03 - 07 - 2024

كاردينال بارز بالفاتيكان لـ"المشهد" يشيد بالرئيس السيسي ويكشف اهتمام كنيسته بمسار العائلة المقدسة

كاردينال بارز بالفاتيكان لـ

قال الكاردينال مونيس سلفادور عضو المجمع الكنسي بالفاتيكان ان الكنائس في العالم تصلي من أجل إنهاء الحروب وفض المنازعات وأن يسود السلام في العالم، مؤكداً حرص دولة الفاتيكان على التواصل مع كافة الطوائف المسيحية ليس هذا فحسب، بل الحوار مع كافة الأديان لنشر السلام والمحبة في ربوع العالم

وكشف الكاردينال تفاصيل زيارة البابا تواضروس ولقاءه بالبابا فرانسيس الأول بابا الفاتيكان في حوار لـ "المشهد" مؤكداً أهمية الزيارة لاستكمال ما تم خلال الـ50 عامًا الماضية في لقاء البابوين الراحلين  البابا يوحنا والبابا شنودة

وأوضح عضو المجمع الكنسي الكاثوليكي بالفاتيكان خطة الفاتيكان حول مسار العائلة المقدسة مؤكداً ان كافة التقارير التي تم نشرها لا تمت للفاتيكان بصلة لأنه لم يتخذ قرارا في هذا الأمر بعد، بل تتم من خلال الشركات السياحية والهيئات المنظمة لهذا العمل الديني

وتحدث الكاردينال سلفادور عن جهود الدولة المصرية في إعادة وترميم وبناء الكنائس، مشيداً بالدور الذي يقوم به الرئيس السيسي في توطيد العلاقات بين اطياف الشعب ونشر العدل والمساواة. وإلى نص الحوار :

* كيف قرأت زيارة البابا تواضروس الثاني إلى الفاتيكان ولقائه مع البابا فرانسيس الأول ؟

- إنها زيارة مهمة الكنيستين في ظل توقيت مهم يمر على الكنيسة بصفة عامة والاحتفال بمرور 50 عاماً على اللقاء التاريخي بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث بابا الكنيسة الإرثوذكسية , كما ان زيارة ليست المرة الأولى التي يلتقي بها البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مع البابا فرانسيس الأول، بل جمعتهما سابقاً لقاءات لاسيما أثناء زيارة البابا فرانسيس إلى مصر وزيارة الكنيسة البطرسية  التي حدثت بها تفجيرات إرهابية ولقاءاته مع كافة المسئولين على رأسهم الرئيس السيسي.

* على أي شيء اتفق البابوان خلال لقائهما وما هي دلالة ذهاب البابا تواضروس فور وصوله الي روما لزيارة كنيسة القديس بطرس؟

- الحوار بين المسيحيين والكنيسة الكاثوليكية والكنيسة المصرية متواصل، لأننا جميعًا نؤمن بالمسيح، لذا كان الإعلان الذى صدر قبل 50 عامًا مهمًّا، وكذا الحوار مهم لنتحدث مع بعضنا البعض، وقد كان هذا النوع من الحوار والتعايش والتقديس المتبادل موجودًا من قبل وعلى المستوى المحلى بين الناس لأنهم لم يروا وجود اختلافات كبيرة بينهم، ولم يكن في برنامج الزيارة اتفاق بين البابوين بل زيارة احتفلت بثلاث مناسبات، أولها الذكرى الخمسين للقاء الأول بين بابا روما وبطريرك الكنيسة القبطية الارثوذكسية، نحن نتحدث عن لقاء البطريرك  الذي يحمل أيضًا لقب البابا - شنودة ، في 10 مايو في روما والبابا بولس السادس الذي وقع اتفاقية كريستولوجية مشهورة جدًا ، والتي كانت بمثابة نموذج اتفاقيات مماثلة مع الشرقية الأخرى. الكنائس الأرثوذكسية التي تعترف بالمجامع المسكونية الثلاثة الأولى. ثم نحتفل أيضًا بالذكرى العاشرة لزيارة تواضروس الأولى عام 2013.

