17 - 07 - 2024

مندوب فلسطين بالجامعة العربية: يتعرض إلى حرب إسرائيلية شاملة وعدوان يتبعه عدوان

مندوب فلسطين بالجامعة العربية: يتعرض إلى حرب إسرائيلية شاملة وعدوان يتبعه عدوان

أكد مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير مهند العكلوك، أن الشعب الفلسطيني اليوم كما في كل يوم يتعرض إلى حرب إسرائيلية شاملة،  عدوان يتبعه عدوان، وجريمة تلو أخرى، ويحدث ذلك جهاراً نهاراً وفي بثٍ مباشرٍ أمام أعين المجتمع الدولي السقيم، والقابع بين العجز المُزمن والانحياز الظالم. 

وقال في كلمته خلال الدورة "١٥٩"، إن التاريخ سيسجل في صفحات مخجلة أن شعباً فلسطينياً مقاوماً مناضلاً يُصر على الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته ومقدراته، تقصفه الطائرات وتسحقه الدبابات، ويخذله دُعاة القانون الدولي وحقوق الإنسان والشرعية الدولية، وأولئك ليسوا عمياً تماماً بل يرون بعين واحدة ومعايير مزدوجة.

وتابع: اليوم جنين تُذبح وتقاوم، تُقتل وتنهض، تُحرق وتكافح، كما تفعل القدس ونابلس وغزة وحوارة وترمسعيا، وكل المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية، كلهم فلسطين وكلهم أهداف تسيل لُعاب الشيطان وتستميل شهوة الشر والاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي. جنين ليست وحدها المستهدفة، بل المستهدف هو القضاء على النضال الوطني الفلسطيني وتقويض أي إمكانية لتجسيد استقلال دولة فلسطين، وذلك في سبيل تثبيت نظام الفصل العنصري والإستعمار الإستيطاني الإسرائيلي على كل فلسطين. 

واستطرد قائلا: ما يقوله بالضبط أعداء السلام في حكومة الاحتلال الإستعماري الإسرائيلي، وقد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، وأنه قبل أيام قال نتنياهو، زوراً وبُهتاناً، وردد أعوانه في حكومة العدوان والاحتلال اليمينة المتطرفة، أنهم سيحاربون فكرة الدولة الفلسطينية وأن الضفة الغربية ويصفونها بـ "يهودا والسامرة" هي أرض الميعاد التي سيتوسعون بها ويضموها ويستوطنوها.

واضاف: إذا كنا نحن أو كان أحد في هذا العالم يعتقد أن الإدانات والمطالبات والدعوات وحدها ستنهي مشروع الاحتلال الإستعماري الإسرائيلي، فهو إما واهم أو عاجز. إسرائيل تحولت وفق سياسات وممارسات عدوانية ممنهجة من منظومة احتلال غير قانوني تعمل على قتل وقمع واضطهاد الشعب الفلسطيني وتقويض حرياته وحقوقه، وتزوير هويته وسرقة روايته وتشويه تركيبته الديمغرافية، إلى نظام فصل عنصري مجرم، وثم إلى استعمار استيطاني، وُجد ليستمر بناءً على رؤية حكومة الاحتلال بزعامة أعداء السلام وأعداء الإنسان نتنياهو سموتريتش بن غيفير.

واستكمل: بالتالي، إسرائيل، قوة الاحتلال والفصل العنصري والاستعمار، لن تنهي احتلالها طوعاً، بل إنها تتصرف كقوة استعمار، وتعمل على الاستمرار والتمدد، وطالما أنها لا تواجه ضغطاً كافياً من المجتمع الدولي لإلزامها على إنهاء الاحتلال والفصل العنصري، فإنها لن تفعل.

وأشار إلى أن وجود الاحتلال الإسرائيلي واستمراره وجرائمه على هذا النحو، يشكل إحراجاً كبيراً لمنظومة المجتمع الدولي، وآليات عملها، بما فيها آليات العدالة الدولية، بل يشكل عورة مفضوحة للمجتمع الدولي يجب سترها وإخفاؤها، حتى يتخلص العالم من هذا الظلم ومن معاييره المزدوجة التي تنشط في أماكن جيوسياسية وتصمت في فلسطين.

