28 - 06 - 2024

الي كل المتنحنحين والمخلصين .. لن يستجيب الله للدعاء

الي كل المتنحنحين والمخلصين .. لن يستجيب الله للدعاء

قبل ان تقرأ، إليك هذه الأسئلة والإجابات يا عزيزي القارئ المتألم من صورة ايمان البحر درويش .. الذي لاتملك غير أن يمن الله عليه بمعجزة ويرفع عنه البلاء الذي مسه والله ارحم الراحمين.

* هو الفنان تحدث عن سد النهضة بما يدين إدارة القضية؟

- نعم تحدث

* هو الفنان اختفي حوالي سنتين  ام قال ماقاله وذهب الي بيته ولم يمسسه ضر؟

- الفنان اختفي ..ولم نعلم عنه شيئا .

* هو التنكيل والتعذيب والقتل موجود ام ان مقرات الاحتجاز توفر الآدمية والكرامة والدواء والعلاج  والتريض والزيارة والقراءة  للمحتجزين؟

- مقرات الاحتجاز فيها ضرب وتعذيب وتنكيل.

* هو أعلام السامسونج شن حملة منحطة علي الفنان ومهد الأرض لاعتقاله او اختفائه ؟

- نعم

* هو نقيب الموسيقيين قام بمسئوليته ودوره كنقيب وسأل علي نقيب سابق اختفي؟

- لا ، لم يفعل .

* هو احنا خايفين ومرعوبين ومش ضامنين الأمان؟

- نعم .

انقسمنا فريقين ، الأول لا يملك غير الدعاء الي الله ان يرفع عنه الضر وصدقنا أن جسده مريض مثل أي مريض لا يطلب الا الدعاء ونعم بالله الذي يلطف بالدعاء القضاء.

ولكن لن يستجيب الله للدعاء .. مع إيماني المطلق بأن (بقول كن فيكون)، فالمريض هنا ليس مريض جسد فقط وانما الروح مرضت وانهارت وفقدت ما لا نعلمه.. وربما خرجت من عالمنا الي عالم آخر فيه رحمة ومغفرة وجنة اعدت للمتقين.

اما المتنحنحون الموجوعون العاطفيون جدا  الذين أجرحت صورة الفنان مشاعرهم المرهفة .. وربما خاصم النوم جفونهم وصبوا غضبهم علي ابنة الفنان التي نشرت صورته، او ادانوا الإعلام الذي واصل نشر الصورة ، فكفاكم خداعا للنفس ..وكفاكم لوما للضحايا والضعفاء والحديث عن الإنسانية والأخلاق والقيم التي افتقدتها ابنة الفنان وهي المصابة في والدها والمجروحة من الطعن في تربيتها واخلاقها  من كل الجالسين يمارسون هواية  الضغط علي الازرار  في الهواء او التكييف  .. كفاكم الحديث عن حق الإنسان المريض في عدم نشر صورته لانه لا يستطيع الموافقة او الرفض.

كفاكم وضع ضمائركم تحت الوسادة وابراء الذمة بادانة الابنة او الإعلام الذي نقل ونشر واذاع.

فلنقل ببساطة اننا ضعفاء ..وخائفون ومهددون

فلنقل ببساطة اننا "مهدودون" بتكملة عشائنا نوم

فلنقل ببساطة اننا عجزة عن الفعل او فاقدين للأمل

فلنقل ببساطة اننا سننسي ماحدث عند أول كارثة تحل غدا او بعد غد

فلنحمد الله أن نقيب الموسيقيين المغرور بنفسه ، يبحث عن رقم تليفون ابنة الفنان ليطمئن عليه

فلنحمد الله لان الشركة المتحدة ستتكفل بعلاج الفنان .

فلنصمت  ولا نساهم في  جريمة الابنة، وننشر الصورة مثلما فعلت ..ونكفي علي الخبر ماجورا ولتهدأ الدنيا ولا نمنح فرصة للاخوان لاشعال الناس الهادئة القانعة المستقرة الحزينة الخائفة.

ما حل بايمان البحر درويش له ما بعده .. لن يندمل الجرح بالدعاء او العلاج .. لن تنفع عواطف ومشاعر المتنحنحين ..ولن تنفع ادانتهم  وكلماتهم  القاسية  علي الابنة المكلومة التي لا يعلم مابها الا الله ..عاش ايمان البحر درويش او استرد الله وديعته  لدينا عشرات وربما مئات وربما آلاف لا نعلم عنهم شيئا .

عاش الفنان او استرد الله وديعته الجرح نازف والصديد تحت الجلد وغدا تابع لما قبله.
----------------------------------------
بقلم نور الهدى زكي

مقالات اخرى للكاتب

لسنا في رحلة إلى الرئاسة .. يا سادة!





اعلان