* ما دلالة زيارة البابا تواضروس كنيسة القديس بطرس ؟

- كنيسة القديس بطرس فى الفاتيكان مبنية فى قبر القديس بطرس، المكان الذى استُشهد فيه، لذا فإن الذهاب إلى القبر اعتراف بأهمية القديس بطرس، أحد التلاميذ الاثنى عشر، لذا من المهم رؤية هذا التكريم.

* شاهدنا خلال التكريم بين البابوين وتبادل الهدايا هدية من البابا تواضروس للبابا فرانسيس جزء من ملابس شهداء الأقباط في ليبيا؟

- نعم البابا فرانسيس طلب ذلك من البابا تواضروس كلنا نضع في اعتبارنا استشهاد 21 قبطياً في ليبيا قتلوا في 15 فبراير 2015 ، والذين لطالما قال البابا فرنسيس "إنهم شهداءنا أيضًا". وأقيمت صلاة مشتركة في مصلى الفادي في القصر الرسولي حول موضوع "مسكونية الدم" ، لأن دم الشهداء بالنسبة للبابا فرنسيس هو بذرة الوحدة. الشهداء قد اجتمعوا بالفعل في الجنة ، كما يقول البابا دائمًا ، لم يقتلوا لأنهم كاثوليك أو أرثوذكس أو بروتستانت ولكن لأنهم مسيحيون. لذلك هم قد اجتمعوا بالفعل في مجد الله لأنهم عانوا من أجل اسم المسيح. دماء الشهداء تصرخ بصوت أعلى من فرقنا.

* هل هناك جهود مبذولة  لإنهاء الانقسام بين الكنيستين من خلال توحيد الأعياد وغيرها من الأمور العقيدية والمصالحة بين الكنيستين بعد التوقيع على وثيقة الإخوة عام 2019 ؟

- هناك حوار مستمر ليس فقط بين الكنائس المختلفة حول العالم لاسيما الكنيسة المصرية بل الأديان كلها  فالحوار مستمر بين الأديان، وبين الكنيسة الكاثوليكية وغير المسيحيين، وجزء منه هو وثيقة أبوظبى عن الأخوة البشرية، وهى مبنية على حقيقة أننا جميعًا نعبد الله، فقد خلقنا الله جميعًا، ولهذا السبب يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتحسين العلاقة مع بعضنا البعض، ولتقدير الصفات الأخرى التى منحها الله لنا.

وكافة الكنائس تعترف بالسيد المسيح وهذا أهم اعتراف وكلنا جميعا نعترف باله واحد وهذا ينهي اي جدال وصراع وأقوال، أما بالنسبة لتوحيد الأعياد هذا يختلف وفقاً للتقويم الغربي والمصري وليس سبباً فيه الطوائف.

* يمر العالم بمرحلة من الحروب والصراعات لاسيما الحرب الروسية الاوكرانية والسودان وغيرها من الدول التي ارتفعت بها وتيرة الفتنة، فهل من جهود للمساعدة فى تهدئة الأمور؟

- منذ تولي البابا فرانسيس الأول بابا الفاتيكان الكرسي الرسولي وهو يصلي دائما من أجل السلام وفض النزاع، ولقداسة البابا فرنسيس الثانى جهود كبيرة لمنع الصراعات، حيث يحاول جعل الناس يفهمون ويفكرون ويتجنبون الوصول إلى الصراع، لكن عندما يبدأ النزاع، تتعين علينا محاولة الاستماع إلى الجميع.

وأعتقد أن من المهم تحليل سبب الصراعات، فقد تكون بسبب اهتمامات اقتصادية، أو لأن هناك أشخاصًا متكبرين، لكن العنصر الأول الذى يؤخذ فى الاعتبار هو حقيقة أننا نرى الناس يعانون ويموتون، ونرى الذين يعانون الجوع، والذين يعانون إصابات، وتشريد أسرهم، لذا فالشىء الأهم هو وقف الصراعات، ونحن على يقين أن هناك أناسًا يكسبون المال من الصراع، وهم قلة يهتمون بالنزاع، ويحبون الاستمرار فى المشاكل لأنها تجلب لهم المال، لذا علينا إيجاد مايوحدنا ومحاولة الانسجام وتوفير نوع من الاتفاق من أجل تجنب الصراعات والحروب.

