26 - 06 - 2024

د. صديق عفيفي لـ"المشهد": أرفض خصخصة الجامعات الحكومية لأنها أمن قومي

د. صديق عفيفي لـ

 - طالبت ومازلت أطالب بإنتخاب رؤساء الجامعات المصرية لأن أبناؤها هم الأكثر دراية بها
- صاحبة مدرسة دولية قابلت اقتراحاتي بالقول: فلتؤسس مدرستك الخاصة.. فأسست مدارس طيبة
- الصعيد مظلوم تعليمياً ولا يوجد به المستوى التعليمي الذي يليق بمؤسسي حضارة مصر 
- لم أحدد موقفي بعد من الانتخابات الرئاسية المقبلة لكني سأختار من أراه مناسباً لرئاسة مصر

حياة الدكتور صديق عفيفي - رئيس مؤسسات طيبة التعليمية ورئيس مجلس أمناء جامعة ميريت - مليئة بتفاصيل مُلهمة وجريئة، حيث قام بحفر اسمه في تاريخ العملية التعليمية في مصر، بداية من بناء أول  مدرسة له، مدرسة طيبة في مدينة نصر مروراً بإنشاء أكثر من جامعة واكاديمية خاصة، منها أكاديمية طيبة للتعليم الجامعي وجامعة ميريت في سوهاج، حيث حصلت هذه الجامعات على تقديرات عالية في جودة التعليم من هيئات ومنظمات حكومية متخصصة في مصر والعالم .

هو رائد من رواد التعليم الجامعي والتعليم ما قبل الجامعي "المشهد" التقته وكان لها معه هذا الحوار:

* في البداية حدثنا عن تجربتك الشخصية في الحياة التعليمية بمصر والعالم العربي؟

- إجابتي ستكون طويلة إلى حد ما، أنا أستاذ جامعى متخصص في علوم الادارة حاصل علي دكتوراه في التربية من جامعة "ويلز“ ودكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة "برادفورد"، وماجستير في التسويق من جامعة "مانشستر“ في المملكة المتحدة.

 جمعت بين التدرج الوظيفي في السلك الجامعى وتتلمذ على يديَّ مئات الألوف من الطلاب في مصر والخارج منذ عام ١٩٦٩م والسلك الاداري العام.

 توليت عضوية ورئاسة مجلس الإدارة لفترات مختلفة بعدد من الشركات الصناعية والتجارية والاتحاد العربي للمقاولات وماس للاستشارات وطيبة الدولية للسياحة وطيبة التعليمية وشركة الرواد للأوراق المالية وشركة بيراميدز للاستثمار، خلال الفترة من ١٩٨١م حتى الآن .

عضو فريق الأمم المتحدة لإعادة هيكلة الجهاز التنفيذى بدولة الكويت بعد تحريرها من الغزو العراقي عام ١٩٩1م وكنت المصرى الوحيد في الفريق الدولى لإعادة الهيكلة التنظيمية في الكويت.

رئيس فريق البنك الدولي للتطوير وإعادة الهيكلة في عدد كبير من الوزارات والمحافظات بسلطنة عمان والكويت في الفترة من ١٩٨٨م / ١٩٩٣م

 أسست واشرفت على أول مركز للتدريب والاستشارات الإدارية بقطاع الغزل والنسيج والملابس في الثمانينيات من القرن الماضي في مصر.

 أسست واشرفت على أول مركز للاستشارات بجامعة الكويت – كلية الاقتصاد في الفترة من ١٩٧٥م / ١٩٧٧م.

اشرفت على إعادة تنظيم جامعة المنوفية في الفترة من ١٩٨٢م / ١٩٨٤م.

عملتُ مستشاراً للحكومه القطرية وتوليت قيادة إنشاء جهاز التخطيط والتنمية بدولة قطر وديوان الخدمة المدنية وتنظيم القوات المسلحة لمدة ٤ سنوات .

