17 - 08 - 2024

بلومبيرج: ماحدث يفوق الخيال وفكرة دس مشكلة الفلسطينيين تحت أردية أمراء النفط انتهت

بلومبيرج: ماحدث يفوق الخيال وفكرة دس مشكلة الفلسطينيين تحت أردية أمراء النفط انتهت

انشغلت إسرائيل بمحاولة اقامة العلاقات مع السعودية لخلق "الشرق الأوسط الجديد" القائم على التجارة الحرة والابتكار التقني العالي، وسعت في الوقت نفسه إلى الحد من النفوذ الفلسطيني بأقصى قدر ممكن.

لقد أصبح "تصفية" التوترات طويلة الأمد "مجرد خانة يجب وضع علامة فيها" بحسب قول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقابلة مع بلومبرغ اوائل هذا العام، الا أن الهجوم غير المسبوق من قبل حركة حماس المسلحة على الإسرائيليين أجهض بسرعة هذا المفهوم. 

قد يكون الاقتحام القاتل من غزة محاولة من الجماعة - وربما راعيها إيران - لوقف صفقة تطبيع مع السعودية، كما أنه يظهر أن الشرق الأوسط القديم لن يختفي بسهولة إلى هذا الحد.

كتب المحلل بن كاسبيت في صحيفة معاريف الإسرائيلية "لقد انهارت جميع أفكارنا المسبقة تقريبًا أمس" مضيفا "فكرة أنه يمكن دس مشكلة الفلسطينيين تحت الأردية الذهبية لأمراء النفط من الخليج انتهت".

أسفر الصراع عن مئات القتلى من الجانبين في يومين فقط، بينما اختطفت حماس عشرات الإسرائيليين لأخذهم كرهائن إلى غزة وقد أعلنت إسرائيل الحرب رسمياً وقالت إنها لن تتوقف حتى يتم تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، وهي مهمة يبدو أنها ستتضمن غزوًا بريًا وتستغرق أشهرًا.

بضربة واحدة، غيّرت حماس الأولويات الإسرائيلية للمستقبل المنظور، مما ألحق ضربة كبيرة بالخطط الطموحة للرئيس جو بايدن والقيادة السعودية لتشكيل تحالف معقد ثلاثي الأطراف. 

لا يمكن إحراز أي تقدم دبلوماسي كبير في النظام الإقليمي الجديد أثناء قيام إسرائيل بعملية عسكرية كبرى.

قد تكون هذه هي النتيجة التي أرادتها إيران وبالرغم من عدم وجود أي دليل على أن طهران لعبت دورًا في الهجوم، إلا أنها أصبحت أكثر صراحة في دعمها لحماس وحذرت السعودية وغيرها من الدول العربية من التطبيع مع إسرائيل. 

كما زادت إيران من المساعدات والأسلحة للمسلحين الفلسطينيين في غزة والضفة ولبنان وسوريا، وكثيراً ما لفتت إسرائيل الانتباه إلى ذلك الدور الإيراني، إلا أنها ربما أصبحت متهاونة حيال احتمال هجوم كبير من حماس لأن كل محاولة سابقة أسفرت عن خسائر فادحة للمهاجمين. 

بدأت السلطات تتبنى فكرة أن حماس تتحول من منظمة تركز على العنف إلى منظمة تنمو في دورها كحاكم لغزة، راضية بالمساعدات المالية الخارجية وتوافر فرص العمل في إسرائيل. 

قال الجنرال يعقوب عميدرور، المستشار الأمني السابق لنتنياهو، للصحفيين يوم الأحد "لقد ارتكبنا خطأ فادحًا - وأنا أشمل نفسي - من خلال الاعتقاد بأن منظمة "إرهابية" يمكن أن تغير من حمضها النووي" مضيفا "لقد سمعنا من الجميع أنها أصبحت أكثر مسؤولية وبدأنا نصدق ذلك".

قال وزير الدفاع يوعف جالانت إن على إسرائيل الآن استخدام "كامل القوة" لإنهاء القدرات العسكرية لحماس، واضاف في بيان اصدره مكتبه "قبل 15 عامًا، كقائد للقيادة الجنوبية، اقتربت من 'كسر عنق' حماس" مضيفا "توقفت بعد وساطة من القيادة السياسية لكن هذه الظاهرة لن تستمر. سنغير الواقع على الأرض في غزة للخمسين عامًا القادمة. ما كان من قبل لن يكون مرة أخرى. وسنعمل بكامل قوتنا".

قال العديد من المحللين الإسرائيليين إن الاتفاق مع السعودية سيوضع في انتظار ولكنه قد لا يلغى تمامًا، ليتسنى لإسرائيل التركيز على هدفها في تدمير حماس، فاذا نجحت، يمكن استئناف المحادثات.

قالت ميري أيزن، ضابطة الاستخبارات العسكرية السابقة التي تدير برنامجًا مكافحة الإرهاب في جامعة رايخمان في إسرائيل "لقد خرجت حماس وذبحت وقتلت الناس وهذا يخيف المصريين والسعوديين بنفس القدر الذي يخيفنا نحن. دعت حماس الفلسطينيين في كل مكان للانضمام إليها، وفي إسرائيل والقدس، لم يفعلوا ذلك".

إن الفشل غير المسبوق للمخابرات الإسرائيلية خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلى جانب الإذلال والألم الناتج عن رؤية الأطفال والمسنين محتجزين كرهائن، أثار الكثير من البحث عن الذات في إسرائيل.

يتساءل البعض عما إذا كانت سياسات نتنياهو الداخلية المثيرة للانقسام – مثل محاولات الحد من سلطة المحاكم – أدت إلى أن يكون الجيش أقل استعدادًا لأن بعض الضباط شاركوا في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، ويشير آخرون إلى أن الانقسامات ألهمت حماس لشن الهجوم معتقدة أن إسرائيل أصبحت أضعف من ذي قبل، ومع ذلك فإن المزاج الوطني متحد على نطاق واسع حول أمر واحد: يتعين على إسرائيل أن تستخدم كامل قوتها العسكرية لطرد نشطاء حماس من الجنوب وشل الحركة داخل غزة.

وقال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، إن حماس “تستعد للمعركة الكبرى” مضيفا لقد كانت هناك “مؤشرات واضحة على أن حماس كانت تتجه نحو هدنة، والآن أصبح من الواضح أن تلك كانت خدعة كبيرة. ما حدث يفوق الخيال”.