30 - 06 - 2024

من "صافر" إلى "نوتيكا" .. الأمم المتحدة تبدأ أكبر مشروع لإنقاذ سواحل البحر الأحمر

من

تقرير – آمال رتيب


بدأ العد التنازلي للتخلص من الكارثة التي كانت تحدق بشواطئ البحر الأحمر خاصة مصر والسعودية والأردن واليمن، وذلك بعد وصول فرق الإنقاذ التابعة للأمم المتحدة يوم الأحد الماضي، لبدء عملية نقل الوقود من خزان “صافر”، المهدد بالغرق على سواحل اليمن منذ سنوات.
وبدأ فريق العمل التابع للأمم المتحدة الذي وصل على متن سفينة "إنديفر" التي ابحرت من الصين إلى الشواطئ اليمينية، وتفريغ الوقود من صافر إلى الناقلة «نوتيكا».

تحضيرات النقل
وأوضح عبدالله الدردري مدير مكتب الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية أن مكتب الأمم المتحدة يشعر بالفخر بوصول فريق " إنديفر"، وقال: «لن يكتمل فخرنا وسعادتنا إلا باكتمال سير العملية بحسب ما هو مخطط لها».

وأضاف: التحضير لعملية النقل أكثر أهمية من عملية الضخ، خاصة وأن الخزان مهدد منذ سنوات بالغرق، وتشمل عملية التحضير فحص حجم الصدأ الذي يعتري الخزان منذ أكثر من 47 عاما، والتأكد من أنه بالإمكان نقل الغاز، بعد معرفة حجم الغاز المتراكم داخل الخزان، وأن عملية النقل لن تؤدي إلى اشتعال أو حودث – لا سمح الله-،  وسوف تستغرق عملية النقل 16 يوما، بعدها ستتم عملية التنظيف الداخلية للخزان من البقايا الكثيفة، والتي لا يمكن نقلها بالضخ، ومن ثم تقطيع الخزان وبيعه كخردة، أما الوقود الذي يحويه الخزان فهو ملك اليمن.

وأكد الدردري أن العملية التي تقوم بها الأمم المتحدة ليست تجارية ولا تنموية، إنما هي عملية إنقاذ وتفادي كارثة بيئية محدقة باليمن والدول المجاورة على البحر الأحمر، وظل العالم كله لسنوات في حالة ترقب وقلق تخوفا من غرق السفينة صافر أو تسريب النفط المحملة به، في كارثة لم تشهد لها البشرية مثيلا من قبل، ولذلك سيكون إنجازا عظيما لهيئة الأمم المتحدة ولليمنين وللدول المانحة في المنطقة، وكل دول العالم.

ومن المتوقع أن يضخ الخزان صافر مليون ومئة ألف برميل يوميا من النفط إلى الناقلة "نوتيكا" خلال 16 يوما،  وهي حمولة تمثل أربعة أضعاف ما تسرَّب في كارثة «أكسون فالديز» عام 1989، والتي تُعدّ أسوأ الكوارث البيئيّة في العالم، وفق الأمم المتحدة.
ويمكن لكارثة بيئيّة أيضا أن تُغلق مضيق باب المندب بين إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، ما من شأنه إلحاق أضرار كبيرة بالاقتصاد العالمي من خلال إغلاق قناة السويس

الخزان صافر

صافر هو خزان نفط عائم، يستقر في البحر الأحمر، ومنذ اندلاع الحرب الأهليّة في اليمن عام 2015، تُركت صافر مهجورة قبالة ميناء الحديدة وكان يهدد احتمال غرقه بكارثة بيئية غير مسبوقة. طوال السنوات الماضية أعاقت الحرب في اليمن جهود تفريغ الخزان، قبل أن تتوصل الأمم المتحدة لاتفاق يضمن بدء العملية.


خطة الأمم المتحدة

وفي السابع من أبريل الماضي أعلنت الأمم المتحدة، أنّ ناقلة عملاقة مخصصة لإزالة النفط من سفينة جانحة قبالة السواحل اليمنيّة أبحرت من الصين في طريقها إلى اليمن، واصفةً ذلك بالخطوة «المهمّة» في جهود منع حدوث تسرّب كبير.
وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اشترى في مارس الناقلة «نوتيكا» لإزالة أكثر من مليون برميل نفط من السفينة الجانحة «إف. أس. أو. صافر».
وشكّل ذلك خطوة غير عاديّة اتّخذتها المنظّمة الأمميّة، ولاقت ترحيباً باعتبارها تقدّماً كبيراً في الجهود المبذولة لتجنّب تسرّب نفطي كارثي محتمل.
منذ اندلاع الحرب الأهليّة في اليمن عام 2015، تُركت صافر مهجورة قبالة ميناء الحديدة الذي يُسيطر عليه الحوثيون، وهو بوّابة مهمّة للشحنات إلى البلاد التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية الطارئة.


تكلفة المشروع

تلقى المشروع دعما دوليا كبيرا، حيث تكلفة ناقلات النفط العملاقة تصاعدت في السوق متأثرة بالحرب في أوكرانيا، وتبلغ تكلفة المشروع الإجمالية 500 مليون دولار تصل إلى الأمم المتحدة عبر التبرعات من الدول الممولة والمؤسسات.







اعلان