 أشرفت على إعادة تنظيم جامعة قطر في الفترة من ١٩٨٧ / ١٩٨٨م.

نظمت مئات الدورات التدريبية لرؤساء الشركات والهيئات ونواب الوزراء وأساتذة الجامعات وعمداء الكليات والمديرين من خلال الجامعة الأمريكية وجامعة قطر وجامعة المنوفية وجمعية إدارة الأعمال وجامعة الدول العربية وغيرها.

شاركت فى وضع خطة إعادة هيكلة القوى العاملة في دولة الكويت عام ١٩٩٥م. 

 أشرفت على إعادة تنظيم مكتب نائب أمير قطر عام  ١٩٨٨م.

تم  اختياري نائباً لرئيس الجمعية الأمريكية لتقدم الإدارة عام ١٩٨٨م.

عضواً في اللجنة العلمية لمجلة تقدم الإدارة بأمريكا عام ١٩٨٨م.

نظمت عشرات المؤتمرات العلمية والمهنية وترأست عشرات الندوات والحلقات العلمية بمصر والخارج.

رئيساً لهيئة المستشارين بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة في الفترة من ١٩٧٨ / ١٩٨٤م.

مستشاراً لوزراء المالية ، والتنمية الأدارية ، والاقتصاد ، والسياحة ، والتموين ، والصناعة ، ولمركز معلومات مجلس الوزراء لفترات مختـلفة في الفترات بين اعوام ١٩٧٧ / ١٩٨٥م.

مستشاراً للجامعة الأمريكية بالقاهرة (مركز الشرق الأوسط للدراسات الأدارية).

نظمت أول معرض دولي للصادرات المصرية بالخليج العربي في دولة البحرين عام ١٩٩٢م وافتتحه رئيس وزراء مصر وجلالة ملك البحرين ونحو عشرين وزيراً من البلدين. 

و أخيراً اسست مدارس طيبة في مدينة نصر وطريق الإسماعيلية الصحراوي واكاديمية طيبة للتعليم الجامعي في القاهرة وجامعة ميريت في سوهاج .

* ما رايك في منظومة التعليم الخاص في مصر وهل أتت المنظومة بالنتائج المرجوة وخصوصا منظومة  التعليم الجامعي؟

- التعليم الجامعي من خلال تجربتي الفعلية  في مصر حقق نتائج عالية جدا ، وأرى أن الاستثمار في  التعليم الخاص إذا كان جادا فهو إضافة كبيرة لمصر وطلاب مصر والوطن العربي.

* ما هي أول جامعة قمت بإنشائها؟

- قمنا بإنشاء أول جامعة خاصة خارج القاهرة كانت في زمن السيد الوزير عمرو عزت سلامة بمحافظة بني سويف وتم تسميتها بـ "النهضة" والذي اقترح ذلك الاسم هو رئيس الوزراء سنة ٢٠٠٥م ثم بعد ذلك تركت الجامعة بعدما صارت رقم واحد وبنيت جامعه في سوهاج أسميتها "ميريت".

* لماذا استثمرت في الصعيد رغم أنك من أبناء محافظة المنوفية؟

- لأنني شعرت أن الصعيد مظلوم تعليمياً ولا يوجد بالصعيد المستوى التعليمي الذي يليق بمؤسسي حضارة مصر، الذين قاموا ببناء التاريخ هم الصعايدة ، لذلك كان حق علىَّ أن يكون لهم مستوى تعليمي يُعبر عن تاريخهم وحضارتهم التي صنعوها وقدموها لمصر 

* حدثنا عن الجامعة التي قمت بتأسيسها في سوهاج؟

- أسسنا جامعة ميريت وسميناها بهذا الاسم لتعبر عن الفراعنة، وتقع في سوهاج الجديدة بمنطقة الكوامل ، وخلال سنتين قمنا بعمل مؤتمر ودعونا به وزير التعليم العالي وقتها، حيث قال الوزير أثناء كلمته في افتتاح الجامعة: أنا أشهد أنكم جامعة رقم واحد، ومن حق المصريين أن يتلقوا تعليما جيدا.

