17 - 07 - 2024

قراءة فى كتاب آثار مصر فى العصر العثمانى 1517- 1805 للدكتور حسين العطار

قراءة فى كتاب آثار مصر فى العصر العثمانى 1517- 1805 للدكتور حسين العطار

فى البداية، تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد دراسات أكاديمية، تقريباً، تعطى نظرة شاملة لكافة آثار مصر فى العصر العثمانى، ولا حتى نماذج مختارة ومجمعة منها. فكل الدراسات الأكاديمية تقريباً تركز على موقع أثرى واحد وتقوم بدراسته تاريخياً وأثرياً بشكل جيد، دون الاهتمام بباقى المواقع المماثلة، أو حتى المتمايزة. ومن هنا تأتى أهمية هذا الكتاب لمؤلفه الدكتور حسين إبراهيم العطار.

 فمثلاً فى مجال المساجد، وهو الأشهر فى الدراسات الأكاديمية، نجد الباحث يركز على دراسة مسجد واحد فقط، ولا يتناول المساجد المشابهة لموضوع دراسته من حيث الظرف التاريخى أو الطراز المعمارى أو الفنى. مما يجعل الدراسات الأكاديمية فى معظمها جزر منعزلة، رغم جودتها الفائقة. 

لذلك جاء هذا الكتاب المتنوع فى مضمونه من حيث الدراسات التى تناولها، ليعطى نظرة عامة لآثار مصر فى العصر العثمانى، ومحاولة لبناء كيان شبه متكامل لكافة أنواع آثار هذا العصر، لما تتمتع به هذه الآثار من شخصية متفردة متميزة عن آثار العصر المملوكي التى سبقتها، وأيضاً عن آثار عصر محمد على وخلفائه التى تلتها.

كما أن هذا الكتاب يًعتبر باكورة إنتاج دراسات تختص بآثار مصر فى العصر الحديث بداية من الغزو العثمانى لمصر فى بدايات القرن السادس عشر الميلادي وحتى منتصف القرن العشرين. حيث توجد العشرات بل المئات من الأثار المتنوعة، سواء الدينية منها أو المدنية. مثل المساجد والمدارس والأسبلة والوكالات والزوايا والتكايا والبيوت والأضرحة والقصور والكنائس والمعابد والحمامات ومنشآت المنافع العامة وغيرها الكثير. 

ونظراً لكثرة وتعدد هذه الآثار وتنوعها، فقد جاء هذا الكتاب ليشمل عدة نماذج من آثار العصر العثمانى المحددة بالفترة من عام 1517م، أى بداية من الغزو العثمانى لمصر، حتى عام 1805م، وهو العام الذى تولى فيه محمد على مقاليد الحكم فى مصر.

يتكون الكتاب من مقدمة وعشرة فصول، تتضمن هذه الفصول دراسة وافية تاريخية وآثارية للعديد من نماذج الأثار فى مصر أثناء فترة الحكم العثمانى لمصر بداية من سنة 1517م حتى تولى محمد على باشا مقاليد الحكم فى مصر سنة 1805م. وهذه الآثار نماذج من المساجد والأسبلة والتكايا والوكالات والزوايا والمنازل والمدارس والأضرحة.

مع فصل تمهيدى عن أهم آثار مصر فى العصر المملوكي والتى تتمثل في قصر الأمير طاز، ومدرسة وسبيل وكُتاب السلطان الأشرف برسباى، ومدرسة وسبيل وضريح وكُتاب جوهر اللالا. بالإضافة إلى فصل عن العثمانيين فى مصر يشمل دراسة عن تعريف بالعثمانيين، وعن العثمانيين فى مصر، وتعريف بالطراز العثماني فى العمارة.

ويحتوى الكتاب على تعاريف للعديد من من المصطلحات الأثرية، والعديد من الأشكال التوضحية، وقائمة بالمصادر والمراجع، وملحق بالألوان لأهم لوحات لموضوعات الكتاب. عدد صفحات الكتاب 373 صفحة وصدر في يناير 2023، على نفقة المؤلف.
------------------------
عرض: هيباتيا موسى 
من المشهد الأسبوعية