* حدثنا عن برنامج العائلة المقدسة الى أي مدى تواصل الفاتيكان لإحياء ذكرى دخول العائلة المقدسة أرض مصر؟

- الفاتيكان لم تقدم بعد أي مقترح حول مسار العائلة المقدسة في أرض مصر ولم ترفع برنامج مسار العائلة المقدسة من الكتالوج، وفعلت ذلك وكالات السفر والشركات ومنظمات الحج من روما، ورحلة العائلة المقدسة جزء من تاريخنا، وجزء من مصر، ويجب أن يأتي الناس ولديهم هذا النوع من الانفتاح على بُعد آخر، وهو جزء من الشعب المصرى،

وأرى ان هناك مجهود كبير من الحكومة المصرية بشأن تطوير مسار العائلة المقدسة، ومن الضرورى الاستمرار فى الاهتمام وتطوير هذا النوع من الحج، لاسيما الطرق المؤدية للكنائس والأديرة التي اهتمت بها الدولة المصرية كما نسمع، فضلا عن الاهتمام البالغ بالمؤسسات الأثرية بهذا المسار المقدس لاسيما الأديرة التي مكثت بها العائلة المقدسة فترة من الوقت التي تحتل النصيب الأكبر في الاهتمام من قبل الحكومة المصرية والمنظمات الأثرية .

وتحتاج بعض النقاط إلى طرق أفضل وبنية تحتية لاستقبال الحجاج، ومن الضرورى الحفاظ على الجزء الروحانى من الحج، وهو جزء من روح وثقافة مصر، مع ضرورة توفير وسائل نقل للحجاج، وأفضل ما يمكن تقديمه هو البحث عما يريده الذين يذهبون إلى تلك الرحلة لأنهم يبحثون عن جو يشبه المسقط، فى هذا الوقت، عندما مرت به العائلة المقدسة.

* هناك مقترحات مقدمة بالاهتمام بـ 7 نقاط من مسار العائلة المقدسة بدلاً من 25 نقطة؟

- ليس الاهتمام بنقاط مسار العائلة المقدسة سواء  7 نقاط أو أكثر أو اقل، آمل أن يكون هناك تعاون بين الحكومة والمجتمع المدنى، ومن المهم التوعية بأن مصر ليست فقط بتاريخها الفرعونى أو الحديث؛ لأن هناك أكثر من هذا بكثير، ومصر جزء من تاريخ المسيحية، ورحلة العائلة المقدسة هى أحد هذه الأشياء المهمة للعالم .

* كيف تري الجهود التي تبذلها الدولة المصرية في إعادة ترميم وبناء الكنائس ؟

خطوات جيدة للغاية تؤكد أن الدولة تعامل جميع المواطنين على قدم المساواة، وهذا لا يضر بالعلاقة الطيبة بين المسيحيين والمسلمين فى البلاد، بل يؤكدها، وأعتقد أن الجهود قائمة على تحسين نوعية الحياة الأسرية، ونوعية العلاقة بين الناس، واحترامهم فى حريتهم الشخصية وحرية العقيدة مهم للغاية.

ومن المهم رؤية هذا النوع من الجهد، وأن نرى أن الناس يستطيعون العبادة، وأن تكون لهم أماكن عبادة لا تضر بالآخرين، وأعتقد أنه من الضرورى منح الناس فرصة لممارسة عقيدتهم، وهو ما يحدث فى مصر، فنرى رئيس الجمهورية يحضر احتفالات الأقباط فى عيد الميلاد، وهى رسالة مهمة جدًّا.

* كيف تشاهد أوضاع الأقباط الان في مصر منذ تولي الرئيس السيسي السلطة ؟

- أفضل بكثير منذ عشرات الأعوام السابقة على حكم الرئيس السيسي، فنري فترة حكم الرئيس المنتمي للاخوان محمد مرسي كانت فترة صعبة علي الأقباط وحدث هجوم على مقر الكنيسة الأرثوذكسية وعدة أحداث أخري، أما الرئيس السيسي فيؤمن بالمساواة بين الجميع في الوطن ويتعامل مع الشعب دون تفرقة ولديه الاهتمام البالغ بحرية العبادة، وهذا واضح جدا في كافة تصريحاته بان مصر لا تفرق بين مسلم ومسيحي، فالعدل والمساواة للجميع.
------------------------------
حوار- طانيوس تمري

 

 

 

 

 

 

 







اعلان