17 - 07 - 2024

جشع سماسرة العقارات

جشع سماسرة العقارات

فى ظل ظروف معيشية سيئة يعيشها المصريون على مدى عقد من الزمن هو الأسوأ منذ ثورة 23 يوليو 1952، نتيجة لسياسات عشوائية ينتهجها النظام الحالى ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة، أصبح المواطن المصري يعيش يومه فى ماراثون مع ارتفاع أسعار كافة السلع الغذائية والبضائع والمعدات والأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية و.. و.. إلخ 

ونتيجة لذلك ترفع الدولة أجور الموظفين وأصحاب المعاشات بنسب بسيطة تنصب لها الأفراح والليالي الملاح فى برامج التوك شو، وتقدم الدولة بعض المساعدات المالية للعمالة غير المنتظمة وزيادات طفيفة للمواطنين المدرجين في برنامج تكافل وكرامة، وتبقى شرائح من المواطنين من أصحاب العمل الحر كأصحاب محلات البقالة والسوبر ماركت والجزارين وسائقى السرفيس والتوكتوك وسماسرة العقارات وبالطبع كل هؤلاء يعملون على رفع الأسعار نتيجة للسياسات التى أدت لذلك بل أكثر من ذلك مثل تفشى الرشوة والفساد في المصالح الحكومية. 

ومن بين الشرائح التى تخلى الكثير منها عن ضميره لتحقيق مكاسب طائلة فئة سماسرة العقارات، خصوصا أن هناك "شريحة جديدة" اقتحمت هذه المهنة فأفسدت وشوهت سوق العقارات فى ظل غياب كامل من أجهزة الدولة، حيث أن الدولة الآن مشغولة بالبيع وليس السمسرة، بل أزعم أنها بسبب سياساتها فى غلاء الوحدات السكنية التى تبنيها أدى إلى ظهور هذه الشريحة الجديدة التى لا تعمل وفق معايير أو تقدير عادل لا يظلم فيه البائع أو المشتري، فالذين كانوا يعملون منذ سنوات في هذا المجال يحددون قيمة الوحدات السكنية في نطاق المكان الذي يعملون فيه، مع بعض الفروق الخاصة بتميز الموقع والطابق الذي تتواجد فيه الوحدة السكنية ومستوى التشطيبات.. 

هذا النهج كان قائما حتى وقت قريب حتى زاحم السماسرة شركات التطوير العقاري فرفعت من سعر الوحدات اكثر مما تسببت في رفعه الدولة، أما الشريحة الجديدة التى دخلت مهنة السمسرة فهى افسدتها وتلعب دوراً - عن جهل - فى رفع الأسعار لمستوى فلكى.. 

هذه الشريحة أكثر انتشارا في الأقصر والغردقة، فالسماسرة الجدد يجلسون أمام شاشات التلفزيون ويشاهدون اعلانات الوحدات السكنية والفيلات والشاليهات التى تبلغ اسعارها بالملايين فتفتق ذهنهم عن تقليدهم فى رفع أسعار الشقق و الفيلات، فقاموا برفع الأسعار لمستوى فلكى فيعلنون عبر جروبات عن شقق بمليون جنيه أو أكثر، فى حين أن أقل من هذا المبلغ كان يشترى فيلا في طيبة الجديدة منذ شهور!! 

بالطبع البائع يهمه تحقيق أعلى سعر والبيه السمسار بالطبع أيضا سيحقق أعلى مكسب فهو قد يتفق مع الطرفين على نسبته من هذه الصفقة وهم يصلون إلى هدفهم أقصد البيه السمسار بطريقة خبيثة عن طريق خداع المشترى أو الراغب فى شراء شقة حيث يعلن عبر الجروب على الفيس عن طلبه لشراء شقة بمواصفات معينة وفي مكان معين ثم يرد على نفسه من حساب آخر أو يجعل أحدا من طرفه يرد: طلبك موجود ثم يخبره أو يخبر نفسه عن السعر وسمسار آخر يعلن على الجروب عن وجود شقة ويعدد مواصفاتها وموقعها ثم يرد على نفسه أو أحد من طرفه من حساب آخر ويسأل عن السعر.

بعض المواطنين الآن اكتشفوا هذه الخدعة، لكن أود أن أخاطب هذه الشريحة من السماسرة التى حاولت تقليد الأسعار في الإعلانات التى يشاهدونها أمام شاشات التلفزيون بالرغم أنه مبالغ فيها أيضا، فإن السادة السماسرة فاتهم اشياء عن جهل لم يفكروا فيها مثلا الإعلانات التى يقلدون اسعارها مع الفارق كلها بالتقسيط على فترة تتراوح بين 6 إلى 12 عام.. فاتهم أيضا أن هذه الشقق و الفيلات داخل كومباوندات عليها حراسة.. الدخول إليها بعد الاتصال بالمقيم داخلها.. فاتهم أن بها مولات ومستشفى ونادى اجتماعى وكافيهات على أعلى مستوى ومدرسة دولية.. فاتهم أن هذه الكومباوندات بها حمام سباحة ولاجون.. فاتهم أن المستوى الاقتصادي لمن يسكن في هذه الكومباوندات مرتفع جدا لا يقتصر على ملكيته ثمن الشقة فأسعار الخدمات في تلك المناطق تفوق ثمن الشقة أو الفيلا.

السادة البهوات من السماسرة الجدد.. أرجوكم فكروا قبل أن تقلدوا.
---------------------------
بقلم: أحمد حسان

مقالات اخرى للكاتب

ستون عاما .. ولم أزل