19 - 10 - 2024

مكتبة الإسكندرية تستضيف فريق تصميمها في احتفالية "إحياء الأسطورة"

مكتبة الإسكندرية تستضيف فريق تصميمها في احتفالية

نظم مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط بقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، احتفالية بعنوان «مكتبة الإسكندرية: إحياء الأسطورة»، اليوم الثلاثاء، استضاف خلالها أعضاء الفريق الأصلي للمكتب المعماري النرويجي «سنوهتا» الذي صمم المكتبة، بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وهيلدا كليمتسدال؛ سفيرة النرويج في القاهرة، والدكتورة مروة الوكيل، رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية. في بداية كلمته أوضح الدكتور أحمد زايد؛ أنه في عام ١٩٨٨ أطلقت الحكومة المصرية ومنظمة اليونسكو مسابقة لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة بتصميم جديد، ومن بين مئات التصميمات تم اختيار تصميم مجموعة من شباب المعماريين كانوا يمثلون مكتب "سنوهتا".

وأضاف زايد إن المهندسين الشباب تمكنوا من إبداع مبنى يحمل جذور الحضارة المصرية ولكن بشكل حديث، ويعكس دور العمارة التي تقوم بأكثر من وظيفة وليس الاهتمام بالشكل فقط، وهذا البناء العظيم ينمى باستمرار شعور المحبة لهذا التصميم الذي يحيي روح المكتبة القديمة ويدفع العقل البشري إلى البحث في الطبيعة، وهذا ما يحققه التصميم المعماري الجيد.

وأشار زايد إلى أن افتتاح المكتبة كان في ١٦ أكتوبر عام ٢٠٠٢، والآن تحتفل المكتبة بذكرى مرور 21 عامًا على هذا التاريخ، بإعادة روح الانفتاح إلى مدينة الإسكندرية التي كانت عاصمة للثقافة والعلم في العالم القديم ورمزا للمدينة الكوزموبوليتية في العصر الحديث، بالحديث عن هذا التصميم المعماري الرائع الذي حصل على ثناء كل المجتمعات العلمية.

فيما عبرت هيلدا كليمتسدال؛ سفيرة النرويج في القاهرة، عن سعادتها بالمشاركة في احتفالية مرور ٢١ عامًا على إعادة أحياء مكتبة الإسكندرية، التي وصفتها بأنها أكثر مكتبة مشهورة في العالم القديم وكذلك الحديث فهي تراث مستمر حتى اليوم، يعكس تاريخ الإسكندرية التي كانت أكبر مدينة في العالم القديم متعددة الثقافات بناها مهندسون رائعون ايضاً، للتعرف على حكمة العالم. وصفت "كليمتسدال" قرار الحكومة المصرية بإعادة إحياء مشروع المكتبة الجديدة بالخطوة الشجاعة، والأكثر شجاعة أن يقع الاختيار على مجموعة من الشباب لتصميمها، لتكون نافذة لمصر على العالم تساهم في التعلم والانفتاح على العالم، فهي بمثابة مكة العلم والمعرفة التي يحج إليها الناس.

ووصف كيتل ترادال ثورسن، عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة، تصميمها بأنه يمثل لنا أسطورة وجئنا اليوم لكي نحيي هذه الأسطورة مجددًا. وأضاف: "عندما بدأنا فهمنا أنه يجب التركيز على الاستدامة البيئية والمجتمعية والاقتصادية، وكنا في ذلك الوقت فريقا من الشباب فكان يجب أن نحافظ على هذه القيم، وكنا دؤوبين في العمل في مكتب صغير في النرويج، وسنوهتا هو اسم جبل رائع في النرويج". 

وقال روبرت غرينوود؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة والمسئول عن تصميم السطح، إن المشاركة في هذا المشروع قصة خيالية، إذ تمنى كل المعماريين في النرويج لو أنهم ضمن هذا المشروع، موضحًا أنه كان مسئولا عن سطح المبنى، والذي وصفه بأنه لم يكن الجزء الأهم في المشروع لكنه التحدي الأكبر لكي يبدو مختلفًا خاصة انه منحدر والوصول إليه لا يعتمد على مصاعد.

وأشار غرينوود إلى السطح يمثل مفهوم الربط بين الحاضر والمستقبل، وكانت مهمة صعبة ولكن في مصر يمكن للمستحيل أن يتحقق، وقد صمم السطح ليعكس ضوء الشمس إلى داخل المكتبة ويحقق النظرة إلى الأفق، والزجاج الملون مهم لأنه يعطي نوعا من الحياة للمبنى. 

واختتمت كاري ستنسرود؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة والمسئولة عن تصميم الساحة الخارجية "البلازا"، إن الهدف كان وجود ساحة فارغة مفعمة بالترحاب وان يُستخدم نفس الأحجار التي استخدمت في الجدار، ولكن لم يكن شائعا في مصر في ذلك الوقت استخدام الأحجار الصلبة، ولذلك تم استخدام البلاط الملون، الشكل الخارجي كان تحدي بالفعل، وتم زراعة أشجار الزيتون والنخيل المعبرين عن الحضارة المصرية والمتوسطية.