30 - 06 - 2024

انقطاعُ الكهرباء .. والسواد الكالح !

انقطاعُ الكهرباء .. والسواد الكالح !

تَربينا منذ نعومة أظفارنا علي مبادئ ومُثل، كانت ومازالت وستظل منهجَ حياة، ومعالمَ طريق .

من تلك الأمثال : ( المساواةُ في الظلم عدل، وأنه ليس للكذب رجلان)، إلا أن كذب الحكومة (سوبر مان) فله رجلان، ومفاصل، وركب، وأرداف مُكتنزة، تُمكنه من الجلوس بثبات، وإخراج لسانه للمواطنين وهو يقول لهم : موتوا بغيظكم!

هذا ما لاحظناه في أكثرَ من ملف من ملفات الحكومة المصرية الحالية، ويأتي علي رأسها ملفُ الكهرباء، فبعدما ظلَّ لسنوات مناطَ فخر، تتغني به الحكومة، صار مؤخرا وصمة عار بعد الانقطاع المُتكرر والمُقنن، والذي مضي علي بدايةِ حدوثه أكثرُ من شهرين ونصف، علما بأن تصريح الحكومة عقب تفاقم تلك الأزمة، أكد أنها مُشكلةٌ طارئة بسبب درجات الحرارة غير المسبوقة، وكثرة استهلاك الوقود، وأنه سيتمُ التغلبُ عليها خلال أيام، وصارت الأيام شهورا، ومازلنا محلك سر، ووعدُ الحكومة أضحي في خبر كان !

والمؤسفُ أنه لم تكن الحكومةُ وحدها هي من روجت ذلك الوعد الكاذب، بل أيدها إعلامٌ أتقن فنَّ التطبيل والهلوسة، وبرر الخطأ، وبدلا من أن يكون لافتا لأوجه الخلل والداء لعلاجها، لبس ثوب المحاماة، ودافع عن تقصير الحكومة كما لو كانت أمه وأباه !

فتعالتْ أصواتُ بعض الإعلاميين الحنجورية في دفاع مُستميت عن الحكومة، وطالبت المواطنين بضرورة الانتظار والتحمل، مؤكدين أنه انتظارٌ لن يطول، ولكنه طال وسيطول؛ وهو ما يؤكد أن تصريحات هؤلاء الإعلاميين لم تكن عن دراية، بل وجَّه دفتها الهوي والمصلحة الشخصية، والدخولُ السنوية التي تزيد علي الملايين لمجرد الطبل والزمر !

حدوثُ الأزمات - يا سادة - في كلِّ دول العالم أمرٌ وارد، لكنَّ الحكومات الرشيدة سرعان ما تتعامل معها، وتتمكن من إزالة أسبابها، أما في مصر فالأمرُ مختلف، إذ إن التعايش مع الأزمة، وتبريرها هو السمة السائدة، وهو ما نلمسه مع انقطاع الكهرباء المُتكرر والمُقنن، والذي استمر حدوثه مع بداية الأزمة في قري ومدن مصر، وبعدها تخلصت منه المدن،  بينما مازالت تُعاني القري والأرياف ويلاته .

والسؤال : إلي متي سيستمر هذا السواد الكالح، خاصة بعد بداية الدراسة بالمدارس والجامعات، وحاجة الطلاب الماسة للكهرباء ؟
-------------------------------
بقلم: صبري الموجي

مقالات اخرى للكاتب

إبراهيم عطا الله .. الحكمةُ ضالة المؤمن !





اعلان