كنا ولا نزال نعتقد ان وزير التعليم السابق د. طارق شوقى سيظل احد افضل من عمل فى هذا المنصب في العقود الماضية، كان صاحب فكر وصاحب تصميم على تنفيذ هذا الفكر،  زاهدا فى المنصب بكل معنى الكلمة ولكنا اصطدم بـ" أهل الكهف " اصحاب العقول المتحجرة وكتائب "الحفيظه والمصالح " ورحل، ورحل معه حلم التطوير.

ثم جاء الوزير " رضا حجازى " وهو من كان الاقرب للوزير السابق وشريكا أساسيا في مراحل التطوير وبمعنى أدق "من نفس المطبخ " ولكن لنا عليه ملاحظات وخاصه فى صعيد مصر البعيد عن قلب الوزارة وعيونها.

منذ أيام واثناء وجود بمسقط رأسي محافظة قنا عايشت مأساة حقيقة يعيشها البسطاء هناك من أولياء الامور فى مدارس الوزارة، ودعني معالى الوزير انقل لك عدة مشاهد ربما ستعيد حساباتك فى اختيار قيادات الوزارة فى الصعيد.

المشهد الاول  شكوى أولياء الامور بشدة من جمع مصروفات غير حقيقية دون إيصال وباعتبارها تبرعات او كما شئت سمها حتى اطلق عليها البعض "جباية" عند تقدم ولى الامر بملف التحاق لطفله لأول مرة بكل مرحله تعليمية وبداية من رياض الأطفال وحتى الثانوية العامة.

ولمزيد من التدقيق صاحبت أحدهم إلى مدرسة تقع بأبوتشت، كان يتقدم لابنه بملف رياض اطفال وقام بسداد 310 جنيها فى البريد المصرى وثم فوجئنا بطلب سداد 250 جنيها من اجل " تجميل الفصول " وايضا 80 جنيها لشراء ملف إجباري مع ان ملفه مكتمل وعند رفض ولى الامر تم رفض استقبال ملف طفله.

ليست هذه التجربة الوحيدة بل امتدت لمدرسة ابتدائية قريبة طلب مديرها 400 جنيه لإلحاق ابن بالصف الاول الابتدائي على أن تتحمل المدرسة قيمة الملف وكراسة التامين الصحى والطوابع " مجموعها 95 جنيها فقط " وطبعا دون مصاريف الوزارة فى البريد.

توجهت إلى مديرية التربية والتعليم بمحافظتي حتى أنقل شكوى الناس واستمع للرد وبالفعل توجهت الى سيدة محترمة تعمل وكيلا لمديرية التعليم هناك وكانت المفاجأة "بص حضرتك لو اسمه طلع فى التنسيق الإلكتروني لرياض الاطفال يدفع المصاريف فقط، غير كده يدفع حضرتك التبرعات التى تراها المدرسة، مش كفاية هنقبله وهو خارج التنسيق الإلكتروني " 

ومن هول الاجابة قررت المغادرة سريعا لأقرب محل عصير مجاور فى يوم حار جدا تكاد اشعة الشمس ان تحرق رؤوس كل مواطن بسيط غلبان قرر ان يسأل عن حقوقه.

معالى الوزير المحترم إن رسوب 70 % من أولى طب و 80% من اولى طب فم واسنان بجامعة قنا، المسؤول الاول عنه مدارس محافظة قنا التى باتت اشهر مدارس غش فى الثانوية العامة بمصر واصبحت "السماعة ومراكز الغش الجماعى" من بديهيات دخول أي طالب ثانوى عام للامتحان وحتى لا يتم تحرير محاضر لها مطلقا.

 مجرد صرخة من قلب الصعيد للوزير رضا حجازي ، أظنه يقرأ ويهتم ويحقق ويدقق , وللحديث بقية.
-------------------------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