30 - 06 - 2024

إعصار دانيال يخلف نحو 2000 قتيل في ليبيا وعالم مصري يحذر من سيناريو أسود قد يودي بكافة المشروعات الاستثمارية!!

إعصار دانيال يخلف نحو  2000 قتيل في ليبيا وعالم مصري يحذر من سيناريو أسود قد يودي بكافة المشروعات الاستثمارية!!

واصل إعصار دانيال الذي ضرب ليبيا ، حصد ضحاياه جراء الفيضانات التي سببها في البلاد، وأعلن أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي انتشار أكثر من 2000 جثة جراء فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة هطلت على شرق ليبيا خلال الأيام الماضية.

وفرضت السلطات الليبية حظر التجوال، وأعلنت حالة الطوارئ وأغلقت المدارس والمؤسسات العامة، كما تم إغلاق أربع محطات نفط رئيسية مؤقتا.

وقالت الأمم المتحدة في ليبيا إنها تتابع العاصفة عن كثب وستقدم مساعدات إغاثة عاجلة.

وخلّف الإعصار دانيال أضرارا في تركيا واليونان وبلغاريا قبل أن تتراجع قوته ويتحول إلى عاصفة في طريقه إلى ليبيا، وكان من المتوقع أن يتجه صوب تونس ومصر.

وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي عن ارتفاع عدد قتلى الفيضانات التي اجتاحت مدينة البيضاء إلى 23 قتيلا، منوهاً إلى أنه لم يجر احتساب عدد المفقودين حتى الآن.

وتشهد مناطق الشرق الليبي والجبل الأخضر منذ أمس سيولاً عارمة تسببت في مقتل وفقدان عشرات المواطنين، وغرق العديد من المساكن، وانهيارالبنية التحتية، وأعلنت الحكومة الليبية تنكيس الأعلام والحداد ثلاثة أيام على قتلى الإعصار، وذلك في القطاعين العام والخاص وجميع المؤسسات.

وقال أسامة أبو هيبة عضو لجنة الأزمات والطوارئ ببلدة البيضاء، إن الوضع في ليبيا كارثى وخارج عن السيطرة بسبب العاصفة دانيال، حيث إن هناك ضحايا وقتلى وأحياء بالكامل تعرضت للغرق. موضحا أن هناك انهيارات بالعديد من المدن وتجمعا للمياه وأغلب الدمار يوجد بمحافظات عشوائية، وأنه لا يوجد حصر شامل لعدد الضحايا للعاصفة دانيال ، موضحا أن القوات المسلحة الليبية عملت إنشاء طرق وجسور لتسهيل انتقال المواطنين.

وأعربت السفارة الأمريكية في ليبيا عن تضامنها مع ضـحايا الفيضانات في مناطق شرق ليبيا المنكوبة، وتصف فيضانات مدن درنة والبيضاء وشحات أنها "كارثـية".

وأضافت السفارة الأمريكية في بيان لها أنها تتابع الوضع عن كثب وتطّلع على تقارير تفيد بعمل كل السلطات الليبية لتوفير استجابة طارئة.

كما أعلنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، تضامنها الكامل مع ليبيا في مواجهة أثر الإعصار، واستعدادها التام للتعاون مع الجهات الليبية المختصة لتقديم كل الدعم والمساندة في مجالات اختصاصها، لاسيما ما يتعلق بتقييم الأضرار التي لحقت ببعض المواقع الأثرية الليبية وترميمها وصيانتها.

وأظهرت مشاهد مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تأثير إعصار دانيال والفيضانات على شرق ليبيا، اليوم الاثنين، حيث انقطعت الكهرباء عن بعض المدن وحوصرت عوائل وتقطعت بها السبل، ومددت العطلة الدراسية. واجتاحت سيول مدن بنغازي وسوسة والبيضاء والمرج ودرنة، فيما أعلنت السلطات حالة الطوارئ القصوى وأغلقت المدارس والمتاجر وفرضت حظر التجول مع وصول الإعصار لليابسة، يومي الأحد والاثنين. 

وبدأ الإعصار القادم من البحر المتوسط بعاصفة وريح شديدة وثقها البعض بفيديوهات على الإنترنت. ووثقت مشاهد أخرى تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، أشخاصا وسيارات تجرفهم الفيضانات. وقال رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان الليبي، أسامة حماد، في مداخلة مع قناة المسار، إن "عدد القتلى في المدينة قد يفوق ألفي شخص، وهناك أحياء كاملة في درنة جرفتها السيول، والجثث بالآلاف والوضع كارثي جدا". وأورد مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تفيد بانقطاع الكهرباء والإنترنت في بعض المدن. ويظهر أحد الفيديوهات تدخل فرق إنقاذ لمساعدة أطفال جرفتهم الفيضانات، فيما ذكر أحد المغردين أن "فرق الإسعاف تقف عاجزة عن دخول درنة بسبب انهيار الطرق المؤدية إليها، مما يضاعف من حجم الأزمة وتأخر وصول الإنقاذ لأهالي المدينة الغارقة تمامًا في السيول". 