وكرر، ما جاء في قرارات الدورة 32 للقمة العربية التي عُقدت في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، أن الدول العربية ومعها جميع الدول المتمسكة بقيم العدالة ومبادئ القانون الدولي، والتي تنادي حقاً بالسلام العادل، أن تساهم في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تقديم مرافعات قانونية خطية لمحكمة العدل الدولية قبل تاريخ 25 يوليو وهو الموعد النهائي الذي حددته المحكمة لتلقي تلك المرافعات في إطار عملها على إصدار رأي استشاري أو فتوى قانونية بشأن ماهية نظام الاحتلال الإسرائيلي وآثاره على الشعب الفلسطيني، قائلا: لا يفصلنا عن التاريخ المذكور سوى 20 يوماً.

ولفت إلى أنه تم مطالبة المحكمة الجنائية الدولية، بالخروج عن صمتها، كما فعلت في أماكن أخرى حول العالم، والعمل بجد وبسرعة على إنجاز التحقيق الجنائي الذي فتحته قبل أكثر من عامين في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، بما فيها جرائم الاستيطان والضم، والعدوان وقتل واعتقال المدنيين والصحفيين والمسعفين، والتهجير القسري للفلسطينيين من بيوتهم وخاصة في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

‎وفي سياق مساءلة الاحتلال عن جرائمه، وهي الطريقة التي
 يمكن أن تساهم في توفير الحماية للشعب الفلسطيني إزاء جرائم الاحتلال وأذرعه الإرهابية المختلفة، فقد ذكر المجتمع الدولي بأن مجلس حقوق الإنسان قد أنشأ عام 2021 لجنة تحقيق مستمرة مُكلفة بالتحقيق في الجرائم التي ترتكب في فلسطين المحتلة، وعلى هذا المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤولية نحو دخول اللجنة إلى الأرض الفلسطينية المحتلة والقيام بالمهام المنوطة.

وأيضاً في سياق مساءلة الاحتلال الإسرائيلي عن جرائمه، فقد كرر مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بمتابعة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بخصوص حماية الشعب الفلسطيني ووضع الآليات العملية لتطبيق هذه الحماية.

كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أيضاً بوضع إسرائيل، قوة الاحتلال والفصل العنصري، وجيشها العدواني الهمجي على قائمة العار الأممية لقاتلي الأطفال، بل إننا نستغرب من عدم وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي على هذه القائمة حتى الآن، خاصة وأننا نشهد استهدافه المتعمد للأطفال الفلسطينيين، من خلال القتل والاعتقال والترهيب وتشويه الوعي، فخلال العقدين الماضيين قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي قرابة 2250 طفل فلسطيني، ومنع آلاف الأطفال من الوصول إلى مدارسهم بحرية وأمان، واستهدفت مئات المدارس والمراكز التعليمية، واعتقل آلاف الأطفال بطرق مروعة مدروسة وممنهجية، سواء من منازلهم أو مدارسهم أو من الملعب والشارع، ومازال يقبع في سجون الاحتلال اليوم أكثر من 160 طفل فلسطين.

وقا، إن القضية الفلسطينية هي الواجب المقدس الموضوع على طاولتكم منذ أكثر من 75 سنة. وتقولون أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية. ونقول أن فلسطين ليست قضية فلسطين فقط، بل قضية العرب والمسلمين، قضية المقدسات الإسلامية والمسيحية، قضية المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى النبي ومعراجه، والذي يتعرض للاقتحامات اليومية وتقويض أساساته بالحفريات، ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً باتت اليوم أقرب من أي وقت مضى.
وإننا نتوجه إليكم بإسم الشعب الفلسطيني المرابط في المسجد الأقصى، والصامد على حدود الخطر الداهم، والمكافح بكل الوسائل المتاحة، والذي يحرس تاريخ العرب وموروثهم الحضاري والديني.

وفي هذا السياق، طالب الدول العربية أن نخطو خطوات عملية تتفوق على اللغة التقليدية في عملنا والتي لم تعد تؤتي النتائج المطلوبة تجاه وقف العدوان الإسرائيلي بكل أشكاله وإنهاء الاحتلال الاستعماري ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة.