17 - 07 - 2024

حصيلة مفجعة لضحايا أكبر زلزال يضرب المغرب منذ قرن: 1037 قتيلا وتوقع تجاوز رقم الألفين

حصيلة مفجعة لضحايا أكبر زلزال يضرب المغرب منذ قرن: 1037 قتيلا وتوقع تجاوز رقم الألفين

ارتفعت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب المغرب مساء أمس الجمعة إلى 1037 قتيلاً على الأقل، وفقاً لوزارة الداخلية المغربية. وقالت حصيلة جديدة للوزارة إن هناك 1204 إصابة، من بينها 721 إصابات خطيرة، ومن الممكن أن تتجاوز حصيلة الضحايا ألفي قتيل بعد حصر الأعداد النهائية بينما يكافح رجال الإنقاذ للوصول إلى المناطق النائية الأكثر تضررا بعد الزلزال الذي وصف أنه الأشد منذ مئة عام.

وسُجل وقوع الضحايا في أقاليم وعمالات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودان. وقال مسؤول محلي إن معظم الوفيات كانت في مناطق الجبال التي يصعب الوصول إليها.

وطبقا للمعهد الوطني للجيوفيزياء، في المغرب، فإنه تم تسجيل زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر بإقليم الحوز، وسط البلاد، في الساعة 11:00 من ليل الجمعة بتوقيت المغرب. وأشار المعهد أن الهزات الارتدادية، عقب الزلزال الذي ضرب المغرب، يمكن أن تتواصل، مضيفاً أنه "يُنتظر أن تتواصل الهزات الارتدادية بضعة أيام أو بضعة أسابيع قبل أن تختفي".

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مبان مدمرة ومبان أخرى تهتز وشوارع يملؤها حطام متناثر. وشوهد الناس يهربون في حالة من الذعر والبعض كان يمشي وسط سحب من الغبار. وأفادت تقارير بوجود عائلات ما زالت عالقة تحت حطام منازلها. كما شهدت المستشفيات في مدينة مراكش تدفقاً للجرحى من مختلف المناطق، ودعت السلطات المواطنين إلى التبرع بالدم.

وأظهرت العديد من اللقطات التي نُشرت على منصتي فيس بوك وإكس المباني وهي تنهار وقد قرر السكان ليلة أمس البقاء خارج منازلهم تحسباً لوقوع زلازل أخرى قوية.

وقال سكان مراكش، أقرب مدينة كبيرة إلى مركز الزلزال، إن بعض المباني قد انهارت في الجزء القديم من المدينة، وهي المصنفة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وأظهرت لقطات لسور المدينة الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى شقوقا كبيرة في أحد أقسامه وسقوط أجزاء منه وتناثر الأنقاض في الشارع.

وقال رئيس بلدة قريبة من مركز الزلزال لموقع إم 2 الإخباري المغربي إن عدة منازل في البلدات المجاورة انهارت جزئيا أو كليا، وانقطعت الكهرباء والطرق في بعض الأماكن.

وأوضح عبد الرحيم يت داود، رئيس بلدة طلعت نعقوب، أن السلطات تعمل على تطهير الطرق في ولاية الحوز للسماح بمرور سيارات الإسعاف والمساعدات للسكان المتضررين، لكنه قال إن المسافات الكبيرة بين القرى الجبلية تعني أن الأمر سيستغرق وقتا لمعرفة مدى الضرر.

فزع وهلع 

وركض الناس الذين استيقظوا على وقع الزلزال إلى الشوارع في حالة من الرعب وعدم التصديق. وأظهر التلفزيون الرسمي أشخاصا يتجمعون في شوارع مراكش في وقت متأخر من الليل، خائفين من العودة إلى المباني التي ربما لا تزال غير مستقرة.

قال رجل إنه كان يزور شقة مجاورة عندما بدأت الأطباق والمعلقات الجدارية تنهمر، والناس في حالة من الهلع والذهول.

كما وصفت امرأة الفرار من منزلها بعد "الاهتزاز الشديد". وقال رجل يحمل طفلاً إنه استيقظ في السرير بسبب الاهتزاز.

في صور أخرى بثتها وسائل الإعلام المحلية، بحث عمال طوارئ عن ناجين وسط أنقاض المباني، وأضاءت ستراتهم الصفراء العاكسة المشهد ليلاً.

في مراكش، تعرض مسجد الكتبية الشهير، الذي بني في القرن الثاني عشر، لأضرار، لكن لم يتضح حجمها على الفور. تُعرف مئذنتها التي يبلغ ارتفاعها 69 مترًا (226 قدمًا) باسم "سقف مراكش". ونشر مغاربة مقاطع مصورة تظهر تضرر أجزاء من الأسوار الحمراء الشهيرة التي تحيط بالمدينة القديمة في مراكش، المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.

وقال منتصر إتري أحد سكان قرية أسنى الجبلية القريبة من مركز الزلزال إن معظم المنازل هناك تضررت.

وأضاف أن "جيراننا تحت الأنقاض ويعمل الأهالي جاهدين على إنقاذهم باستخدام الوسائل المتاحة في القرية".

كما نقل موقع "ميديا 24" عن مصادر طبية أن ثمة "تدفقا هائلا" للجرحى إلى مستشفيات مراكش. 

أما في الغرب بالقرب من تارودانت، فقد قال المدرس حميد أفكار إنه فر من منزله وإن هزات ارتدادية أعقبت الزلزال.

وأضاف "اهتزت الأرض لمدة 20 ثانية تقريبا. الأبواب فتحت وأغلقت من تلقاء نفسها عندما نزلت من الطابق الثاني إلى

وشعر السكان بالزلزال في الجزائر المجاورة أيضاً، لكن المسؤولين هناك قالوا إنه لم يسبب أي ضرر أو خسائر في الأرواح.

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي كان يتحدث في قمة العشرين (جي 20) إن المجتمع الدولي سيهب لمساعدة المغرب.

وعرض رئيس الوزراء الإسباني تقديم "التضامن والدعم للشعب المغربي". وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه شعر بـأنه "محطم" بسبب الأخبار وعرض تقديم المساعدة للمغرب.

وفي 24 فبراير عام 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6,3 على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كلم شمال شرق الرباط وأسفر عن 628 قتيلا وعن أضرار مادية جسيمة.

وفي 29 فبراير 1960 دمر زلزال مدينة أغادير الواقعة على الساحل الغربي للبلاد مخلفا أكثر من 12 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة.