27 - 07 - 2024

مؤشرات | مستقبل "فاجنر" و"يفجيني بريجوجين" غامض وفي يد بوتين

مؤشرات | مستقبل

لا أعتقد أن ملف قوات مجموعة فاجنر العسكرية وقائدها "يفجيني بريجوجين" قد انتهي أو أُغلق، بل بالعكس فإنه بدأ من جديد ولمرحلة جديدة كليا، لأن انتقال هذه القوات "المرتزقة" مهما كان عددها، من روسيا إلى بيلاروسيا، هي بداية النهاية لهذه القوات.

بل هذا الانتقال في حد ذاته، يرسم خطرًا على تلك المنطقة من العالم، في وقت بدأت تعلن فيه أوساط سياسية في دول محيط "روسيا – بيلاروسيا" قلقها من تواجد قوات "فاجنر" بالقرب منها، بل اعتبره البعض بمثابة قنابل موقوته على تلك الدول، بل على بيلاروسيا نفسها صاحبة مبادرة الإنتقال، والتي ستواجه خطرًا من وجود "فاجنر" على أراضيها، وفقا لتوقعات وتحليلات مختلفة.

ومن هنا يطرح السؤال نفسه، ما هو مستقبل "فاجنر" ورئيسها "يفجيني بريجوجين"؟.. الإجابة ستكون عند القيصر الرابض في الكرملين، "فلاديمير بوتين"، ونرجع خطوة للوراء قليلا ولتصريحات قالها رئيس بيلاروسيا "ألكسندر لوكاشينكو" يوم الثلاثاء 27 يونيو، أنّه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم اغتيال قائد مجموعة فاجنر، خلال تمرّده الفاشل، والذي ألغى تحرك مجموعات قواته نحو موسكو بوساطة من "لوكاشينكو".

بل قال" لوكاشينكو" في التفاصيل التي ألقاها أمام مسؤولين بيلاروس ونشرتها قناة شبه رسمية للرئاسة البيلاروسية في فيديو على تطبيق تليجرام "قلت لبوتين يمكننا قتله،.. ليست مشكلة إما في المحاولة الأولى أو الثانية، لكنّني قلت: لا تفعلوا ذلك"، وقلت لبوتين "تمهل في تصفيته".

هذه الكلمات تعني الكثير في تحديد مصير هذا الحليف المتمرد على "بوتين"، رغم الضمانات التي حصل عليها، "لوكاشينكو"، حيث أوضح أن "بريجوجين" وصل إلى بيلاروسيا بعد أن تلقى "ضمانات أمنية" وعد بها بوتين.

وبقراءة التفاصيل يمكن القول أن "بوتين" الذي لم يواجه تحديا طيلة 23 عاما من حكم روسيا، مثل تحدي تمرد زعيم مجموعة فاجنر وأفرادها، ووصل الأمر إلى التخوف من  نشوب حرب أهلية في بلاده، إلا أن ما يلفت النظر هو حالة التمهل في رد فعل "يوتين" وعدم الإعلان عن أي شئ علني، ولم يقل شيئًا حتى اللحظة يؤشر إلى حالة غضب.

وفي المقابل حاول ومازال يحاول "يفجيني" تقديم تبريرات لما فعله، "أنه قام فقط بتنظيم احتجاج، وليس انقلابا، في محاولة لتقديم كبار الضباط العسكريين الروس للعدالة جراء أخطائهم أثناء العملية العسكرية الخاصة".

وكأن "يفجيني" يريد أن يقدم حبال الود والطاعة والولاء والتبرير، ليس إلا لـ"بوتين" فقط، والذي مما لاشك فيه فقد الثقة في ولاء يفجيني وأي من تثبت صلته بواقعة التمرد. وقد ترددت أنباء عن إعتقال عسكريين بشأن معلومات عن صلاتهم بما جرى من تعاون ما مع "يفجيني"، مثل الجنرال "سيرجي سوروفكين" والذي ترددت أنباء عن إعتقاله لوجود صلة له بالعصيان، بالرغم من حصوله على العديد من الأوسمة من "بوتين" وخوضه معارك قوية إلى جانبه.

ومن الواضح أن موسكو تأخد بجدية كل معلومة تتردد عن وجود صلة بين "يفجيني" واي من القادة العسكريين السابقين والحاليين، خصوصا من لهم وجهة نظر في الحرب "الروسية – الأوكرانية"، وحتما سيطال التحقيق القادة العسكريين في مدينة "روستوف" والتي استولت مجموعة فاجنر على قاعدتها العسكرية في بداية التمرد الفاشل.

وفي ضوء كل هذا فلا شك أن مستقبل وموقف فاجنر وقائدها "يفجيني" سيبقى رهن تقييم وتقديرات "بوتين" ومن حوله، وكيفية تجنب تكرار هذا النوع من التمرد، بغض النظر عن رد الفعل المتوقع، ورغم أن التحليلات الغربية، تسعى إلى شيطنة كل قادة بوتين ومن حوله من جنرالات وأن بعضهم كان على علم مسبقا بخطط "يفجيني"، في محاولة لخلق أزمة داخلية في موسكو.. والتي من المؤكد أن بوتين" له خططه الخاصة في مواجهة أي تحدي، في ظل حرب ضروس في أوكرانيا.
---------------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | هل نسينا أن الفلاح بداية الأمن الغذائي؟!