* ما هي الظروف التي جعلتك تستثمر في بناء مدارس طيبه؟

- كنت رئيس مجلس الآباء في إحدى المدارس الدولية ، كانت تمتلكها سيدة انجليزية وكانت توجد ملاحظات لابد أن أقولها على المدرسة وهذا من حقي، واقترحت على ناظر المدرسة وقتها مقترحات مهمة لتطوير العملية التعليمية داخل المدرسة، وظل يقول لي ان شاء الله ولا يفعل شيئا، فتكلمت معه لماذا لا يتم الأخذ باقتراحاتي مثل اقتراح ذهاب الطلاب لنادي الصيد، وهو على بعد "100" متر من المدرسة وهو نادي كبير جدا  والمدرسة لا يوجد بها ملعب للطلاب، فاقترحت أن يذهبوا إلى هناك في وقت الاستراحة، فرد قائلا: إن هذا يحتاج الى أموال، فقلت كل طالب يدفع "خمسة جنيهات"، فقال: صاحبة المدرسة لا توافق على ذلك، واقترح مقابلة صاحبة المدرسة وحدد موعدا، فذهبت وشرحت لها الأمر فضحكت ضحكة صفراء وقالت قم ببناء مدرستك واجعلها مدرسة من أكبر المدارس في الشرق الاوسط، وأخَذَت الأمر على محمل الاستهزاء بي، فجعلت هذا تحديا وقلت لها أنتِ على حق وانصرفت وأنا أفكر في تأسيس مدرسة خاصة بي، وقد كان بفضل الله.

* كيف بنيت المدرسة ولم تكن لديك أموال؟

 - تكلمت مع أصدقائي فتم بناء المدرسة بمشاركة ٤٨ من أصدقائي ومعارفي، وكانت المدرسة في مدينة نصر وفي فترة محدودة تم الانتهاء منها وتجهيزها، وقلت إذا جاء ١٠٠ طالب فقط فهذا جيد، فجاء ٣٠٠ طالب وسميت المدرسة طيبة  وحققت نجاحات باهرة، وكان المدرسون بها قد تم اختيارهم بشروط دقيقة وكفاءة عالية، وقبل دخولهم الفصول حصلوا على دورتين تدريبيتين مثل كيف تدير الفصل وتوصل المنهج وتتعامل مع مختلف الطلاب، والدورة الثانية هي في تاريخ مصر، وبعد ذلك قمنا ببناء مدرسة أكبر لتستوعب الأعداد الفائقة في طريق الاسماعيلية الصحراوي مساحتها ١١  فدانا.

* ما رأيك في الاقتراح المتداول بإنتخاب رؤساء الجامعات؟

- كنت من أوائل من طالبوا بانتخاب رؤساء الجامعات في مصر، فمن غير اللائق أن يأتي رئيس للجامعة من خارج أبنائها الأساتذة، حيث أن الذي يأتي من خارج الجامعة لايعلم بظروفها أو متطلبات طلابها وكيفية توفير البيئة المناسبة لهم وللأساتذه والدكاترة من أجل الوصول إلى النتائج المرجوة لإنجاز ما هو مطلوب من رئيس الجامعة. 

* حدثنا عن مؤلفاتك التعليمية والاكاديمية ومشاركاتك المطبوعة في الدوريات العلمية والمؤتمرات؟

- لي مؤلفات باللغتين العربيه والانجليزية منها : "تنظيم الدولة وإدارة الاقتصاد القومي“، ”السلوك التنظيمي والبيروقراطية المصرية"، "أصول الإدارة العلمية“، "الإستراتيجية التخصصية لإصلاح الاقتصاد المصري“،  ”التفاوض الفعّال في الحياة والأعمال، وتسويق البترول".

