17 - 07 - 2024

الفائز الجديد بجائزة نوبل الذي آن لنا أن نعرفه

الفائز الجديد بجائزة نوبل الذي آن لنا أن نعرفه

البحث عن أعمال له مترجمة إلى العربية، كان أول ما خطر على ذهني بمجرد ما ذاع بخبر حصوله على جائزة نوبل للآداب 2023. أتحدث عن النرويجي يون فوسه. 

بالطبع وجدتني أولا أمام مشكلة تعدد طرق كتابة اسمه بالحروف العربية، وهي على كل حال مشكلة تتكرر سنويا مع أسماء الفائزين بتلك الجائزة حتى ولو كان بينهم كما في العام قبل الماضي بريطاني من أصول يمنية هو عبد الرزاق قرنح، الذي تعددت طرق نطق ومن ثم كتابة اسمه بحروف عربية، حت إنني لا أستطيع أن أزعم أنني كتبت اسمه هنا صحيحا. والأمر نفسه ينطبق على فوسه بالتأكيد. 

هذا البحث لا أتحرج من القول بأنه انطلق أساسا من أنني لم أسمع باسم الفائز الجديد بأهم جائزة في العالم في مجالات الأدب المختلفة، من قبل، برغم أن عملي في مجال الصحافة الثقافية بدأ قبل نحو أربعين عاما، أي منذ أن كنت طالبا في كلية الإعلام في جامعة القاهرة. 

المهم أن البحث أسفر عن أن دار "الكرمة" تحت إدارة الناشر سيف سلماوي، انتبهت إلى فوسه قبل خمس سنوات على الأقل من فوزه بنوبل، فأصدرت له رواية قصيرة بعنوان "صباح ومساء" بعد أن ترجمتها شرين عبد الوهاب إلى العربية، ثم أصدرت ثلاثة نصوص روائية قصيرة في كتاب واحد تحت عنوان "ثلاثية" وقد ترجمتها أمل رواش. 

وخلال البحث لم يكن مفاجئا أن أجد أن المترجم المصري المقيم في ألمانيا يعرف فوسه، فقد كتب على صفحته على الفيسبوك إنه   أيضا شاعر فضلا بالطبع عن أنه مسرحي وهذا هو المجال الذي "اقتنص" من خلاله جائزة نوبل. وهو جدير بها لأنه "من أهم الأصوات المسرحية في النرويج وأوروبا"، كما جاء في بوست سمير جريس الذي وصف صاحبنا في نهايته بأنه "كاتب شاب في الرابعة والستين"، ومترجم نقل إلى النرويجية أعمالا لكافكا وجويس وبيكيت. 

صوت لما لا يقال

أما دار "الكرمة" فقد كتبت على صفحتها على الفيسبوك أنها تشرفت "بإعلان أن كاتبنا النرويجي يون فوسه قد فاز بجائزة نوبل في الأدب لهذا العام، واستشهدت لجنة نوبل بمسرحياته المبتكرة ونثره الذي يعطي صوتًا لما لا يقال". وأضافت أنه كان لها شرف إصدار كتابين روائيين لها هما "صباح ومساء"، و"ثلاثية". 

وبحسب البيان الاحتفالي نفسه لدار "الكرمة"، فإن يون فوسه، المولود عام 1959، هو "أهم الكُتاب النرويجيين المعاصرين"، وقد أطلقت عليه الصحافة لقب إبسن الجديد. صدر له أكثر من 30 كتابًا في المسرح والشعر والرواية، تُرجمت إلى أكثر من 40 لغة، وحصل على جوائز أدبية مرموقة عديدة، منها: «جائزة إبسن الدولية» عام 2010، و«الجائزة الأوروبية للآداب» عام 2014، كما حاز «وسام الاستحقاق الوطني» الفرنسي بدرجة فارس، و«وسام القديس أولاف الملكي» وهو أعلى امتياز في الدولة النرويجية. ومنحه ملك النرويج، عام 2011، شرف الإقامة مدى الحياة في «جروتن»، وهو بيت في حرم القصر الملكي في أوسلو مخصص لاستقبال كبار الفنانين منذ القرن التاسع عشر.

وقال الأمين الدائم للأكاديمية السويدية ماتس مالم، بعد الإعلان عن هوية الفائز، إن فوسه عرف بالنبأ "حين كان يقود سيارته عبر الريف باتجاه المضيق البحري شمال بيرغن في النرويج". وقال فوسه في بيان: "أشعر بالسعادة الغامرة والامتنان. أعتبر أنها جائزة للأدب الذي يهدف قبل كل شيء إلى أن يكون أدباً، من دون أي اعتبار آخر".

وبناء على ما تقدم، يتوقع أن تتسارع دور النشر العربية على ترجمة أعمال فوسه، بما أنه قد آن الأوان لأن يعرفه القارئ العربي الذي يبدو قليل الحظ في مسألة عناد نوبل مع من يفترض أنه يعرفهم، ولا تخلو التوقعات سنويا من أسمائهم، ومنهم أدونيس وهاروكي موراكامي، وإيزابيل الليندي...
-----------------------
بقلم: علي عطا

............. 

مقالات اخرى للكاتب

نحو مدوَّنة سلوك مهني تواكب حتمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي