17 - 07 - 2024

عبد الغفار: التغير المناخي له تأثير سلبي على الصحة العامة وسيتسبب فاة نحو 250 ألف شخص سنويا

عبد الغفار: التغير المناخي له تأثير سلبي على الصحة العامة وسيتسبب فاة نحو 250 ألف شخص سنويا

أكد وزير الصحة، خالد عبدالغفار، التأثير البالغ الخطورة للتغير المناخي على كافة مناحي الحياة، ومنها التأثير السلبي الكبير على صحة الإنسان والحيوان والنبات، أنه من المتوقع أن يتسبب التغير المناخي بحلول عام 2030، في وفاة نحو250 ألف شخص سنويا نتيجة أمراض سوء التغذية والملاريا والإجهاد الحراري.

جاء ذلك في كملته خلال الإحتفال بيوم الصحة العربي تحت عنوان "تأثير تغير المناخ على الصحة"، و"جائزة الطبيب العربي"، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وقال وزير الصحة، إنه تم بذل جهودا كبيرا خلال الأعوام الماضية للتحذير من مخاطره وتداعياته على أنظمة الرعاية الصحية، وهو ما أدي بدوره إلى عرقلة الجهود الوطنية والدولية في الوصول إلى فضاء أبعد من النمو والتطوير، متابعا: لقد ساعد التغير المناخي بطريقة أو بأخرى في تفشي عدد من الأمراض الوبائية سواءً تلك التي عايشناها في الآونة الأخيرة مثل وباء كوفيد 19 أو الأوبئة المستقبلية المتوقع مواجهتها والتي تمثل تهديدا مباشراً لأنظمة الطوارئ الصحية العالمية.

وأكد الوزير الحرص على استمرار التعاون لإنجاح كافة القرارات الصادرة عن مجلس وزراء الصحة العرب في دوراته المتتالية، قائلا: إن تخصيص يوماً للاحتفال بيوم الصحة العربي لهو بادرة أمل لتعزيز الجهود المشتركة نحو دفع العمل الصحي العربي إلى أطره التنفيذية الفعلية.

أضاف، أنه ولعل إختيار مجلس وزراء الصحة العرب بأن يكون محور الدورة القادمة للمجلس هو "مقاربة الصحة الواحدة" والذي تقدمت به المغرب يعد إدراكاً من المجلس بأهمية تسليط الضوء على قضايا الصحة والمناخ .

كما تابع: وذلك فضلا عن قرار مجلس وزراء الصحة العرب بشأن الإعداد لاستضافة المغرب للمنتدي الوزاري الأول للصحة والبيئة المقرر خلال النصف الثاني من العام الجاري تحت عنوان "التصدي للمخاطر البيئية وتأثيراتها الصحية في المنطقة العربية".

وأيضا المتابعة الدقيقة للأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العربية لتقارير الدول الأعضاء بشأن التقدم المحرز للإستراتيجية العربية للصحة والبيئة ودليل عملها وتعميم تلك التقارير على الدول الأعضاء للاستفادة والاسترشاد بها.

وهنأ الأطباء الفائزين بجائزة الطبيب العربي للعام الحالي متمنياً لهم دوام النجاح  والتوفيق في رسالتهم الإنسانية السامية، ولقد صادف التكريم أهله بإختيار الدكتور أحمد عبد الرحمن شقير المرشح المصري بالمركز الأول، والدكتور نجيب بن أحمد مرشح تونس بالمركز الثاني والدكتورة "أفلين حتي" مرشحة لبنان بالمركز الثالث.

واستطرد، قائلا: لقد كنتم قدر المسئولية التي كُلفتم بها حيث بذلتم كل الجهد الإنساني والطبي لخدمة مواطني دولكم، وكان لزاماً علي مجلس وزراء الصحة العرب أن يقابل هذا الجهد العظيم بالتكريم الذي تستحقونه عن جدارة وإقتدار، أنتم فخر لدولنا العربية ولأنظمتنا الصحية العريقة والتي تثبت يوماً بعد يوم أن لديها من الكوادر العلمية والطبية ما يؤهلها لأن تصبح في مصاف الأنظمة الصحية المتقدمة.