أضف لذلك: 

- التصميم التنظيمي لمستقبلات تسويقية (عمل مشترك) جورج آلان وانوين ليمتد  في لندن عام ١٩٧٢م - تنظيم التسويق في الصناعة البريطانية

 – دراسة شاملة لتقييم تنظيمات أكبر ٥٠٠ شركة بريطانية، أجريت الدراسة لحساب المعهد البريطاني للإدارة , ونشرت في شكل كتاب إبريل ١٩٧٠م  عمــل مشترك) .

- استكشافات في الفكر التسويقي , مؤسسة جامعة براد فورد للنشر عام ١٩٧١م ساهمت بفصلين في الكتاب .

-،النشر بالدوريات العلمية وبحوث المؤتمرات

- نشرة عن ”التوجيه بالتسويق وتصميم التنظيم ” المجلة البريطانية للتسويق عام ١٩٦٨م

– ” أهمية الهيكل التنظيمي لتطبيق المفهوم الحديث للتسويق ”  مؤتمر نظرية التسويق - كلية أشردج , إنجلترا , مارس ١٩٩٦م (بالاشتراك مع جيمس مان) 

- استراتيجية المنتجات في صناعة الغزل والنسيج البريطانية ,” مجلة الدراسات الإدارية , إنجلترا المجلد الثامن , العدد الأول , فبراير ١٩٧١م (بالاشتراك مع جور دون ويلز ) .

- ” تقبل الصانع لقناة التوزيع ” – فصل شاركت به في كتاب – استكشافات في الفكر التسويقي - لمحرره جور دون ويلز , مؤسسة جامعة براد فورد للنشر, براد فورد ١٩٧١م 

- ” التسويق في مصر ” , المجلة الأوربية للتسويق , يوليو 1973.

- ” تخفيض التسويق كاستراتيجية بديلة للدول المصدرة للبترول ” مجلة القرار الإداري , إنجلترا , أكتوبر ١٩٧٧م

- ” دور تعليم الكبار في إعادة هيكلة اقتصاديات دول الخليج العربية , مؤتمر تعليم الكبار في التسعينات .. قضايا العَقد القادم , جامعة ميسورى , كانساس سيتي , الولايات المتحدة الأمريكية  إبريل ١٩٨٩م

- ” دور عنصر الإدارة في استراتيجيات تصدير التكنولوجيا إلي الخليج ” , مؤتمر الإدارة الدولية : الاستراتيجيات التنفيذية , جمعية تقدم الإدارة , سنسناتي , اوهايو / الولايات المتحدة الأمريكية إبريل ١٩٨٩م

- مسئولية الإدارة عن مشكلات الاقتصاد المصري “مؤتمر دراسات العــلم الثالث , جامعة نبراسكا , الولايات المتحــــدة الأمـــريكية ,أكتــوبر ١٩٨٩م ( بالاشتراك مع د / مصطفي عز العرب ) .

* ما رأيك في خصخصة الجامعات الحكومية ؟

- أرفض رفضاً تاماً وقاطعاً خصخصة الجامعات الحكومية ، فالجامعات الحكومية أمن قومي.

* ألا يعتبر ذلك تناقضاً ، حيث أنك تمتلك مؤسسات تعليمية خاصة ؟

- بالعكس ، هذا تكاملاً بين الجامعات الخاصة والجامعات الحكومية وليس تناقضاً ، مثل تكامل الليل والنهار ليعطينا ما يعرف بـ (اليوم) والجامعات الحكومية أمن قومي ولا يجوز خصصتها تحت أي ظرف من الظروف. 

* على من سيقع إختيارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة ؟

- هذا سؤال شائك ،  لكن سوف أجيبك لأنني شخص صريح وواضح وأحب بلدي حباً جَما .. لم أحدد موقفي بعد من الانتخابات الرئاسية المقبلة ، بالتأكيد سوف أختار ما أراه مناسباً لرئاسة مصر في هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر.
---------------------------
حوار - إبراهيم خالد 
من المشهد الأسبوعية







اعلان