تشريط الرجل من الخلف عند سمانة الرجل، بموس حاد ليخرج دم أسود، ويقال عنه أنه دم فاسد، وتتكرر عملية التشريط حتى يصبح الدم لونه أحمر، وبعدها يتناول المريض كوبا من "حلف البر" وهو عبارة عن مشروب من نبات فرعوني نوبي أصيل.