27 - 09 - 2024

إدانات عربية ودولية واسعة لحرق المصحف الشريف في السويد

إدانات عربية ودولية واسعة لحرق المصحف الشريف في السويد

شهدت حادثة تمزيق المصحف وإضرام النار فيه عند مسجد ستوكهولم المركزي بالسويد في مشهدٍ مُشينٍ واستفزازيٍّ لمشاعر المسلمين، في عيد الأضحى المبارك، إدانات عربية ودولية واسعة.

جاء ذلك ردا على قرار السلطات السويدية بالسماح بحرق المصحف الشريف، حيث نفذ سويدي متطرف وعيده بتدنيس القرآن الكريم، وأقدم تحت حماية السلطات السويدية على تمزيق وحرق المصحف الشريف خارج المسجد الرئيسي في ستوكهولم عاصمة السويد، ومزق المتطرف السويدي صفحات من نسخة للقرآن الكريم ومسح بحذائه عليه، ثم وضع دهن ولحم الخنزير المقدد في القرآن الكريم وأشعل فيه النار.

وانتقد سياسيون سويديون إحراق المصحف، وأفادت الشرطة بأنّ تظاهرة يناير جعلت السويد "هدفاً للهجمات".

ودعا الأزهر الشريف كافة الشعوب الإسلامية والعربية وأصحاب الضمير الحي، بتجديد مقاطعة المنتجات السويدية، نصرةً للمصحف الشريف كتاب الله المقدس، وذلك بعد تكرار الانتهاكات غير المقبولة تجاه المصحف الشريف، والاستفزازات الدائمة لجموع المسلمين حول العالم تحت لافتة حرية الرأي والتعبير الزائفة.  

كما دعا الأزهر حكومات الدول الإسلامية والعربية لاتخاذ مواقف جادة وموحدة تجاه تلك الانتهاكات التي لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، والتي تحمل إجرامًا وتطرفًا تجاه المقدسات الإسلامية؛ مشددًّا على أن سماح السلطات السويدية للإرهابيين المتطرفين بحرق المصحف وتمزيقه في عيد المسلمين؛ لهو دعوة صريحة للعداء والعنف وإشعال الفتن، وهو ما لا يليق بأي دولة متحضرة أو مسئولة عن قراراتها.

وأعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إحراق المصحف الشريف وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وجرائم ازدراء الأديان مؤخراً في بعض الدول الأوروبية، مؤكدةً رفضها التام لكافة الممارسات البغيضة التي تمس الثوابت والمعتقدات الدينية للمسلمين.

كما شددت مصر على مسؤولية الدول في منع دعوات التحريض وجرائم الكراهية، ووقف تلك الممارسات التي من شأنها تقويض أمن واستقرار المجتمعات، مؤكدةً ضرورة إعلاء القواسم المشتركة من التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي بين الشعوب.

وأعربت الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين للحادثة قائلة "إن هذه الأعمال البغيضة والمتكررة لا يمكن قبولها بأي مبررات، وهي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية، وتتناقض بشكلٍ مباشر مع الجهود الدولية الساعية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف، وتقوّض الاحترام المتبادل الضروري للعلاقات بين الشعوب والدول.

ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية إحراق نسخة من المصحف الشريف من قبل متطرفين في العاصمة السويدية ستوكهولم ، واعتبرته عملا تحريضيا وعنصريا مرفوضا.

وأكدت الوزارة بأن إحراق المصحف الشريف هو فعل من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان، ولا يمكن اعتبارها شكلا من أشكال حرية التعبير مطلقا، مؤكدة ضرورة وقف مثل هذه التصرفات والأفعال غير المسؤولة، ووجوب احترام الرموز الدينية، والكف عن الأفعال والممارسات التي تؤجج الكراهية والتمييز.

ودانت زارة الخارجية اليمنية في حكومة صنعاء بشدة الإساءة للقرآن الكريم، محملة الحكومة السويدية المسؤولية.

وأضافت أنّ "الإساءة للقرآن جريمة تحريض عنصري غير مقبولة، ولا تمت بأي حال من الأحوال لحرية الرأي والتعبير والمعتقد التي تكررها الدول الغربية يومياً".

وأشارت إلى أنّ "هذا العمل غير المسؤول يُعد تحريضاً مستفزاً لأكثر من ملياري مسلم في مختلف قارات العالم". ولفتت إلى أنّ  "هذا العمل نتيجة لاستمرار انتشار الخطاب الشعبوي في أوروبا القائم على الكراهية على أساس المعتقد أو العرق أو الدين".

ودعت الخارجية اليمنية المنظمات والمؤسسات الحكومية الدولية للاضطلاع بالمسؤولية في التأكيد على احترام حقوق الإنسان واتخاذ إجراءات رادعة ضد مخططي ومرتكبي أعمال العنف والتحريض ضد الأديان.

وطالبت باعتماد قرار ملزم يجرم كافة أشكال الكراهية والتطرف ومحاسبة مرتكبيها.

وأدانت الكويت الحادثة وأكدت الخارجية الكويتية في بيان موقف دولة الكويت المبدئي والثابت الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي وحكومات الدول المعنية مسؤولية التحرك السريع لنبذ مشاعر الكراهية والتطرف، والعمل على وقف هذه الإساءات التي تستهدف رموز ومقدسات المسلمين، ومحاسبة مرتكبيها.

واستدعى المغرب القائم بأعمال السويد بالرباط، لإدانة ترخيص الحكومة السويدية لتنظيم مظاهرة، تم خلالها إحراق نسخة من المصحف الشريف.

كما استدعى المغرب سفيره بالسويد للتشاور لأجل غير مسمى.

