30 - 06 - 2024

خبير مائي مصري يحذر من طوفان لم تشهده البشرية منذ سيدنا نوح حال انهيار سد النهضة

خبير مائي مصري يحذر من طوفان لم تشهده البشرية منذ سيدنا نوح حال انهيار سد النهضة

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة  إن سد النهضة يُصنّف فى أعلى درجات الخطورة، وفى حالة انهياره سوف يشكل طوفاناً لم تره البشرية منذ سيدنا نوح عليه السلام، وهذا الطوفان يهدد حياة أكثر ما يتراوح بين 20-30 مليون نسمة خاصة فى السودان مع تعرض السدود السودانية للانهيار (الروصيرص – سنار – مروى) وتتضاعف الأخطار من خزانات السدود الأربعة، وقد يمتد الخطر إلى السد العالى فى مصر.

وفي منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي بعنوان "سد النهضة يدخل السودان ومصر دائرة الطوفان" قال شراقي إن "سد النهضة دخل بالفعل دائرة الخطر الكارثى على كل من السودان ومصر بعد إنتهاء التخزين الرابع وحجز حوالى 41 مليار م3، وطبقا لمقاييس تقسيم السدود الخطرة فهو يعد من اشد السدود خطورة على حياة الانسان (HIGH HAZARD POTENTIAL).

وأضاف شراقي : "يعتمد تصنيف مخاطر السدود ليس على حالة السد الهندسية أو سعته، ولكن أساساً على مدى الضرر الذى قد يحدث فى اتجاه المصب فى حالة انهيار السد، من حيث العدد المحتمل للخسائر فى الأرواح، والأضرار الجسيمة فى الممتلكات للمنازل والمبانى الأخرى من سدود ومصانع وكبارى ومطارات وموانئ، والثروة الحيوانية، والتسبب فى فيضانات الطرق الرئيسية والجسور والمنشآت".

وأوضح شراقي أن "انهيار سد بوط الذين كان يخزن 5 مليون م3 فقط، والذى يقع على أحد الروافد الفرعية فى حوض النيل الأزرق بالسودان فى 2 أغسطس 2020، دمر أكثر من 600 منزل وتشريد الآلاف، وغير فكر الكثيرين فى السودان الذين كانوا يؤيدون سد النهضة، كما أن إنهيار سدى وادى درنة وأبو منصور فى ليبيا 10 سبتمبر 2023 وهما يخزنان حوالى 28 مليون م3، أديا إلى مقتل أكثر من 11 ألف وتشريد عشرات الآلاف وتدمير ثلث مدينة درنة، وهذا لفت انتباه العالم كله الآن نحو تقييم السدود الكبيرة والتى يتجاوز عددها 50 ألف سد".

وأكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة أن "التصميم الأمريكى الأصلى لسد النهضة كان تخزين 11.1 مليار م3، ازدادت لأسباب سياسية إلى 64 – 74 مليار م3، ويقع فى منطقة الأخدود الأفريقى الأكثر نشاطا للزلازل وينبع من ارتفاعات أكثر من 4 آلاف متر، وفيضانات شديدة فى موسم الأمطار، وكميات كبيرة من الطمى هى الأعلى فى العالم، ونتذكر مقتل 47 من العمال فى سد تاكيزى عام 2007 أثناء البناء على نهر عطبرة الاثيوبى، وإنهيار مشروع جيبى الثانى على نهر أومو فى إثيوبيا بعد 10 أيام من الافتتاح فى يناير 2010، ولكل ذلك يصنف سد النهضة فى أعلى درجات الخطورة".

وكانت دراسة نشرت في مجلة سبرينجر العلمية العالمية وعرضتها المشهد قبل أيام قد توصلت إلى عدة استنتاجات أهمها أن طوفانا سيمحو العاصمة السودانية الخرطوم ويجعل ارتفاع المياه فيها نحو 15 مترا بعد أربعة أيام من حدوثه، على أن تصل المياه مدخل بحيرة ناصر بعد 23 يوما، وتجعل جسم السد العالي في خطر وقد يتعرض لأضرار جسيمة. كما أن عقارات دولة المصب ستكون في خطر ، خاصة خزان أسوان وجميع الهياكل العابرة على طول نهر النيل من أسوان إلى الإسكندرية بالإضافة إلى المخاطر المدمرة على الأرض وفقدان الأرواح البشرية بسبب ارتفاع التدفق من بحيرة ناصر والتي قد تتجاوز قدرة شواطيء النيل والقناطر التي تعترض تدفق المياه.