وأدى سقوط صخور جبلية على جانبي طرق بسبب العاصفة، إلى توقف الحركة، مثلما أظهرت فيديوهات منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي من مدينة درنة التي اجتاحتها الفيضانات. وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا يقفون على أسطح سياراتهم، بينما يسعون للحصول على المساعدة بعدما تقطعت بهم السبل بسبب السيول التي اجتاحت مدن بنغازي. وأفاد البعض بسقوط مبان سكنية، ووصفوا الوضع بـ"الكارثي"، فيما انتقد آخرون عدم وضع الدولة أي حلول لصرف مياه السيول خلال السنوات الماضية. وأصدر رئيس حكومة "الوحدة الوطنية" عبد الحميد الدبيبة قرارا، الاثنين، باعتبار المناطق التي تعرضت للفيضانات والأمطار الغزيرة "منكوبة"، موجها "كافة الجهات العامة والمختصة باتخاذ التدابير العاجلة والاستثنائية، لمواجهة أضرار الفيضانات والسيول".

في مصر ، أكد الدكتور هشام العسكري، أستاذ نظم علوم الأرض والاستشعار عن بعد، أن الوقود الأساسي للأعاصير هو بخار الماء، موضحًا أن هناك أعاصير ستقع بالبحر المتوسط تتشابه مع الأعاصير الاستوائية، والعاصفة دانيال بداية الأعاصير ومحتمل حدوثها مستقبلا، واصفا إعصار دانيال بأنه بداية لما هو قادم في منطقة البحر المتوسط، وما يحدث شيء متوقع.

وأضاف أنه في ظل التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، ستزيد درجة حرارة البحر المتوسط بنسبة 5.5 درجة مئوية بحلول عام 2100، مما ينذر بأوضاع كارثية، وقد تحدث موجات تسونامي بسبب ارتفاع درجة حرارة البحر المتوسط، التي تنتج عادة من الزلازل.

وتابع: تسونامي من الممكن أن يحدث في أي جسم مائي، واحتمالات حدوث أعاصير مستقبلية قائمة ومحتملة، ويجب أن تتخذ الحكومات مجموعة التدابير للوقاية من المخاطر التي تنتج عن الأعاصير.

وأوضح، أنه  يجب على كل الدول إعداد خطة قوية قائمة على أسس علمية وبحثية للاستعداد لما هو قادم، ولابد أن يكون هناك تضافر على كل مستويات الدولة لمواجهة الكوارث الطبيعية، لتجنب الخسائر الكارثية التي قد تسببها.

ولفت هشام العسكري، إلى أن الأعاصير والعواصف التي قد تحدث مستقبلا ستودي بكافة المشروعات الاستثمارية التي تم إنشاؤها، مؤكدًا أن التغيرات المناخية أثرت بشكل سلبي على دول عديدة، كما أن المجتمع الدولي على دراية كاملة بكافة الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية.

ورغم إعلان الهيئة العامة للأرصاد الجوية عن تعرض البلاد لحالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية بدأت من اليوم الإثنين على غرب البلاد وتمتد غدا الثلاثاء وبعد غد الأربعاء بسبب اعصار دانيال، تمتد إلى مناطق من شمال البلاد، إلا أن الشوارع تكدست بالمواطنين لقضاء مصالحهم الشخصية وشراء مستلزمات المدارس لاقتراب الموسم الدراسى نهاية الشهر الجارى.

وتساءل العديد من المواطنين عن عدم شعورهم بـ العاصفة دانيال، واستمرار حالة الطقس شديد الحرارة والرطب على مدار اليوم، إلا أن الأرصاد الجوية أكدت في بيان لها استمرار تأثر البلاد بمنخفض جوي في طبقات الجو العليا مع منخفض جوي متعمق على سطح البحر المتوسط يصاحبه تكاثر للسحب المنخفضة والمتوسطة والرعدية والتي يصاحبها سقوط الأمطار متوسطة قد تكون غزيرة ورعدية أحيانا، وهو ما سنشاهده على مدار الساعات القليلة القادمة






اعلان