وذكر بلاغ للخارجية المغربية أن "هذا العمل العدائي غير المسؤول يضرب بعرض الحائط مشاعر أكثر من مليار مسلم في هذه الفترة المقدسة التي تتزامن وموسم الحج وعيد الأضحى".

هذا وندد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في أول أيام عيد الأضحى بإحراق المصحف في ستوكهولم، معتبراً أنه خطوة حقيرة ودنيئة.

وكتب الوزير على حسابه في "تويتر": "ألعن الفعل الحقير الذي ارتكب في حق القرآن الكريم في أول أيام عيد الأضحى".

وأضاف "من غير المقبول السماح بهذه الأعمال المعادية للإسلام بذريعة حرية التعبير".

وأوضح الوزير الذي كان على رأس أجهزة الاستخبارات حتى توليه منصبه مطلع يونيو "التغاضي عن مثل هذه الأعمال الفظيعة يعني التواطؤ".

واستدعت الخارجية التركية، السفير السويدي لدى أنقرة للتعبير عن إدانتها الشديدة واحتجاجها على ما وصفته بـ"تكرار جريمة الكراهية ضد القرآن وعلم بلادها" في البلد الأوروبي.

من جهتها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إحراق النصوص الدينية أمر مؤذ ويظهر عدم الاحترام، وذلك بعد أن مزق رجل المصحف وأضرم فيه النيران أمام مسجد في ستوكهولم.

ودان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، الحادثة التي جرت أمام مسجد استكولهم، حينما أقدم رجل على تمزيق وحرق المصحف.

وقال الرئيس الروسي خلال زيارته مسجد "الجمعة" في مدينة دربند: "بطريرك روسيا يؤكد لنا دوما أن المسلمين أخوتنا"، وهذا هو الحال لدينا.

وأظهرت لقطات الرئيس الروسي وهو يحتضن المصحف الشريف بعدما أهداه له إمام المسجد، مؤكدا أن عدم احترام القرآن في روسيا جريمة خلافا لبعض الدول الأخرى.

وقال الرئيس الروسي: "روسيا تكن احتراما شديدا للقرآن ولمشاعر المسلمين الدينية، وعدم احترام هذا الكتاب المقدس في روسيا جريمة".

وطالب البرلمان العربي، الشعوب العربية والإسلامية بمقاطعة المنتجات السويدية وعدم السفر إلى السويد وطالب الدول العربية والإسلامية باتخاذ مواقف جادة في هذا الصدد لنصرة الدين الإسلامي والمصحف الشريف .

وشدد البرلمان العربي على أن تلك الانتهاكات ضد كتاب الله "المصحف الشريف" تعد جريمة مكتملة الأركان، ترفضها كافة القوانين والمواثيق الدولية التي تؤكد على ضرورة احترام الأديان والكتب المقدسة ومنع ازدراء الأديان، مشيرا إلى أن هذه الاستفزازات تثير مشاعر المسلمين وهي مرفوضة جملة وتفصيلا .

ودعا البرلمان العربي برلمانات العالم ، بـ"إصدار قرارات حاسمة بوجوب مقاطعة المنتجات السويدية ومنع التعامل معها، وتأكيدهم على ضرورة احترام الدين الإسلامي السمح الذي يدعو إلى السلام والتآخي ويرفض الدعوة للكراهية والحض على العنف .

و أدانت رابطة العالم الإسلامي- بأشدّ العبارات- جريمةَ حرق نُسخةٍ من المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم.

وفي بيانٍ للأمانة العامة للرابطة، ندَّدَ الأمين العام، رئيس هيئة علماء المسلمين،الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى بهذه الجريمة العبثية النكراء، التي تمَّت تحت حماية الشرطة بدعوى حرية التعبير، بينما هي في حقيقتها تسيء- في جملة إساءاتها- إلى المفهوم الحقيقي والرشيد للحريات وفق مبادئها التي تنادي باحترام المقدس وعدم إثارة المشاعر نحوه بأي استفزاز تحت أيِّ ذريعة، مجدِّدًا التحذيرَ من أخطار الممارسات المحفزة للكراهية، وإثارة المشاعر الدينية، التي لا تخدم سوى أجندات التطرُّف.

ومن جهته، استنكر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، سماح الشرطة السويدية بإحراق نسخة من المصحف في عدوان موصوف على الأمة الإسلامية.

ولفت المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيان له إلى أن هذه الهجمة الثقافية العنصرية تعدت كل الحدود القانونية والإنسانية والأخلاقية.

جدير بالذكر بأن الشرطة السويدية أعلنت عن تنظيم تظاهرة يخطط منظّموها لإحراق نسخة من المصحف الشريف خارج مسجد ستوكهولم الكبير، تزامناً مع عيد الأضحى.

وأفادت الشرطة في قرارها بأنّ "طبيعة المخاطر الأمنية المرتبطة بإحراق المصحف لا تبرر بموجب القوانين الحالية رفض الطلب".

وكتب مقدّم الطلب، سلوان موميكا (37 عاماً)، في الطلب: "أريد التظاهر أمام المسجد الكبير في ستوكهولم، وأريد التعبير عن رأيي حيال القرآن.. سأمزّق المصحف وأحرقه"، وفق الطلب.

وجاء الضوء الأخضر لهذه التظاهرة بعد أسبوعين على رفض محكمة استئناف سويدية قراراً للشرطة برفض منح تصاريح لتظاهرتين في ستوكهولم كان سيحرق المصحف خلالهما.

وأشارت الشرطة حينذاك إلى مخاوف أمنية، بعدما أدّى إحراق المصحف خارج مقر السفارة التركية في يناير الماضي إلى خروج تظاهرات استمرت أسابيع، ورافقتها دعوات إلى مقاطعة المنتجات السويدية، بينما عطلت مساعي السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.