وأوجزت الدراسة السيناريو الكارثي على هذا النحو:

- عقب بداية إنهيار السد الرئيسي سوف تتدفق المياه وتزيد سرعتها تدريجيا حتي يصل معدل التدفق إلى 2 مليون متر مكعب في الثانية بعد 5 ساعات من بداية الإنهيار.

- تصل المياه إلي سد الروصيروص السوداني على بعد 120 كبلومتر من الحدود مع إثيوبيا بعد 6 ساعات من بداية إنهيار السد الرئيسي.

- بعد 11 ساعة من بداية الإنهيار تكون 99.5% من المياه المحتجزة في سد النهضة قد وصلت لسد الروصيروص.

- ينهار سد الروصيروص وتتدفق المياه المحتجزة فيه مع المياه القادمة من إثيوبيا.

- تتحول المنطقة بين سد النهضة وسد الروصيروص إلي بحيرة ، وسيكون عمق هذه البحيرة عند سد النهضة 101 مترا، وعمقها 55 مترا عند سد الروصيروص ، و أقصي عرض 30 كم ، والسرعة 25 متر في الثانية عند سد النهضة و تقل إلي 10 متر في الثانية عند الروصيروص..

- ذروة وصول المياه للخرطوم تحدث بعد 134 ساعة (خمسة أيام و نصف) و يصل أقصي عمق إلي 21 متر ، وتتحول الخرطوم و كل المناطق المجاورة إلي بحيرة كما في الصورة الثانية ، و أقصي عرض للمياه 176 كم ، و السرعة 8 متر في الثانية.

- ينهار سد مروي وتتدفق المياه المحتجزة فيه مع المياه القادمة من إثيوبيا.

- تصل المياه لمدخل بحيرة ناصر بعد 549 ساعة (23 يوم تقريبا) ، و عرض موجة المياه سوف يكون 27 كم ، وسرعة المياه 14 متر في الثانية بزيادة 6 متر في الثانية عن سرعتها عند الخرطوم بسبب زيادة الانحدار في مجري النيل. ويصل حجم المياه التي تصل لبحيرة ناصر إلى 15 مليار متر مكعب. ويبلغ التدفق إلى بحيرة ناصر حوالي ثلاثة أضعاف الحد الأقصى للتدفق في مواسم الفيضان (كان الحد الأقصى لتدفق الذروة المقاس في موسم الأمطار حوالي 13000 م 3/ثانية) ، لذلك قد يكون ضارا بجسم السد العالي في أسوان.

علاوة على ذلك ، ستغمر مدينة الخرطوم بعمق مياه يتراوح بين 10 و 15 مترا فوق مستوى سطح الأرض الطبيعي. وستصل مياه الفيضان إلى مدينة الخرطوم في غضون 4 أيام من بداية فشل السد وستصل إلى أقصى عمق لها في غضون يومين على الأكثر. لذلك ، ستكون مدينة الخرطوم في حالة خطيرة بعد فترة قصيرة جدا وسيتم تحويلها إلى بحيرة كبيرة خلال 6 أيام فقط من بداية فشل سد النهضة. 

فيما يتعلق بالتأثيرات على مصر، فإنه يعتمد على مستوى المياه في بحيرة ناصر في وقت فشل السد الإثيوبي. في حالة امتلاء بحيرة ناصر أو شبه ممتلئة سيكون الفيضان أكثر خطورة.

وقالت الدراسة إنه في حالة سد النهضة ، يعد تحليل كسر السد أو فشله أمرا بالغ الأهمية نظرا للحجم الضخم والأبعاد الكبيرة للسد. بالإضافة إلى ارتفاع مخاطر عدم استقرار التربة في موقع بناء السد مما يؤدي إلى احتمال كبير للفشل ، إذ يقع على واحدة من الصفائح التكتونية الرئيسية والصدوع في العالم. وحول هذا الصدع ، تم توثيق حوالي 15000 زلزال في إثيوبيا. خلال القرن العشرين ، حدث حوالي 16 زلزالا بقوة أكبر من أو تساوي 6.5 في إثيوبيا عند الصدع الذي تسبب في أضرار جسيمة.






اعلان