في حوار صريح للمشهد .. صبري فواز: "ريش" والفيلم القصير 16 وفيلم مراد مصطفى مجرد نماذج لمواهب قادرة على صنع "سينما حقيقية" ولدينا أزمة اقتصادية مش عيب فني ولا تقصير.
- مبدئي في الفن .. الدور الذي يعجبني أختاره ، وعندي قدرة اشتغل مع أي مدرسة في المخرجين لكن أفضل من يعطي مساحة للممثل
- حريص على حضور كل العروض المسرحية .. لكن الإعلام لايهتم بصناعة المسرح
- مازلت أبحث عن نص أستطيع من خلاله الرجوع للمسرح بقوة بشرط أن يكون فيه بهجة
- لا تقلقوا على الفن من الذكاء الاصطناعي .. المشاعر تكسب "لكن لازم نطور نفسنا" 
- اللي مش هيطور نفسه هيطلع بره الزمن 
- ممكن تناقش المخرج في وجهة نظره ولو مش عاجبك امشي مش لازم تناكفه
- الورش تجربة مفيدة وزمان كان فيلم "امبراطورية ميم" عليه أسماء 4 مؤلفين 
- مش لازم كل الاعمال تبقى عبقرية او تطلع بتحزق.. لو بتعمل فيلم بس عشان تضحك الناس كتر خيرك 

منذ بداية ظهوره في مسلسل الوسية مرورا بليالي الحلمية وحتى مسلسل "وبيننا ميعاد" ..  وهو يواصل التقدم بهدوء وسلاسة ودون استعجال، يدرك حجم موهبته ويجيد استخدامها في كل دور يؤديه .. حتى أنه يترك مع كل دور بصمة لاتنسى .. بما يصعّب المهمة على من سيقومون بأدوار مشابهة من بعده ..

فلا أحد يمكنه أن ينسى عرابي الديب كلما تذكر شخصية المتدين الكذاب البسيط ، وليس هناك سوى خميس واحد فقط .. 

قدمه في رمضان كريم يجزأيه فصار شخصية مستقلة وكأنه يعيش بيننا من زمان ..

حاولت خلال الحوار ان أمسك بالأسباب التي تبرر لنا لماذا ينجح صبري فواز دائما في أن يبهرنا بأدائه .. رغم بساطته وعدم اعتماده على الأساليب التقليدية التي ينتهجها البعض لنيل اعجاب الناس 

لكن أكثر شئ قاله يضع تفسيرا ما .. أنه حكى لي عن أزمته عندما قدّم عرابي الديب وكيف استطاع تجاوزها وتحويلها لانتصار كبير .. عرابي الديب أذهل الجميع وعلى رأسهم صناع السينما والدراما .. وماحدث أن صبري فواز فوجئ بعشرات من النصوص تعرض عليه .. وفيها ماهو مغري وصعب أن يواجه بالرفض ، كلها تلف وتدور حول شخصية عرابي الديب .. لكنه قرر أن يرفض بوضوح أي عمل يعيده الى عرابي الديب مرة أخرى وهو يدرك جيداً أنه سيصبح أسير هذه الشخصية ..

رغم الاغراءات، ورغم حاجته في هذا الوقت لأدوار بطولة تضعه في المقدمة مع باقي النجوم ، لكنه اختار صبري فواز الفنان .. الذي يمكنه أن يحلق كطائر بين مختلف الأدوار والشخصيات دون قيود ودون إغراءات إلا الفن فقط 

 وإلى الحوار: 

* موهبة صبري فواز اللي بتظهر بوضوح حتى لو لسه ما اتكلمتش .. ازاي اتبنت واتكونت طول الفترة دي ؟ وازاي عرفت تتسرسب حبة حبة لغاية مابقيت على القمة ضمن كبار النجوم القادرين على إبهار المشاهد بتنوع أدوارهم؟ 

- أنا ملتزم بمبدأ بسيط جدا .. الدور اللي بيعجبني اختاره .. ومش بستعجل ولا عندي نهم لتقديم عدة أدوار في وقت واحد .. لازم الأول أحب الدور والباقي سهل 

* لأنك مسرحي قديم عايزين تقييم للمشهد حاليا وللأزمة اللي بيمر بيها المسرح؟ 

-  ابتديت مسرح من الأول ، وعملت تجارب كتير جدا في المسرح المحترف على مسارح الدولة وعملت مسرح للكبار وللصغار واشتركت في مسرح الجامعة وعملت للمدارس ولفيت مصر تقريبا وكنت بدرب تمثيل .. ولحد قريب كنت بدي ورش، وأنا تقريبا كل شهر ولا 2 باشوف أعمال عظيمة للشباب بس على الأقل محتاجين فوكس عليهم، أنا حريص على إني احضر كل العروض المسرحية  وباقدم لهم الدعم والنصح، لكن الأداء في المسرح عموما خصوصا مسرح الدولة مش حلو ..الله أعلم الأسباب لكن ممكن يكون الميزانية ، لكن الأهم إن الإعلام عموما مش بيركز على العروض المسرحية ولا صناعة المسرح واللي قايمين عليها بشكل عام.

* عايز ترجع للمسرح بعمل كوميدي واللا ؟

- مش كوميديا  بالظبط.. الغرض إني أعمل حاجة فيها بهجة ، أنا فعلا عايز أرجع ، مازلت أبحث عن نص أستطيع من خلاله أرجع للمسرح بقوة ، عايز ارجع بحاجة مختلفة ليها شكل معين .. خاصة وإني مزنوق في حاجة 

الناس بتقول الراجل ده عايزين نشوفه على المسرح بأه فلما تتقال جملة زي دي الناس عايزة تشوفك على المسرح اللي هو اكتر مكان بيبان فيه الممثل، فده مشجع. 

