30 - 06 - 2024

مات عظيما .. مدير المدرسة عامل البناء

مات عظيما .. مدير المدرسة عامل البناء

يوم ليس كغيره بل استثنائي بكل المقاييس عاشته قرية صفط الشرقية غرب مدينة المنيا والتى قضت ليلة حزينة على وفاة رجل  هو من أعز الرجال وأوفاهم

محمد سليمان عبد الحميد ، خمسينى العمر، اختار الحل الأصعب والذى لايقوى عليه سوى أولو العزم من الرجال، وهم قليلون في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل والحق بالباطل.

مدير مدرسة وناشط حزبي فى "حماة الوطن" ومدرس علوم سابق رفض إعطاء الدروس الخصوصية حتى لايثقل كاهل البسطاء من أمثاله من أبناء القرية، واختار أن يعمل بجانب عمله كمدير مدرسة فى مهنة شاقة وهى المعمار حيث كان يعمل بناء أو بنا باللغةالدارجة، يكسب جنيهات قليلة تعينه على الوفاء بمتطلبات اسرته ويتحمل راضيا مشقة العمل الصعب والقاسى وغير الملائم لسنه أو مركزه الاجتماعي ، حتى يضمن لأسرته الحد الأدنى من متطلبات الحياة.

مساء اليوم الذي كان من المفترض ان يقضيه  الأستاذ سليمان مع أسرته إحتفالا بالعيد، كان يؤدي عمله الإضافي ، مات الرجل الطيب المكافح بسكته قلبية وهو يعمل فى البناء لتصدم قريته بالخبر المفجع وتخرج عن بكرة ابيها لتودعه، ولتعيش محافظة المنيا بالكامل ليلة حزينة.

مطلوب تكريم لائق من محافظ المنيا وكل القوى الفاعلة لشهيد لقمه العيش الأستاذ محمد سليمان الذى أبكانا جميعا بغيابه

سيظل اسمك محفورا فى قلوبنا كنموذج للمواطن المصري المكافح نظيف اليد والذى كسب احترام الجميع، وقبل ذلك كسب نفسه.
-------------------------------------
بقلم: ناصر حاتم

مقالات اخرى للكاتب

مات عظيما .. مدير المدرسة عامل البناء





اعلان