20 - 06 - 2024

عفوا سيادة الوزير .. صحة المواطن ليست رقما في بيان

عفوا سيادة الوزير .. صحة المواطن ليست رقما في بيان

تطالعنا وزارة الصحة في بيان شبه يومى بإحصاء لعدد الخدمات الصحية التي تقدمها الوزارة أو أحد قطاعاتها بطريقة عددية. فعلي سبيل المثال الرقم الذي أعلنته الوزارة في بيانها الصادر السبت 5 أغسطس هو 166 ألفا و382 خدمة استطاعت الوزارة تقديمها للمواطنين خلال يوم أمس الجمعة فقط وهذا بلا شك رقم ضخم يعكس جهود الوزارة. وهذا تقليد جديد على الوزارة استحدثته على يد الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة الحالي. وما أريد أن أقوله لسيادة الوزير هو أن صحة المواطن لا تقاس بالأرقام واحصاء الخدمات التي تقدم له. ولكن الأهم من ذلك جودة الخدمة الصحية المقدمة وطريقة تقديمها بما يحفظ على المواطن كرامته وأدميته .

وحتى إذا ما جئنا إلى الأرقام التي تعلنها الوزارة عن عدد الخدمات الصحية التي تقدمها للمواطنين، وقمنا بتحليلها، سنجد أنها في معظمها تقتصر على الفحص فقط. وهنا لا أقلل من أهمية الفحص والتشخيص في علاج الأمراض، ولكن ماذا بعد؟ في معظم الأحيان تحصل "الحالة"، بحسب التعبير الطبي، بعد الفحص، على استمارة مدونة بها الأمراض التي تعاني، منها مع بعض الإرشادات. وهذا رائع ومهم جدا، ولكن يا سيادة الوزير، المواطن في بلادنا يحتاج إلى أدوية تصرف له لعلاج هذه الأمراض، ويحتاج الى مكان في المستشفى لمتابعة حالته واستكمال الفحوصات. ويحتاج إلى إجراء جراحة إذا لزم الأمر. يحتاج الى سرير في العناية المركزة أو إلى حضانه لطفله المولود دون أن يبحث عن واسطة للحصول على الخدمة أو يستجدي الجمعيات الأهلية للتبرع له أو لأحد أبنائه كي يعالج .

وأنا هنا لا أنتقص من الدور الذي تقوم به الوزارة، ولكن أهمس في أذن معالي الوزير بأن يهتم بكفاءة الخدمات الصحية وطريقة تقديمها أكثر من إحصاء عدد الخدمات ونشرها بشكل يومى كدليل على نجاح الوزارة، وهي ليست كذلك!
--------------------------------
بقلم:  سحر الببلاوي

مقالات اخرى للكاتب

عفوا سيادة الوزير .. صحة المواطن ليست رقما في بيان





اعلان