خطورة الذكاء الإصطناعي 

* هل نقدر نقول إن صناعة الفن مهددة بشكل عام بسبب الذكاء الاصطناعي؟ هل كله مضر ولا جزء ؟ احنا استفدنا بجد منه؟ 

- هو نوع من التطور هيحصل هيحصل ..واحنا محتاجين نطور نفسنا ، لكن عمر ما حد يستغنى عن مشاعر الممثل ..لاتوجد طريقة لكي يستغنوا ، الانسانيات هتفضل هي العطش والاحتياج الأكبر عند الناس ، ماتقلقيش على الفن من الذكاء الاصطناعي ، وأنا مش ضد اي تطور لأن التطور ضرورة ..لو مش هتتطور هتمشي .. هتطلع بره الزمن 

تعالي ناخد مثال زي شركة نوكيا كانت من أهم الشركات في العالم ولم تتطور ..وقعت . فلازم ناخد بالاسباب الجديدة ونطور نفسنا ، وعشان نبقى مواكبين لازم نعمل أبديت  كل شوية ، لكن عمر ما حد هيقدر يستغنى عن مشاعر الناس .. مش هيحصل ومش هيعرف بدليل اننا سمعنا اغاني لأصوات ذكاء اصطناعي مش مرضية و مش هي اللي تنفع بديل. 

عارفة زي الفرق بين الصوبات والاورجانيك .. هو نفس الموضوع  .. هتفضل الناس طول الوقت تختار الصوبات عشان ده اللي في ايدها لكن عمرها ماهتحس بالطعم الحقيقي ، أنا مش ضد التطور ابدا بالعكس مع مسايرته والاستفادة منه واستثماره. 

* تفضل العمل مع أي نوع من المخرجين؟

- عندي قدرة اشتغل مع أي مدرسة في المخرجين ، أفضّل أكثر اللي بيدي مساحة ناخد وندي .. لأن الفن عملية جماعية .. مش عماد متعب وحده اللي بيجيب الجون ، في النهاية لازم كلنا كعناصر عمل شركاء، ووجهة نظر المخرج ممكن تناقشه فيها ولو مش عاجبك امشي ..

* إزاي شايف تجربة الكتابة من خلال الورش والتوسع في الاعتماد عليها في الفترة الأخيرة؟

- مش شايف فيه مشكلة في الورش ..والظاهرة مش جديدة وكانت موجودة، وعندنا مثال قديم زي فيلم امبراطورية ميم .. شوفي كام إسم مكتوبين على العمل كمؤلفين .. هتلاقي احسان عبد القدوس ونجيب محفوظ ومحمد مصطفى سامي وكوثر هيكل .. 

 وعموماً تجربة الورش مفيدة ..رغم تعدد الكتاب ، أكيد لازم كل واحد بيكتب بروحه لكن لازم كله يتراجع عشان يكون العمل كله مايه واحدة 

* ليه ماعرفناش نوصل للاوسكار ؟

- فيه حسابات لها علاقة بعايزين نقول ايه وهنقوله ازاي ونحمّل الفن ايه ، الموضوع صعب .. وعايز صنعة عشان تعمله بالطريقة دي ، فيه كتير أفلام عالمية أبهرتنا وهي معمولة مقصودة ، فيه رول محطوط ومتنفذ على فكرة ، بس الجودة مخلياك حابب تشوفه حتى وانت مختلف معاه ، زي مثلا فيلم اسمه واج ذا دوج  بتاع روبرت دي نيرو وداستين هوفمان ، الفيلم أمريكاني عظيم والكلام اللي فيه خطر ، عن إزاي المخابرات بتتدخل في حياة الشعب وتتحكم في توجهاته

عندنا افلام زي كده مثلا فيلم غرام في الكرنك .. فيلم معمول برول على فكرة وبدقة كبيرة.. المشاهد هتتصور فين ... مرة محطة مصر والمعابد ولما ياخدها يفسحها يوديها مصنع النصر للسيارات .. فيلم معمول بدقة و اساتذة كبار كتبته ، احنا مش ضد إن افلام تبقى مقصودة لكن المهم الجودة ، مش لازم كل الأعمال تبقى عبقرية او تطلع بتحزق مش لازم .. لو بتعمل فيلم بس عشان تضحك الناس كتر خيرك ..

في الاول كنا بنروح ونشارك في مهرجانات ومسابقات عالمية ، الأيام دي بس ممكن تكون فيه عندنا أزمة إننا نقدر نصنع عمل ينافس.. دلوقتي الوضع اختلف ، بنشتغل افلام بمواصفات السوق اللي هيشتري وعلى قد ذوقه بما ان هو اللي بيشتري ، لكن لو اتكلمنا عن الجودة لأعمال تستحق انها تكون عالمية ، عملنا ريش وعملنا الفيلم القصير 16 ، والفيلمين خدوا جوايز في كان 

ده معناه إن على المستوى الفني عندنا ، وعندنا السنة دي الفيلم القصير اللي اخرجه مراد مصطفى خد الجايزة  الذهبية لأفضل فيلم قصير في مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان ، الشباب اللي عايز يعمل سينما صادقة وحلوة وتنافس موجودين بس فيه أزمة اقتصادية مش عيب فني ولا تقصير.