ودعا الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب إلى تعميم السير الذاتية للأطباء الفائزين على الدول العربية الأعضاء ليسترشد بها العاملين بالمنظومة الصحية في مسيرتهم العلمية والعملية، وليكونوا خير مثال لهم في عطائهم وجهودهم التي نقدرها ونجلها جميعا.

وشدد على ضرورة تضافر الجهود العربية المشتركة في تعزيز ودعم التعاون الصحي والاجتماعي بما يحقق الرفاه الصحي تحت مظلة جامعة الدول العربية، وتحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية، مضيفا أن هذا فضلا عن التكاليف المباشرة للأضرار الواقعة على القطاع الصحي والتي من المتوقع وصولها إلى أربعة مليارات دولار سنويا.

وتابع: لا يغيب عنا فى هذا الصدد التأثير الخطير للتغير المناخي على الأمن الغذائي العالمي، فالغذاء الصحي جزء لا يتجزأ من صحة الإنسان، فبسبب تداعيات التغيرات المناخية شهد العالم تطورات خطيرة اعترت جودة المحاصيل الزراعية وكفاءتها، وهو ما ينذر بكارثة حقيقة تتعلق بأمراض سوء التغذية والأمراض البدنية والعقلية لدي الأطفال والفئات العمرية الأكثر إحتياجاً من النساء وكبار السن.

وطالب، بضرورة الإنتباه إلى أن تداعيات التغير المناخي لا تقتصر على الأمراض العضوية  فحسب بل يمتد إلى أمراض الصحة النفسية والإدراكية لدي الأفراد حيث يتسبب في تنمية سلوكهم العدائي في بيئة العمل، وهو ما يؤثر على السمات الشخصية والإجتماعية لديهم مما يمثل تهديداً خطيرا على المكون المجتمعي والأمن الإجتماعي للدولة المتأثرة بالتغير المناخي.

ولفت إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي تنبهت إلى التأثير السلبي للتغير المناخى على نظم الرعاية الصحية، وهذا ما ظهر جلياً خلال الجهود الملحوظة للتنسيق لجميع قضايا الصحة والمناخ لكافة الأطراف المشاركة في فعاليات الدورة 27 لقمة المناخ العالمية التي ترأستها مصر خلال العام الماضي، والتي كان أبرز ثمارها المشاركة في تحالف العمل بشأن الصحة والمناخ.

كما تم افتتاح مستشفى شرم الشيخ الدولي خلال فعاليات تلك القمة وتقديمها كنموذج لأول تجربة لمستشفى خضراء صديقة للبيئة في مصر بعد نجاحها في الحصول على الإعتراف الدولي من شبكة المستشفيات العالمية الخضراء، مضيفا رغم أن دولنا العربية من الدول منخفضة الانبعاثات الكربونية إلا أن التغير المناخي لا يعترف بالحدود، وبالتالي فهي تتأثر مثل غيرها بانبعاثات الكربون المرتفعة من الدول الصناعية الكبري.

وفي ذات السياق، قال إن هذا ما يدفعنا جميعا إلى بذل الجهود المشتركة لمواجهته، وندعو من منبرنا هذا تلك الدول للاستمرار فى رأب جهود الدول النامية سواء بدعم النظم الصحية أو تقديم الدعم المباشر لإزالة الآثار السلبية الناجمة عن التغير المناخى.

وأكد ضرورة الحرص على المشاركة واستكمال ودعم كافة الجهود الوطنية والدولية لمواجهة آثار التغير المناخي خلال فعاليات انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لقمة المناخ بدولة الإمارات العربية الشقيقة  العام الجاري، مشيرا إلى حرص بلاده على إطلاق استراتيجية الصحة الواحدة لتحقيق التوازن المستدام بين جميع مكونات النظم الإيكولوجية بما يساعد على تحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء.

كما أكد الحرص على استمرار تعاوننا ودعمنا لإنجاح كافة القرارات الصادرة عن مجلس وزراء الصحة العرب في دوراته المتتالية، وإن تخصيص يوماً للإحتفال بيوم الصحة العربي لهو بادرة أمل لتعزيز جهودنا المشتركة نحو دفع العمل الصحي العربي إلى أطره التنفيذية الفعلية لتنعكس بالتالى على حياة المواطنين.