17 - 07 - 2024

المدن الجامعية فى الصعيد لا تبتسم فى وجه أبناء الغلابة

المدن الجامعية فى الصعيد لا تبتسم فى وجه أبناء الغلابة

ومازالت الجامعات فى صعيد مصر تبتكر فى كل شىء وتقدم كل يوم جديدا، والجديد هذه المرة يحدث داخل مدنها الجامعية والتى باتت على بعد خطوات فقط من استقبال طلاب الجامعة غير القادرين على توفير سكن خاص قريب من الجامعة وخاصة من أبناء الأرياف والمدن البعيدة عن عواصم المحافظات.

إحدى أكبر الجامعات فى الصعيد والتى شهدت تغييرا فى قيادتها مؤخرا وقطعا ستشهد تغييرا آخر قادما لا محالة ابتكرت هذا العام أمرا جديدا، فقررت فجاة أن تقصر تسكين هذه المدن الجامعية، وخاصة فى الكليات العملية وهى التى تستحق الاقامة الداخلية نظرا لصعوبة الدراسة بها واستمرار الدراسة طوال اليوم تقريبا "طب – هندسة – علوم"، على الطلاب الحاصلين على تقدير جيدا جدا وما أعلى. 

وهى تعتبر أن طالب كلية الطب والهندسة الحاصل على تقدير جيد طالبا "فاشلا" لا يستحق التسكين داخل الجامعة، فى حين أن طالبا أو طالبة فى تربية نوعية قسم موسيقى بنفس التقدير يستحق السكن، وخاصة إن كان من أصحاب الحظوة، وهو أمر خطير جدا لا يتماشى مع السياسة العامة للدولة، التى تشدد على التعليم الذى يخرج للمجتمع تخصصات ينتظرها سوق العمل وتتماشى مع العصر الحالى ويوجد نقص فى عدد خريجيها.

بات وجوبيا على وزير التعليم العالي أن يخرج علينا بلائحة موحدة لا تحتمل التفسير المزدوج مطلقا، وبها شرح لشروط تسكين الطالب وأن يرفع اسمه على سيستم مركزى للوزارة وليس الجامعة.

وردا على من سيخرج ويقول إن قانون الجامعات يمنع مثل هذا التوجه ويحافظ على الاستقلالية، فإننا نوضح أن دور وزير التعليم العالي ليس فقط إعلان قرارات تعيينات القيادات الجامعية والتى غالبا لا دور له فيها، وإنما أيضا الرقابة الدقيقة، وخاصه إن كانت بعض القرارات تتعلق بالمال العام والدعم الذى تحافظ عليه الدولة وتؤكد القيادة السياسية على ضرورة إيصاله إلى من يستحق.

 التعليم الجامعى هو المرحلة الأخيرة التى تسبق خروج الشاب إلى المجتمع، ولابد أن يخرج محملا بقيم أصيلة فى المجتمع مثل المساواة والتقدير واحترام التفوق، ولا يخرج وهو قد حمل بالحقد على المجتمع، ويقينا أن الوساطة حرمته من أبسط حقوقه، ووقتها سيخرج شخصا كارها لكل شىء وحاقدا على كل شىء ويدفع المجتمع ثمن كرهه وحقده.
--------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

قنا واللى منها!